رصدت أجهزة الأمن المصرية تحركات لبعض الجماعات المتشددة، تتخذ من المنطقة الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية مع دولة السودان مرتكزا لها، بغية فتح جبهة صراع جديدة، بعد شهور من التوتر النسبي الذي تشهده الحدود الشرقية المتاخمة لإسرائيل.

Ad

وقالت مصادر أمنية مطلعة لـ«الجريدة» إن أجهزة المخابرات رصدت تحركات لبعض الجماعات الإرهابية، على الحدود الجنوبية مع السودان، مؤكدة وجود مخطط إرهابي، بتمويل دولتين مناهضتين لثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، لتنفيذ عمليات على الحدود الجنوبية، برعاية عناصر من «الجماعة الإسلامية»، الصادر في حق بعضهم مذكرات توقيف، لضلوعهم في عمليات قتل للمتظاهرين في أعقاب عزل مرسي 3 يوليو الماضي.

وأوضحت المصادر أنه تم رصد اتصالات بين عناصر تنظيم «القاعدة»، وأعضاء هاربين من الجماعة الإسلامية، على الحدود الجنوبية من ناحية السودان، من بينهم الإرهابي الهارب إسلام الغمري المتهم الرئيسي في محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس بابا 1995، لتنفيذ هجمات على الجانب المصري.

وبحسب معلومات استخباراتية، فإن وسط وجنوب إفريقيا يشهد انتشارا واسعا لقيادات «القاعدة»، فضلاً عن هروب العديد من قيادات الجماعة الإسلامية المتورطين في عمليات عنف وقتل في مصر إلى الخارج عبر الحدود الجنوبية، بينهم أسامة رشدي وممدوح علي يوسف ورفاعي طه وعاصم عبدالماجد وطارق الزمر.

وبينما أكد قائد قوات حرس الحدود اللواء أحمد إبراهيم، خلال لقائه بالقوات قبل نحو أسبوع، ان القوات المصرية تتحمل تأمين الحدود الجنوبية مع السودان وحدها، حيث إن التأمين من الجانب السوداني «صفر»، شدد المحلل السياسي السوداني الحاج وراق على أن الحكومة السودانية متورطة مع حركات جهادية لزعزعة الاستقرار في مصر.

وأضاف وراق المقيم في القاهرة: «أحد المتخصصين في قضايا مكافحة الإرهاب كشف أمام الكونغرس الأميركي نهاية فبراير الماضي أن هناك معسكرات في شرق السودان، تعمل تحت رعاية الحكومة، لتدريب عناصر من المتأسلمين المصريين بسلاح إيراني، لدرجة أن أحد الكتاب السودانيين توقع أن يحاول نظام الرئيس عمر البشير اغتيال السيسي بصفته المسؤول عن خلع النظام الإخواني».

أما الخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان فأكد أن سياسات الرئيس السوداني عمر البشير تثير الكثير من التساؤلات، موضحا لـ»الجريدة» ان السودان يحوي العديد من عناصر تنظيم القاعدة، التي تربطها ولا شك علاقات قوية بالجماعة الإسلامية، الأمر الذي دفع السودان إلى تسهيل هروب بعض القيادات الإسلامية المطلوبة أمنياً، خارج حدودها.