وفاة شارون... عراب الحروب والمجازر

«البلدوزر» يرحل بعد 8 سنوات في «الكوما» منهياً حياة حافلة بالجرائم

نشر في 12-01-2014
آخر تحديث 12-01-2014 | 00:06
No Image Caption
توفي أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارييل شارون عراب الحروب والمجازر، في مستشفى قرب تل أبيب عن 85 عاماً بعد أن أمضى ثماني سنوات في غيبوبة (كوما).

وبالنسبة للإسرائيليين كان شارون يعتبر واحداً من أمهر القادة العسكريين والسياسيين، وقد عرف بطرقه القاسية وثباته ما أكسبه لقب "البلدوزر"، إلا أن العرب كانوا ينظرون إليه كمجرم حرب بعد أن كان مسؤولاً مباشراً عن عدة مجازر بحق العرب.

ولد شارون في فلسطين عام 1928 لأبوين من أصول بيلاروسية، وانخرط في صفوف عصابة "هاغاناه" الصهيونية عام 1942 وكان عمره آنذاك 14 سنة، ثم انتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس دولة إسرائيل.

في خمسينيات القرن الماضي، شن حملات ضد الفلسطينيين قتل في أعنفها 53 مدنياً في قرية قبية الفلسطينية. ثم تمكن في 1969 من ضرب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عبر سلسلة عمليات لمجموعات كوماندوس.

اتهم بقتل وتعذيب أسرى مصريين عام 1967، وفي 1973 برهن على قدراته كقائد عسكري بعدما عبر قناة السويس ليحاصر الجيش المصري في مناورة جريئة.

حصل على مقعد في الكنيست الإسرائيلي بين عامي 1973 و1974، وعمل مستشاراً أمنياً لرئيس الوزراء إسحاق رابين، ثم أصبح وزيراً للدفاع سنة 1982، وقاد عملية الغزو الإسرائيلي للبنان في العام نفسه.

واعتبرت لجنة تحقيق إسرائيلية شارون "مسؤولاً بصورة غير مباشرة" عن مجازر صبرا وشاتيلا التي ارتكبت في سبتمبر عام 1982 ما اضطره إلى الاستقالة. وكان مشرفاً على عمليات اغتيال ضد عدد كبير من أفراد المقاومة الفلسطينية.

في سبتمبر 2000، قام شارون بزيارة استفزازية للحرم الشريف في القدس، مما أدى إلى اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين أدت إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.

 انتخب شارون رئيساً للوزراء عام 2001، واتهم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بعدم التوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية بعد محادثات كامب ديفيد وطابا، ففرض عليه حصاراً في مقره في رام الله دام سنوات عدة حتى موت عرفات في عام 2004.

وفي السنة عينها تضاعف نفوذ شارون وفاز بأغلبية ساحقة في الانتخابات الإسرائيلية وبادر في عام 2005 إلى الانسحاب الأحادي من قطاع غزة، ليعود وينشق عن حزب "ليكود" اليميني ويؤسس حزب "كاديما" (يمين الوسط)، وفي يناير 2006 دخل في غيبوبة بعد جلطة دماغية أدت إلى تدهور حالته ووفاته.

وصرح جلعاد نجل شارون للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي من مستشفى "شيبا" حيث كان يعالج والده: "لقد رحل عندما قرر أن يرحل". أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد أكد أن ذكرى شارون ستظل "دائماً في قلب الأمة".

وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إن شارون "كان جندياً شجاعاً، وقائداً جريئاً أحب بلاده وأحبته بلاده. وكان أحد أعظم حماة إسرائيل وأهم مهندسيها، ولم يعرف الخوف كما لم يخش مطلقاً أن تكون لديه رؤية... وسنفتقده".

في المقابل، سارع الفلسطينيون إلى الترحيب بنبأ وفاة شارون، وقال نائب أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب: "شارون كان مجرماً بحق الشعب الفلسطيني، وهو قاتل والمسؤول عن قتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات"، مضيفاً: "كنا نتمنى أن تتم محاكمته أمام محكمة لاهاي لمجرمي الحرب بسبب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته".

 بدورها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن وفاة شارون "لحظة تاريخية للشعب الفلسطيني"، معتبرة إياه "مجرماً قاتلاً".

دولياً، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يشارك الإسرائيليين حزنهم لـ"فقدان زعيم كرّس حياته لدولة إسرائيل"، وأكد مجدداً دعم الولايات المتحدة التقليدي لأمن إسرائيل.

وفي باريس، رأى الرئيس فرنسوا هولاند أن شارون كان "لاعباً رئيسياً في تاريخ بلاده"، مشيراً إلى أنه "بعد مسيرة عسكرية وسياسية طويلة اختار الحوار مع الفلسطينيين".

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان بـ"الشجاعة السياسية" التي تحلى بها شارون حين أمر بالانسحاب الأحادي من قطاع غزة، داعياً إسرائيل إلى "الاقتداء بإرث البراغماتية (الذي خلفه شارون)".

وأعرب مون عن حزنه لوفاة شارون، مضيفاً: "كرس حياته كلها لدولة إسرائيل، كان بطلاً بالنسبة إلى شعبه، أولاً كجندي ثم كرجل دولة".

back to top