«كان رفيجي»
قدم فيلم «كان رفيجي» بعض مشكلات الكويت بشكل واضح كـ«الواسطة» أو مشاكل العمالة الوافدة، أو التقاعس في العمل، وهو أمر جميل لفيلم جيد جداً بالمجمل، ويستحق فعلا أن يكون جزءاً مهماً في صناعة السينما الكويتية الفقيرة، فشكراً لكل العاملين والقائمين على هذا الفيلم، وكلي أمل أن يكون خطوة حقيقية تجاه صناعة سينمائية دائمة في الكويت.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
أما الممثلون فلا أعتقد أن هناك من سيتقن الدور أكثر منهم، فقد تميز خالد البريكي بمعية فاطمة الصفي في تجسيد دور الزوجين وتعاطيهما مع بعضهما بشكل واقعي يعكس الطبيعة الكويتية دون تكلف، أما فيصل العميري هذا النجم الموهوب فأعتقد شخصيا أنه أفضل من جسّد دور الشاب التائه دون مبالغة جعلتنا نتعاطف معه دون أن ينجر خلف الصورة النمطية في الدراما الكويتية لهذه النوعية من الشباب، كما تميزت زينب خان رغم صغر مساحة الدور في تقديم نوعية من الفتيات في مكان لم يطرق من قبل بهذا الشكل، أما عبدالمحسن القفاص فهو حكاية بحد ذاته، فنحن لم نشاهده من قبل بهذه الصورة الخفيفة المميزة الخالية تماما من أي تصنع، بل إن أداءه جعلني على المستوى الشخصي أقتنع أنه لم يكن يمثل، بل قدم شخصيته الفعلية في إطار الدور المكتوب، وهو ما جعل كل من في القاعة ينتظر المشاهد التي يشارك فيها القفاص ليرسم البسمة في وسط تراجيديا النص.إخراجيا تفنن أحمد الخلف بتقديم الصور، وإن بالغ في أحيان قليلة بالتصوير العمودي، إلا أنه قدم صورة لم نرها من قبل للكويت كتصوير المقبرة من الأعلى مثلا، وأعتقد أنها المرة الأولى لتصوير كهذا في الكويت، كما أني أعتقد أن أغنية الفنانة نوال، وموسيقى مشعل العروج ظلمتا جداً؛ لأنهما لم تجدا مكاناً في الفيلم سوى في "تتر" النهاية. بشكل عام قدم الفيلم بعض مشكلات الكويت بشكل واضح كـ"الواسطة" أو مشاكل العمالة الوافدة، أو التقاعس في العمل، وهو أمر جميل لفيلم جيد جداً بالمجمل، ويستحق فعلا أن يكون جزءاً مهماً في صناعة السينما الكويتية الفقيرة، فشكراً لكل العاملين والقائمين على هذا الفيلم، وكلي أمل أن يكون خطوة حقيقية تجاه صناعة سينمائية دائمة في الكويت.ضمن نطاق التغطية:قد لا يستحسن البعض كتابة مقال عن أمر فني كهذا، ولكني أعتقد أن هذه الأعمال تحتاج فعلا إلى التركيز عليها ومناقشتها لتعزيزها واستمرارها.