بعد مرور أربعة أيام على اختفاء ثلاثة من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، ووسط جهود حثيثة من الجيش الإسرائيلي واتهام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لـ"حماس" باختطاف الشبان الثلاثة، علمت "الجريدة" من مصادر مطلعة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رسمت تصوراً لعملية الاختطاف جاءت على النحو التالي:

Ad

في يوم الخميس الموافق 14 يونيو الجاري التقى الشبان الثلاثة على محطة للحافلات بمنطقة غوش عتسيون الاستيطانية شمال مدينة الخليل غرب بيت لحم، بالقرب من مكاتب المجلس الإقليمي لمستوطنات شرق وغرب غوش عتسيون، للتوجه إلى القدس.

وفي الساعة التاسعة تقريباً مرت سيارة إسرائيلية بداخلها شخصان سائق ومرافق، يلبسان اللباس الديني اليهودي الـ"كيباه" (قبعة لليهود)، وأحدهم يطيل سوالفه كالمتدينين اليهود، ويلبس كل منهما قميصاً أبيض.

الشبان اليهود لم يشكوا لحظة في هوية السائق ومرافقه، واستقلوا السيارة فور توقفها، ولم ينتبهوا للكنة السائق، حيث تحدث معهم بلكنة عبرية أميركية.

بعد نحو نصف كيلومتر من مكان الصعود إلى السيارة توجه مرافق السائق إلى الثلاثة شاهراً في وجههم بندقية وطالبهم بالهدوء. بعدها تمكن أحد المستوطنين من الاتصال خِلسةً باستخدام هاتفه النقال على رقم الطوارئ، وهمس أكثر من مرة "لقد خطفونا... لقد خطفونا"، وعندما انتبه أحد الخاطفَين للأمر طلب من قائد السيارة التوقف إلى جانب طريق ترابي وأخذ الهاتف ورماه بعيداً، ثم أخذ هاتفي الشابين الآخرين وأخفاهما في السيارة.

استأنف الخاطفان رحلتهما مدة عشر دقائق، وبعد أن ابتعدت السيارة عن أي مكان مُراقب أو مركبة فيها كاميرات أحرقا السيارة وانتقلا إلى سيارة أخرى، وفرا بالثلاثة بعيداً، ثم أخفيا الشبان المختطفين في مغارة أُعدت خصوصاً لذلك بعد ضربهم حتى الإغماء.

عند هذه النقطة ينتهي طرف الخيط الذي أمسكت به الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إذ لا توجد أي معلومات لدى هذه الأجهزة، التي رصدت الأماكن التي مرت بها السيارة ذات اللوحات الإسرائيلية المسروقة قبل أكثر من أسبوع من بلدة قريبة من القدس.

ووسط تكتم إسرائيلي على المعلومات، علمت "الجريدة" أن الجيش يتهم الشرطة بالتقاعس عن إطلاعه على المكالمة الهاتفية التي أجراها أحد المختطفين لحظة اختطافه. وكان الجيش وجد الهاتف النقال والسيارة صباح يوم الجمعة بمساعدة أحد سارقي السيارات المعروف في الخليل.

ميدانياً، داهمت قوات إسرائيلية ست بلدات في الضفة الغربية، واعتقلت المزيد من مسؤولي "حماس"، ومن بينهم رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك في إطار توسيع عملية البحث.

في غضون ذلك، أجرى نتنياهو اتصالاً هاتفياً، هو الأول منذ عام 2012، برئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس طالبه فيه بالمساعدة في العثور على المختطفين ومحاكمة خاطفيهم.