وثيقة لها تاريخ: أسرة «الهاشم» الأشراف قدمت من المغرب إلى الإحساء عام 1758م واستقرت بالكويت عام 1799م

أهدي إليّ الصديق الكريم سعود عبدالرزاق الهاشم قبل فترة من الزمن كتيباً صغيراً من إعداده يلخص فيه تاريخ أسرة الهاشم في الكويت، وبعد قراءة الكتيب تذكرت أن لدي وثيقة عثرت عليها في الأرشيف البريطاني قبل فترة من الزمن، ولم أنشرها، فقررت أن أدمج بين المعلومات التي وردت في الكتيب، وما ورد في الوثيقة الجميلة التي لم تنشر من قبل، ولنبدأ بما ورد في الكتيب ثم نستعرض محتوى الوثيقة.

 يقول معد الكتيب إن أسرة الهاشم يرجع نسبها الى الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وكانت تسكن في ينبوع النخيل بالحجاز حتى عام 1265م، ثم انتقلت إلى بلاد المغرب وظلوا بها إلى عام 1758م، ثم عاد بعض أبنائهم إلى الجزيرة العربية واستقروا في الإحساء بالمملكة العربية السعودية ونزح عبدالله بن علي بن محمد الهاشم إلى الكويت عام 1799م. وقد ورد في شهادة انتسابهم الصادرة عن رابطة الأشراف الحسنيين والحسينيين بالمغرب أن «الشريف العلوي الإسماعيلي مولاي سعود عبدالرزاق عبداللطيف سعود الهاشم الحامل للجنسية الكويتية بأن جدهم علي بن الأمير السلطان مولاي زين العابدين قد هاجر من المغرب وعاد إلى الإحساء سنة 1170هـ الموافق 1758م.» إذن فإن آل هاشم الأشراف نزحوا إلى الكويت من الإحساء في عام 1799 واستقروا في ما يسمى بفريج الخوص قرب المناخ وبالقرب من بيت يوسف الشاهين الغانم ومنصور السبع وعنبر المطر والمحميد، وفيما بعد بيت الشيخ مبارك الصباح وبيت عبدالكريم بالملح والسجن وتل بهيتة.

 وقد عمل رجال أسرة الهاشم الأوائل بالبحر، وكان منهم نواخذة معروفون مثل النوخذة عبداللطيف سعود أحمد الهاشم والنوخذة سعود عبدالعزيز سعود الهاشم وغيرهم. وأبرز ما في تاريخهم البحري «الطبعة» أو الغرقة التي وقعت في عام 1934 تقريباً والتي راح ضحيتها النوخذة عبداللطيف وابنه خالد وعدد من البحرية رحمهم الله جميعا، وكانوا وقتها في بوم ملك عمران أحمد البنوان، ننتقل الآن الى الوثيقة وهي بتاريخ 11 محرم 1335هـ الموافق 7 نوفمبر 1916م وفيها يشتكي النوخذة عبداللطيف من سوء معاملة المسؤولين العراقيين ويوجه كلامه إلى أخيه عبدالعزيز ويطلب منه أن يبلغ صاحب السفينة، وهو الملا صالح الملا ليكون على علم بالأمر وليقوم باتخاذ اللازم.

وإليكم النص الكامل للوثيقة:

«غب سلام زايد واكرام... (كلمة غير واضحة) يهدا الا (الى) قرة الناظر وسرور الخاطر الاخ الشقيق  عبدالعزيز بن هاشم  المحترم دام مجده امين... بعد ختم الدعايا اخي نرجوك اتبلغ ملا صالح منطرفنا منخصوص خشب الكويت يروح الى القنصل ويبلغ من طرفنا يراجع مدير التيل مال ام قصر كتب متعذبين منه اذا كان المحمل لاحم يريد يمشي غصب ثم اذا كان الماي سجي يريد يعليّ غصب من دون الهوا عاد انتم سوونا درب حيث البحرية يخلونا ويمشون ونحن مع بوم مال الله حملونا الا (الى) أم قصر نهار احد عشر من شهر محرم الحرام سنة 1335 وهذا ما بلغناكم تفصيلا بالامور صار معلومكم وحنا توجهنا الى ام قصر ليصير معلومكم والسلام اختام الاخ لديك عبداللطيف بن هاشم 11 محرم الحرام 1335».