ندى نعمة بجاني: الكلمة سلاح يلامس الأعماق

نشر في 18-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 18-12-2013 | 00:02
تستعد لإصدار «قصيدة... حتى الممات»

تعترف الشاعرة اللبنانية ندى نعمة بجاني أن قصائدها هي رسائل موجهة إلى الرجل خصوصاً ودعوة إلى المرأة عموماً، مشيرة إلى أن القصيدة تفرض نفسها عليها وتلزمها كتاباتها انطلاقاً من شعور داخليّ يمتلكها.
حول جديدها وتقييمها لتجربتها في الكتابة كان الحوار التالي معها.
كيف تقيّمين المشهد الثقافي العربي راهناً؟

نحن اليوم كمن يرفع شعار: “أن تكتب يعني أنك موجود”، ممّا لا شك فيه أننا نحيا نهضة ثقافية أدبية شاملة، ليس على صعيد محلي فحسب، إنما على صعيد العالم العربي الأجمع، ممّا ينبئ بازدهار اللغة العربية وسرعة انتشارها بشكل أوسع بفضل وسائل عدة، أولها شبكة الإنترنت والصحف الإلكترونية التي فتحت مجال العولمة بشكل لافت، وسهلت على الكاتب والقارئ في آن، طريقة التواصل الفضلى، إضافة إلى أنّ الصحف المحلية تساهم بشكل مباشر في تشجيع هذه النهضة القائمة، بحيث تنشر على صفحاتها أعمال أصحاب الأقلام الراقية.

 صدرت لك مجموعات شعرية من بينها: “امرأة تحت الشمس، رجل المستحيل، نديات، صباحيات، مدامع الندى”... وغيرها، ما رؤيتك لهذه المسيرة وأي أعمال أقرب إليك؟

لكل من هذه الأعمال حالة خاصة ومرحلة زمنية مررت بها وعشتها، لذا أجدني، في كل منها، روحاً مختلفة عن سابقاتها، سواء من ناحية المضمون أو الأسلوب أو المستوى اللغوي. حتى إنّ المتابع لكتاباتي يلمس هذا الفارق بسهولة، لأني أكتب ذاتي بكل شفافية بعيداً عن التصنّع. أكتب لأبناء مجتمعي، رجالا ونساء، أناشدهم الحب الذي وهبَنا إيّاه الله لاستمرار الحياة على الأرض، والذي أصبح، للأسف الشديد، شبه مفقود في أيامنا هذه.

كيف هي العلاقة بينك كأنثى وبين القصيدة؟

القصيدة تفرض نفسها عليّ، تلزمني كتاباتها انطلاقاً من شعور داخليّ يمتلكني، قصائدي حيّة، ممهورة ببصمات أنثى واقعية، منطقية، تمنح لمن يحيط بها حقه، وتتمنى عليه، في المقابل، أن يوليها المشاعر والحقوق الحياتية المشروعة نفسها، فغالبا ما تكون قصائدي رسائل موجهة إلى الرجل خصوصاً، ودعوة إلى المرأة عموماً، وفي الحالتين أستحثّهما على العودة إلى الجذور.

وأين القضايا الوطنية في أعمالك؟

حين أكتب، أعمل على خدمة وطني ورفع اسمه، فوطني أكبر مني، ومن واجبي أن أخدمه على الصعد كافة إذا أمكن، لذا لا أنتظر من وطني أن يخدمني، يكفيني أنني ولدت فيه وأحمل اسمه، وهويته أيقونة على صدري... فالمعروف عن لبنان أنه ينبوع الشعر والأدب، وبيروت عاصمته أمّ المعارف، وهو يصدّر المفكرين والمؤرخين والأدباء، كذلك يحضن اليوم جميع أبنائه، من فنّانين ورسّامين وشعراء، ويساهم في دعمهم المعنوي، كأن يرفع الرقابة عن كتاباتهم ويمنح للكاتب حرية التعبير عن رأيه في شتى المواضيع، كذلك يفتح لهم مجالات عدة على صعيد المشاركة بالمعارض، كمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب وسواه.. من ناحية أخرى، تتوزع المكتبات الوطنية في معظم المناطق اللبنانية، وتعمل على نشر الكتب الصادرة سنوياً، وتساهم في تعريف القارئ بالإصدارات الحديثة، إضافة إلى المسارح المتوافرة في المناطق التي تسهّل إحياء النشاطات الأدبية والثقافية عموماً.

 

هل ما زال للإبداع مكانة في حياة العرب، أقل شعوب الأرض اهتماماً بالقراءة؟

الكلمة هي السلاح الأقوى والأقرب والأسهل والأكثر ملامسة للأعماق، تترك أثراً في النفوس، على اختلاف أنواعها واتجاهاتها، فهي السلاح الأبيض المباشر، وعليه يعمل العرب اليوم لاستعادة حضارتهم التي عُرفوا واشتُهروا بها.

كيف تتابعين ردود الفعل على كتاباتك، هل في حفلات التوقيع أم على مواقع التواصل الاجتماعي أم ماذا؟

أحييت لقاءات أدبية وأمسيات شعرية وحفلات تواقيع بحضور نخبة من أهل القلم، وفي كل مرة كانت ردود الفعل إيجابية، والحمد لله، وقدّمني في تلك المناسبات أدباء وشعراء كرام فأثنوا عليّ وحظيت بتشجيع الحاضرين، كذلك أجرى النقاد دراسات وتحاليل حول دواويني وقصائدي، وكانت لي مشاركات في مهرجانات ثقافية واجتماعية، حيث ألقيت في كل منها قصيدة خاصة بالمناسبة وأسست صفحة باسمي على الـ “يوتيوب”، وصفحات عدة على الـ “فايسبوك” تتيح لي نشر قصائدي، كذلك التواصل مع قرائي وتلقي ردود الفعل التي تتسم بالتقدير والإعجاب.

يقال إن الكتابة باتت ساحة مباحة للجميع، يعني من حق كل شخص إصدار  كتاب يتضمن فكرة أو خواطر، فهل التعبير عن الرأي في الشعر والكتابة هو حق مطلق أم مقيد وتتحكم به شروط؟

إصدار الكتب حق مشروع للكاتب مهما كان المضمون، أما مدى قبول الكتاب أو رفضه فعائد إلى القراء والمستمرئين، بغض النظر عن أمور وقواعد أخرى سبق أن ذكرتها في سياق الحديث، فالتاريخ جدير بأن يصنّف تلك الكتابات المشحونة في الساحة.

هل يرسم النقد في لبنان للمبدع الوجهة الصحيحة أم يشتت العمل الإبداعي؟

 

بعض النقد في لبنان «حازم»، ويتوقف بعض النقاد الخبراء عند أدقّ النقاط، كونهم يتمسّكون بعراقة اللغة العربية وأصولها وآدابها، وكون معظمهم يحبذون الأدب العربي القديم ويدعون إلى العودة إليه وإحيائه من جديد، إنما في الواقع، ثمة نقد بنّاء يحترم الفكر الإبداعي، وينظر إليه من خلال تقييم صياغة اللغة، والأسلوب الأدبيّ. شخصياً، أعتبر النقد،  سواء كان سلبياً أم إيجابياً، نصيحة أعمل بأسسها وأتقيد بها.

يرى البعض أن النقاد يجاملون كتابات المرأة لكونها امرأة، ولا يقيّمون منجزها الأدبي بموضوعية.

وجدت عكس هذا المنطق تماماً، فكوني امرأة  فرض عليّ أدباء ومفكّرون، التقيّد بأسلوبهم الفكري وبمستواهم الأدبي، فكان أن ألزمت نفسي.

 

 برأيك ما أهم المشكلات التي تواجه الثقافة العربية والأديب العربي؟

النشر والتوزيع من بين أبرز المشكلات التي تواجه الثقافة العربية والأديب العربي. فالكاتب، للأسف، لا يجد من يسهّل له هذا الأمر، ثم سهلت شبكة الإنترنت لمستخدميها نشر هذه الكتابات مجاناً، فبات القارئ لا يهتم لشراء الكتب والاحتفاظ بها في مكتبته الخاصة.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

يتوزع نشاطي في الفترة المقبلة على إحياء أمسيات شعرية، والمشاركة في مهرجانات تكريمية، وأعمل على إصدار ديواني الجديد “قصيدةٌ... حتّى المَمات”.

back to top