نظم ملتقى «ضفاف» الثقافي بالتعاون مع استديو الأربعاء ندوة حول جماليات الفيلم القصير حيث تم عرض الفيلم الفرنسي «البالون الأحمر» من إخراج «ألبيرت لاموريس» ومن انتاج عام 1956 وحائز السعفة الذهبية كأفضل فيلم قصير وعلى جائزة الأوسكار، وهو تجربة بصرية مدهشة لا تعتمد على اللغة بل على استلهام عالم وصور البراءة في داخل كل إنسان، كما عُرض الفيلم المصري «صباح الفل» من بطولة الفنانة التونسية هند صبري.

Ad

أدار الأمسية الزميل شريف صالح الذي رحب بالحضور مقدما التبريكات والتهاني للروائي اسماعيل فهد بعد ترشيحه لجائزة البوكر ضمن القائمة الطويلة، وقال: «لقاء الليلة سيكون تجربة جديدة ومختلفة وسيتضمن مناقشة حول جماليات الفيلم القصير».

جماعة سينمائية

أعقبه حديث مقرر استديو الأربعاء فهد العصيمي الذي تحدث عن تجربة الاستديو كجماعة سينمائية مستقلة يحتضنها نادي الكويت للسينما، شكر بداية ملتقى ضفاف على استقباله لاستديو الأربعاء، وأكد أن الاستديو كان في بدايته مع ورشة الأستاذ عماد النوري، قبل أن تُرحب ادارة نادي الكويت للسينما بفكرة الاستديو وتقوم باحتضانه.

وقال العصيمي: «بدايتنا الفعلية كانت في الثالث والعشرين من شهر اكتوبر الماضي، ونهدف إلى الوصول إلى عمل سينمائي مشترك نقوم بانشائه بالتعاون مع أعضاء الاستديو، ونشاطاتنا في البداية كانت في كل يوم أربعاء عن طريق عرض بعض الأفلام السينمائية ونقوم بمناقشتها في نهاية الجلسة، ونحاول أن نخرج في النهاية بشيء ايجابي يُحسب لاستديو الأربعاء».

«البالون الأحمر»

بعد ذلك عقب الكاتب علاء البربري على فيلم «البالون الأحمر» حيث أكد أن اختيار الفيلم الفرنسي كان موفقاً لأنه يحتوي على الكثير من التقنيات الحديثة، التي لم تتم الاستفادة منها، وهو عكس الأفلام القصيرة الحديثة التي تبدو مترهلة في غالبيتها، ولا تعتمد على التكثيف شأن القصة القصيرة.

وأضاف البربري ان الفيلم حاز ثماني جوائز عالمية بين عام 1956 وعام 1958 منها جائزة النقاد في أميركا وطوكيو والمكسيك، ومن مميزات الفيلم القصير والتي طُبقت بشكل كبير في فيلم «البالون الأحمر» ان فيه قدرا كبيرا من التكثيف وقدر من توفير الانتاج بحيث ان تكلفة هذا الفيلم لم تكن كبيرة وكان هناك عدد قليل من الممثلين والتقنيات الاخراجية كانت بسيطة ومتميزة، حتى الأماكن التي صور بها المخرج الفيلم كانت مناطق طبيعية لا تحتاج إلى أي تكلفة مثل ما يحدث في أغلب الأفلام الحديثة.

وتابع: «كانت هناك عدة اشارات تركها المخرج للمشاهدين، الاشارة الأولى هي «مدى انسانية الطفل» ومدى عطفه على قط صغير وهذا هو المشهد الأول في الفيلم، كما أن التصوير في أحد أحياء باريس يترك شيئاً من الألفة لأن الحي يتمتع بالأماكن المرتفعة والأحياء القديمة وبذلك استطاع المخرج أن يكسب تعاطف المشاهد مع هذا الطفل في البداية، زواية التصوير كانت متميزة جداً وتركت انطباعا آخر لدى المشاهد بحيث يستطيع أي شخص أن يصنع فيلماً من خلال التركيز على زاويا التصوير والتي اختارها المخرج بدلالة واضحة ليُبين نوعا من أنواع التعاطف مع المشاهد التي قدمها خلال الفيلم».

ورشة الرواية

بدوره أكد الروائي اسماعيل فهد أن ورشة الرواية ستكون مختلفة عن الورش السابقة بشكل كبير، بحيث ان هذه الورشة ستعتمد على الجانب «العملي» أكثر من أي شيء آخر، وأضاف: «اعتمدت ورش الرواية الخاصة التي أقيمت في الكويت وشاركت في اثنتين منها، على ما هو نظري فقط، سنحاول في هذه الورشة التي نقيمها في ملتقى ضفاف التركيز على الجانب العملي أكثر والنظري سيكون في نهاية الورشة خصوصاً أن هذا الجانب أخذ حقه تماماً في «الملتقى الثقافي» العام الماضي».

وذكر ان الورشة ستكون من خلال عشر لقاءات بمعدل لقاء واحد كل اسبوع على أن تبدأ كتابة النصوص من اللقاء الثالث أو الرابع، وسنقرأ من بعض الكتابات الروائية والمشاريع الروائية خلال زمن الورشة، وسنحاول استضافة بعض الروائيين للحديث عن تجاربهم للملتحقين بالورشة، ونحلم أن تتشكل مشاريع روائية في نهاية هذه الورشة، ونطمح أيضاً الا يزيد العدد عن خمسة عشر شخصاً حتى تكون هناك امكانية كافية للاهتمام بالمشاركين.

يذكر أن ورشة الرواية ستكون بقيادة الروائي اسماعيل فهد وعبدالرحمن الحلاق وستقام في مسرح حولي.