حقق الجيش اليمني انتصاراً أمس بسيطرته على معقل تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في محافظة شبوة، في إطار العملية العسكرية الواسعة التي تشنها السلطات اليمنية منذ أسابيع ضد التنظيم، والتي سبقتها سلسلة من الغارات بطائرات من دون طيار أميركية.

Ad

سيطر الجيش اليمني أمس، على مدينة عزان معقل تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، الفرع اليمني لتنظيم "القاعدة" في محافظة شبوة الجنوبية، وذلك بعد عشرة أيام على اطلاق حملة واسعة لطرد التنظيم من معاقله في محافظتي أبين وشبوة في الجنوب.

وأكد موقع وزارة الدفاع اليمنية أمس مقتل ثلاثة أشخاص من قياديي تنظيم "قاعدة الجهاد"، بينهم القيادي الكويتي الجنسية المعروف باسم "أبومصعب الكويتي".

ونقل الموقع عن مصدر عسكري مسؤول تأكيده "مصرع القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي أبو مصعب الكويتي على يد أبطال القوات المسلحة والأمن في محافظة شبوة".

كما أشار المصدر الى مصرع القيادي في "القاعدة" أبو الوليد الحميقاني في شبوة أيضا، في حين "لقي القيادي في القاعدة الإرهابي أبوعادل الكلدي مصرعه في محافظة البيضاء (وسط اليمن) على أيدي أبطال الوحدات العسكرية والأمنية".

وفي السياق، نقل موقع وزارة الدفاع عن مصدر عسكري مسؤول قوله أمس، إن "وحدات القوات المسلحة والأمن دخلت مدينة عزان في شبوة وسط فرحة المواطنين".

وأكد المصدر المسؤول أن "الأمن والاستقرار يعودان تدريجيا الى المناطق التي تم تطهيرها من الإرهابيين في جولة ريدة وميفعة بشبوة ومديرية المحفد في أبين".

إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول من الإدارة المحلية في شبوة أن قوات الجيش "تمكنت من دخول عزان صباحا دون أي مقاومة"، مشيرا الى أن المقاتلين المتطرفين انسحبوا الى جبال الكور الواقعة ما بين محافظتي شبوة وأبين.

ولفت المصدر إلى أن هذا الانسحاب أتى نتيجة اتفاق بين وجهاء قبليين ومحليين وقيادات القاعدة من جهة أخرى "لإخراج المقاتلين دون قتال"، موضحا أنه تم التوصل الى هذا الاتفاق "تجنبا لإراقة الدماء ولتجنب تدمير المدينة وعدم تكرار مسلسل أبين في 2012" حين طرد الجيش بالقوة تنظيم القاعدة من معاقله الرئيسية ما أسفر عن دمار كبير.

وكانت السلطات أعلنت مقتل عدة قياديين في "القاعدة" منذ اطلاق الحملة ضد التنظيم المتطرف في أبين وشبوة في 29 أبريل الماضي، بينهم عدد من الأجانب، لاسيما جزائري وباكستاني وشيشاني وأوزبكي وستة سعوديين من "القاعدة" في المعارك مع الجيش اليمني.

وفي العاصمة صنعاء، أعلنت السلطات اليمنية اعتقال خمسة عناصر من "القاعدة"، وذلك فيما تشهد العاصمة اليمنية تدابير أمنية مشددة.

وذكر مصدر أمني أن السلطات عممت أرقام لوحات سيارات مشتبه فيها وقد تكون مفخخة ويمكن أن تستخدم في هجمات.

تشدد في صنعاء

أعلنت الولايات المتحدة أمس الأول، اغلاق سفارتها في صنعاء أمام الجمهور، مشيرة الى "الهجمات الأخيرة على مصالح غربية" في هذا البلد.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان جاء بعد يومين من مقتل فرنسي في الحي الدبلوماسي وسط صنعاء، إن هذه "الهجمات والمعلومات التي تلقيناها مقلقة بما يكفي لاتخاذ هذه الاجراءات الاحتياطية"، مضيفا "نواصل تقييم الوضع الأمني يوميا وسنعيد فتح السفارة أمام الجمهور عندما يصبح الوضع الأمني ملائما".

وأوضح البيان أن الإغلاق هذه المرة "مؤقت" ولا يشمل الخدمات التي تقدم للرعايا الأميركيين والأجانب.

البعثات الدبلوماسية

شددت البعثات الدبلوماسية الغربية في اليمن إجراءاتها الأمنية أمس، بعد هجمات جريئة شنها تنظيم القاعدة على الأجانب رغم تكبد مقاتليه خسائر في حملة للجيش في جنوب البلاد.

وقال الاتحاد الأوروبي وفرنسا أمس، إن الاتحاد قلص وجوده في اليمن ليقتصر على الموظفين الأساسيين، وإن فرنسا قيدت حركة دبلوماسييها.

وقال المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، مايكل مان: "يبقى وفد الاتحاد الأوروبي عاملا بشكل كامل. ومثل الجهات الدبلوماسية والدولية في صنعاء نقلص الوجود ليقتصر على العاملين الأساسيين ونراجع إجراءاتنا الأمنية".

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن المستوى الأمني في اليمن عند أقصى مستوى، مضيفة: "هناك يقظة شديدة، عقب الأحداث الأخيرة اصدرنا تقييدا لحركة الدبلوماسيين، ونقيم الوضع لكننا لم نتخذ قرار إغلاق السفارة".

وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرا جديدا من السفر أمس، ونصحت بعدم السفر إلى اليمن ودعت مواطنيها إلى مغادرة البلاد.

تأتي الاحتياطات الأمنية الغربية بعد هجمات جريئة متزايدة على أهداف للحكومة اليمنية وأهداف غربية في مدن كبرى حتى بعد الحملة التي يشنها الجيش على المتشددين في المناطق النائية في جنوب البلاد.

(عدن - أ ف ب، رويترز)