تولى الشيخ جابر المبارك الصباح، رحمه الله تعالى، الحكم بعد وفاة أبيه الشيخ مبارك ليلة 21 محرم 1334هـ الموافق 29 نوفمبر 1915م. ولم يدُم حكم الشيخ جابر فترة طويلة فقد أصابه المرض وتوفي بعد أقل من سنة ونصف من بداية حكمه.
وصفه أحد المؤرخين بقوله: "كان حلو الحديث، صريح القول، مقداماً شجاعاً، ومع إقدامه وشجاعته كان رقيق الطبع، تُسرع الدموع إلى عينيه بمجرد رؤية الألم الذي يصيب غيره، وكان بعيداً عن استعمال القوة والبطش، حليماً لا يعرف قلبه الحقد...". وأول ما قام به الشيخ جابر، رحمه الله، من أعمال مهمة هو إسقاطه لضريبة بيع العقارات والبيوت (وكانت قيمتها الثلث) التي فرضها والده الشيخ مبارك وأثقلت كاهل الكويتيين آنذاك.كما انعقد في عهده أول مؤتمر دولي في الكويت بتاريخ 26 محرم 1335هـ الموافق 23 يناير 1917م والذي دعت إليه بريطانيا، وحضره الأمير عبدالعزيز آل سعود، والشيخ خزعل بن مرداو، وأكثر من مئة شخصية من شيوخ القبائل المتنفذة في المنطقة.وتوفي الشيخ جابر بتاريخ 13 ربيع الأول 1335هـ الموافق 7 فبراير 1917م بعد سنة وشهرين من تسلمه الحكم.ومن الوثائق النادرة التي تؤكد إصابته بمرض قبل وفاته بعدة أيام مجموعة من الرسائل كتبها الملا صالح الملا رئيس الكتّاب وسكرتير الدولة للمعتمد البريطاني بالكويت الذي كان مهتماً جداً بحالة الشيخ جابر الصحية. وإليكم إحدى هذه الوثائق التي جاء نصها كما يلي:"أسعد الله مساء حضرة المحب الودود كرنل ار. اي. ايه. هملتن المفخم دام بقاه،،حضرة الشيخ جابر اليوم صحته أطيب من أمس ابوفهاق ينقطع مدة قليلة ويعود مدة قليلة ولكن أخف من أمس انشاء الله، بكرة يصير أطيب لا تكون في فكر جناب الشيخ يخصكم بالسلام ويتشكر من يد احسانكم ولطفكم هذا ما لزم والباري يحفظكم 6 ربيع 2 1335 محسوبكم ملا صالح". وبعد يومين، كتب الملا صالح كتاباً آخر للمعتمد البريطاني يقول له:"أسعد الله مساء حضرة المحب الودود كرنل ار. اي. ايه. هملتن المفخم دام بقاه،،بعد السلام وتقديم الاحترام اعرض بخصوص حضرة الشيخ صباحه اليوم بالنسبة لصحته بالامس احسن فكره زين فقط بوفهاق ما قطع عنه يتردد عليه أهون من الاول انشاء الله يصير زين بالصحة والعافية لا تكون في فكر حضرة الشيخ يخصكم بجزيل السلام ويشكر لطفكم هذا ودمتم سالمين 8 ربيع 2 1335 مخلصكم ملا صالح".واستمر الملا صالح يفيد المعتمد البريطاني بحالة الشيخ جابر بن مبارك الصباح، ويبدو أن استمرار الرسائل كانت بسبب الاهتمام الشديد للمعتمد البريطاني الذي كان يضع أمامه احتمال وفاة الشيخ جابر. وفي الرسالة الثالثة التي جاءت بعد الثانية بثلاثة أيام، كتب الملا صالح ما يلي:"أسعد الله مساء حضرة المحب الودود كرنل ار. اي. ايه. هملتن المفخم دام مجده،،جناب الشيخ جابر أمس الجمعة والبارحة ليلة السبت الى ساعة تحرير كتابنا هذا ما جاته صخونة وامس يوم الجمعة كان متكلف من (بوفهاق) ولكن البارحة ليلة السبت الى الان صار بوفهاق اهون من امس فتر عنه بين كل ساعتين ثلاث يعاوده مرة مرتين ويفتر فكره اليوم احسن من امس قليل وهو نايم وفي منامه ما يصير متكلف ولا يشتهي الاكل فقط اليوم شرب حليب وسوداء استقر في جوفه ما جدف امس آخر النهار جوا (كوى) في راسه وبلعومه عند التقرة وحضرة الشيخ بنفسه يقول اشوف نفسي احسن (من) امس - اذا ما عاد عليه بوفهاق اليوم يصير اشوا انشاء الله والسلام محسوبكم ملا صالح 11 ربيع 2 1335".
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ : الشيخ جابر المبارك وقصة الـ «بوفهاق» كما يرويها الملا صالح
02-05-2014