كم هو جميل أن تدخل الرؤوس الكبيرة في صراع مكشوف لتصفية الحسابات فيما بينها، ويتم إخراج الدروع البشرية والمصدات الإعلامية من الملعب، هكذا إذاً صراعٌ بالأيدي العارية والأقدام الحافية بلا «فتوات» أو قنوات. كم هو جميل أن نرى اليوم من تحمّلوا أوزار المشاركة في المسرحيات السياسية وأوزار المقاطعة ومحاربة الأوضاع، يعيشون أمسنا وينظرون من خلال أعيننا ويستعملون نفس كلامنا.

Ad

يقولون الجمال نسبيّ، فما أراه أنا جميلاً يراه غيري قبيحاً والعكس صحيح، والجميل حقاً هو ما يتفق عليه أغلبية الناس حتى لو كان رمادياً مليئاً بالحفر العميقة؛ مثل "القمر" الذي يطلق اسمه على الفتاة الجميلة، وعندما يصبح "بدراً" مكتمل البثور مضيئاً بالبقع الداكنة يقال "وجهك منور كالبدر" للوجه المشع بالجمال.

الجمال الذي سأتحدث عنه ليس جمال وجه ممثلة مشهورة أو مدينة ساحرة مثل باريس أو طبيعة خلابة كطبيعة جزيرة فيلكا، الجمال المقصود هنا هو أحداث وقعت، ورأيت في وقوعها شيئاً جميلاً مستوحىً من النهايات الحتمية لبدايات لم يكن لها طريق غير نهايتها المكتوبة سلفاً.

كم هو جميل أن تدخل الرؤوس الكبيرة في صراع مكشوف لتصفية الحسابات فيما بينها، ويتم إخراج الدروع البشرية والمصدات الإعلامية من الملعب، هكذا إذاً صراعٌ بالأيدي العارية والأقدام الحافية بلا "فتوات" أو قنوات.

كم هو جميل أن نرى اليوم من تحمّلوا أوزار المشاركة في المسرحيات السياسية وأوزار المقاطعة ومحاربة الأوضاع التي جهدوا في تشييدها وتعبيد الطرق لمدينتها، يعيشون أمسنا وينظرون من خلال أعيننا ويستعملون نفس كلامنا، لله درهم.

كم هو جميل أن تنتهي الحال بدعاة التغيير والتقدمية وتقسيم الناس إلى متخلفين وتنمويين، ما لم يدعموا سلطة التضييق والتفرد، إلى مجرد "شحاذي تقدمية" من طرفٍ باعهم عند أول "دوار"، وعاد ليمارس دوره في نشر الخرافات مباشرة ودون وكلاء ودون خوف من أصوات "الشحاذين".

كم هو جميل أن تتجمع الآراء عند نقطة التشابه حول مكان الخلل ومكمن العلل، وما دون ذلك مجرد "لفّة" حول سور بيتٍ ليس له غير باب واحد يتيم، مهما "لفّينا" فلن ندخله سوى من ذلك الباب.

في الختام رمضان شهر خير وبركة ورحمة نسأل الله لنا ولكم وللكويت بأسرها الخير والبركة والرحمة، اللهم آمين، رمضان كم هو جميل.