معارك على أبواب دمشق... واستئناف الاقتتال في دير الزور

نشر في 18-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-06-2014 | 00:01
No Image Caption
• «حزب الله» يستنفر لـ«سد الفراغ العراقي»
• «حظر الكيماوي» تؤكد استخدام غاز «الكلور»
وسط تحذيرات الأمم المتحدة من وصول الحرب الدائرة في سورية إلى "مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها"، دخلت العاصمة دمشق في دائرة القتال الشرس بعد تحييدها أكثر من ثلاث سنوات عن معارك لا تتوقف في ضواحيها الخاضعة لسيطرة المعارضة.

حذرت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق بشأن ما يحدث في سورية أمس من دخول الحرب الأهلية الجارية في البلاد "مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها".

وقال رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينييرو، في تقرير أخير قدمه إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، إن "هناك تصعيدا غير مسبوق للعنف في سورية"، مضيفاً أن "التحقيقات الجارية عززت السيناريو القائل بأن السبب الرئيسي لخسارة أرواح المدنيين والنزوح الهائل للسكان هو الاستهداف المتعمد للمدنيين والهجمات بلا تمييز وفرض عقوبة الحصار والحظر".

وحصلت اللجنة المؤلفة من باولو سيرجيو بينييرو (البرازيل) رئيسا، وكارن أبوزيد (الولايات المتحدة) وكارلا دل بونتي (سويسرا) وفيتيت مانتاربورن (تايلاند) على تفويض من مجلس حقوق الانسان للتحقيق في جميع انتهاكات القانون الدولي في سورية وتسجيلها.

جرائم هائلة

وأجرت اللجنة، التي أنشئت قبل 3 سنوات وبدأت تنشر، منذ ذلك الوقت، التقارير وتحديثاتها بخصوص الوضع في سورية، أكثر من 3000 مقابلة أشارت إلى عدد "هائل من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية". كما تمكنت من إثبات "ذنب مئات المرتكبين" وسبق أن سلمت أربع لوائح سرية بهذه الأسماء إلى مجلس حقوق الإنسان.

كما حذرت اللجنة من عواقب هذا النزاع المستمر منذ 3 أعوام. وصرح بينييرو "كلما طال النزاع تفاقم خطر حجب معاناة الملايين خلف الأرقام". وتابع: "خلف 9.3 ملايين شخص يحتاجون الى مساعدة إنسانية عاجلة تتوارى قصص معاناة فردية لا تعقل".

وأوضحت كارلا دل بونتي، في لقاء صحافي، أن مهمة اللجنة كانت بدء "ملاحقات قضائية ضد أفراد" ارتكبوا جرائم حرب لا ضد "مجموعات" على غرار تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، مشيرة إلى أن "المشكلة هي أننا بحاجة إلى الارادة السياسية لإنشاء محكمة مكلفة مقاضاة مرتكبي جرائم الحرب وإلا فسيكون الأمر فاجعة للقضاء الدولي".

قتال في دمشق

في هذه الأثناء، أظهرت لقطات مصورة نُشرت على موقع للتواصل الاجتماعي أمس الأول مقاتلين من المعارضة السورية يخوضون معارك ضارية في حي جوبر على مشارف دمشق، التي لم تشهد قتالاً شرساً في الصراع الدائرة رحاه في البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكنها لا تكاد تتوقف في ضواحيها التي تخضع لسيطرة المعارضة.

وفي ريف دمشق، قتل 9 جنود بينهم عناصر من "حزب الله" اللبناني في تفجير نفذته كتائب المعارضة ضد مرصد عسكري في منطقة القلمون تابع لقوات النظام، التي استأنفت أمس قصف البراميل المتفجرة لليوم الثاني على التوالي على مناطق في حي السكري بحلب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وعدد من الجرحى، بحسب المرصد السوري، الذي أعلن ارتفاع عدد قتلى قصف أمس الأول إلى 60 قتيلاً بينهم أطفال ونساء.

اقتتال المعارضة

إلى ذلك، استؤنفت المعارك ليل الاثنين - الثلاثاء بين مقاتلي "داعش" وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في ريف دير الزور (شرق) بعد حوالي اسبوعين على توقفها، في حين سجل انفجاران استهدفا تجمعاً وقيادات لهذه الكتائب وبينها جبهة النصرة المتطرفة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "هذه المعارك دارت على أطراف بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الإسلامية في العراق والشام التقدم".

وكان اقتتال الطرفين شهد تصعيداً منذ أول مايو الماضي في مناطق عدة من دير الزور قريبة من الحدود العراقية في محاولة من "داعش" التواصل مع عناصر تنظيمها في العراق، وتوسيع سيطرتها لتحقيق تواصل جغرافي لها من الرقة في سورية شمالا مروراً بالحسكة وصولاً إلى دير الزور.

تفجيرات ومفخخات

وسبق استئناف الاشتباكات ليلاً انفجار سيارة مفخخة قرب تجمع لمقار جبهة النصرة والحركة الاسلامية في بلدة الشميطية بالريف الغربي، بحسب ما ذكر المرصد، ما تسبب في مقتل خمسة عناصر من النصرة ومقاتلي حركة أحرار الشام بينهم قيادي فيها وقاض من الهيئة الشرعية التابعة للجبهة.

كما أفاد المرصد بأن انتحارياً من "داعش" فجر نفسه بعد منتصف ليل أمس الأول بمنزل قيادي في "لواء صدام حسين" المقاتل في بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى إصابة القيادي بجروح ومقتل ولديه واثنين من أقربائه.

في غضون ذلك، دعا المجلس الإسلامي السوري في بيان له كتائب وفصائل المعارضة السورية الى محاربة "داعش"، متهماً إياه بإشغال كتائب المعارضة عن النظام السوري بمواجهات جانبية.

«حزب الله» يستنفر

إلى ذلك، وافقت قيادة "حزب الله" اللبناني على إرسال قوات إضافية إلى مناطق عسكرية سورية، أخلتها ميليشيات "أبوالفضل العباس" العراقية، التي تسيطر على مناطق عدة في سورية منها محيط مقام السيدة زينب وجوارها في ريف دمشق، وبعض أجزاء من القلمون.

ووفق موقع "جنوب لبنان" المقرب من الحزب فإن قادة "حزب الله" اكتفت بسد الفراغ الذي ستخلفه الميليشيات الشيعية العراقية، نافية ما تردد عن إمكانية إرسال وحدات نخبة إلى العراق.

في سياق أخر، كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية المكلفة تدمير ترسانة الأسلحة السورية أمس، عن توصل مفتشيها إلى معلومات تفيد بأن أسلحة شبيهة بغاز الكلور استخدمت خلال الحرب في سورية.

وقالت المنظمة، في بيان، إن «المعلومات المتوافرة لبعثة تقصي الحقائق تعطي مصداقية للرأي القائل بأن كيماويات سامة، هي على الأرجح مواد تسبب تهيجاً في الرئة مثل الكلور، استخدمت في سورية».

(دمشق، جنيف - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top