فريال يوسف: هاوية في الفن والربح ليس هدفي

نشر في 06-11-2013 | 00:03
آخر تحديث 06-11-2013 | 00:03
نجحت في بلدها تونس وصنّفت ضمن فناني الصف الأول، مع ذلك قصدت مصر وبدأت سلم الفن من أولى درجاته، إنها فريال يوسف التي لفتت الأنظار أخيراً بأدائها في مسلسل «نقطة ضعف (عرض على شاشة رمضان).
حول جديدها وتقييمها لمسيرتها الفنية، ومشاركتها في التظاهرات في مصر، ورأيها بثورة 30 يونيو، كان اللقاء التالي معها.
كيف تقيّمين ردود الفعل على «نقطة ضعف»؟

سعدت بإشادة النقاد والجمهور بالمسلسل ككل وبأدائي، فهذه الإشادات تنسي الفنان عناء التعب والسهر أثناء التجهيز للعمل والتصوير.

هل ثمة تشابه بينك وبين شخصية رباب التي جسّدتها  في المسلسل؟

في نواحٍ معينة، لكنني أختلف عنها  في أمور كثيرة، فأنا إنسانة عملية ولا أقتنع بالغيبيات أو أنتظر «حظك اليوم» لأقرر ما سأفعله في يومي. صحيح أنني على دراية بصفات كل برج وطباعه إنما لا أبني حياتي عليه مثلما فعلت رباب في المسلسل.

هل أنت راضية عن نسبة المشاهدة التي حققها المسلسل؟

تؤدي كثافة المسلسلات المعروضة على شاشة رمضان إلى ظلم بعضها، لكن عندما يمتدّ موسم العرض طوال العام يأخذ العمل حقه ولا يظلم.

أي من اللهجات الكثيرة التي تجيدينها الأقرب إلى قلبك؟

أجمل ما في اللغة العربية تنوّع لهجاتها وتعدد مرادفاتها، لأنها تعطي ثراء كبيراً، ثم لا يمنعني عشقي للهجة التونسية من التحدث والتمثيل باللهجتين المصرية والخليجية. أشعر بأن هذه اللكنات تعبر عني كإنسانة عربية تعشق وطنها العربي.

متى بدأت علاقتك بالفن؟

في الرابعة عشرة من عمري، عندما كنت أتابع الأعمال المصرية، لا سيما الفوازير والمسلسلات القديمة، فأنا لدي، ولله الحمد، ذاكرة فنية مصرية لا تقدر بثمن. أكسبتني أعمال شريهان ونيللي وهند رستم ونادية لطفي وغيرهن من نجمات خبرة وساعدتني على تنمية مواهبي الفنية، حتى أصبحت من نجمات الصف الأول في تونس، بعدما شاركت في مسلسلات وأفلام كثيرة.

رغم هذا النجاح أصررت على المجيء إلى القاهرة والبدء من نقطة الصفر، لماذا؟

تخطى طموحي العروض التي تلقيتها، لذا رفضتها وانقطعت فترة عن الفن، اقتنصتها لدراسة التجارة والمشروعات الاستثمارية، ونلت الماجستير في التجارة الخارجية، حتى تلقيت عرضاً مغرياً للعمل في إحدى الشركات الكبرى في مصر، وبمجرد أن وصلت إليها شعرت بأنني أتنفس هواءً فنياً نقياً، فاعتذرت عن الوظيفة التي جئت لأجلها وعدت إلى الفن لأصل ما انقطع في تونس.

كيف تختارين أدوارك؟

أتعامل مع الفن كهاوية وليس كمحترفة، ولا أبغي حصد أموال منه، بصدق لا أسعى إلى الربح لذا أجني التوفيق والنجاح، وهذه نصيحة نجوم كبار لي.

تعاملتِ مع مخرجين كثر، فهل شعرت بأن ثمة فرقاً بين مخرج وآخر؟

أفادني التعامل مع هذا الكمّ من المخرجين الكبار واكتسبت خبرة كبيرة، في مقدمة هؤلاء أسامة فوزي، فهو أول مخرج تعاملت معه في القاهرة وأعتبره صاحب الفضل الأول بعد ربنا عليّ في مصر. كذلك لا أنكر فضل «عمدة الإخراج» إسماعيل عبدالحافظ رحمه الله الذي يكفيني شرفاً تعاملي معه، وأحمد شفيق الذي استفدت منه كثيراً.

تركزين على الدراما التلفزيونية على حساب السينما فهل هذا مقصود أم صدفة؟

ليس مقصوداً أن أبتعد عن السينما بدليل أن خطواتي الفنية الأولى في القاهرة كانت في فيلم «بالألوان الطبيعية»، إلا أن السيناريوهات التلفزيونية التي عرضت عليّ كانت أفضل وأقوى، وعندما أجد سيناريو جيداً لن أتردد لحظة في تقديمه. علاوة على أن الدراما التلفزيونية تقدم الفنان بشكل جيد وتدخله البيوت العربية، لا سيما إذا عرض المسلسل في شهر رمضان، فيقطع الفنان أشواطاً بخطوة صغيرة.

هل من مشاريع سينمائية جديدة؟

أحضّر عملاً سيكون مفاجأة للجميع ولن أفصح عنه إلا عندما يكتمل ويصبح حقيقة،  فأنا أرفض التحدث في أي عمل قبل الدخول فيه بشكل جاد وحقيقي وتوقيع العقود، وقبل بداية التصوير بأيام قليلة أصرّح عنه في الإعلام.

هل تتابعين الأوضاع السياسة سواء في تونس أو غيرها من دول العالم العربي؟

لا أميل بطبعي إلى السياسة، لكن التغيرات الكبيرة والجذرية التي تحدث في المنطقة العربية توجه اهتمامنا نحو السياسة أكثر من أي أمر آخر. أتحسر عندما أرى العالم العربي مفككاً.

 

شاهدناك في تظاهرات مصر مع أنك تونسية...

مصر بلدي الثاني وأدين لها بفضل كبير. أعتبر كل الدول العربية بلدي، ويتشرّف أي مواطن في العالم بالمشاركة في هذه التظاهرات التي أبهرت العالم أجمع.

ما رأيك بما حدث بعد ثورة 30 يونيو؟

الشعب المصري قوي بطبيعته ولديه إصرار وعزيمة، ولن يهدأ له بال حتى يرى بلده مثلما يريد، لذا لن تستقر مصر إلا عندما يصل الشعب إلى ما يتمناه.

هل تتمنين أن يحدث في بلدك مثلما حدث في ثورة 30 يونيو؟

أتمنى أن تنصلح الحال في تونس وأن يتفق الجميع لخير هذا البلد الجميل الذي لا يتحمل كل هذه المنازعات والمشادات، فتونس دولة ذات طبيعة خاصة، ولن تتحمل نصف ما تحملته مصر، من هنا أتمنى أن يتوافق الجميع لتحل الأزمة السياسية من دون إراقة دماء.

لماذا أنت مقلة في أعمالك التي تقدمينها كل عام سواء في التلفزيون أو في السينما؟

العبرة ليست بالعدد إنما بجودة العمل والبصمة التي يتركها لدى الجمهور، فهل سأفرح عندما أقدم خمسة أعمال ولا تترك أي بصمة؟ أحرص على أن أخطو خطواتي بثبات أفضل من العمل من دون جدوى.

back to top