بعد سيطرة "الدولة الإسلامية" على أحد أكبر حقول النفط السورية في محافظة دير الزور، حذر معارضون سوريون في الداخل أمس الأول من عواقب تمدد سيطرة هذا التنظيم على مناطق شاسعة في سورية على كيان الدولة السورية ووحدة أراضيها.

Ad

ونشرت هيئة التنسيق الوطنية من المعارضة المقبولة من النظام بياناً على صفحتها على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي جاء فيه، ان "التطور الخطير ستكون له عواقب غاية في الخطورة إن لم يقم المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمواجهته".

وذكرت هيئة التنسيق في بيانها أنها "حذرت منذ بداية تحول الحراك الشعبي السلمي إلى العمل المسلح، وإصرار النظام على انتهاج الحل الأمني العسكري كسبيل وحيد لإنهاء الأزمة من وصول الأمور إلى هذا الوضع الخطير، حيث تحولت سورية إلى أرض خصبة ونقطة جذب لجميع الجهاديين الإرهابيين في العالم"، مشددة على "أن السبيل الوحيد لخروج البلاد من الأزمة هو قبول النظام بالحل السياسي، وإعادة إحياء العملية السياسية القائمة على بيان جنيف".

وسيطر التنظيم على أغلبية حقول النفط في محافظة دير الزور، كما بات يسيطر على مجمل ريفها، إثر انسحاب مقاتلين من فصائل المعارضة المسلحة أو مبايعتهم لـ"الدولة" بمن فيهم مقاتلون من جبهة النصرة.

وقال المرصد السوري في بريد إلكتروني إن "الدولة الإسلامية سيطرت على حقل العمر النفطي" الواقع شمال شرق مدينة الميادين التي سيطرت عليها "الدولة الإسلامية" فجر أمس الأول، مشيراً إلى أن "هذه السيطرة تأتي عقب انسحاب جبهة النصرة من الحقل النفطي من دون اشتباكات".

وفي محافظة حلب، أكد المرصد السوري أمس سيطرة التنظيم على قرية زور مغار بالريف الغربي لمدينة عين العرب "كوباني"، عقب اشتباكات عنيفة استمرت نحو 3 أيام مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، رافقها قصف عنيف على القرية من قبل الدولة الإسلامية.

كما سيطرت الدولة الإسلامية على بلدة البياضية، وكان 11 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردي قد لقوا مصرعهم أمس الأول في هجوم لمقاتليه على زور مغار، بينما لقي 4 مقاتلين من الدولة الإسلامية على الأقل مصرعهم في الاشتباكات ذاتها.

في غضون ذلك، كشف برنامج "نيوزنايت" في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" النقاب عن أن المملكة المتحدة وضعت من قبل خططاً لتدريب وتجهيز جيش يضم 100 ألف من المتمردين السوريين، هدفه إلحاق الهزيمة بالرئيس بشار الأسد. والمبادرة السرية، التي طرحت قبل عامين هي من بنات أفكار الجنرال سير ديفيد ريتشاردز، الذي كان في حينه أرفع قادة الجيش البريطاني.

وخضعت الخطة للدراسة من جانب رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي البريطاني، بالإضافة إلى مسؤولين أميركيين، غير أنه رؤي أنها تنطوي على مخاطر بالغة. ولم تستجب الحكومة البريطانية لطلب برنامج "نيوزنايت" التعليق.

كما طرحت الأفكار أيضاً على شخصيات رفيعة في واشنطن، من بينها الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي.

إلى ذلك، وزَّعت أستراليا ولوكسمبورغ والأردن أمس الأول مشروع قرار على مجلس الأمن، يهدف إلى تعزيز وصول المساعدات عبر الحدود إلى سورية، لكن لم يتضح بعد هل ستسانده روسيا والصين أم لا؟.

وقال دبلوماسيون إنه بعد أكثر من شهر على المفاوضات مع الأعضاء الخمسة الدائمين الذين يملكون حق النقض في مجلس الأمن، سيجري الآن مناقشة مشروع القرار مع الأعضاء المنتخبين الباقين الأسبوع المقبل.

(دمشق، لندن، نيويورك - أ ف ب، رويترز، د ب أ)