«حزب الله» يرحب على استحياء بتصريحات الحريري ويرفض النقاش في البيان الوزاري قبل «التشكيل»

نشر في 20-01-2014
آخر تحديث 20-01-2014 | 00:01
No Image Caption
زهرا يطالب الحريري بموقف واضح من رفض «القوات» المشاركة في الحكومة
بالرغم من مقتل امرأة في تجدد للاشتباكات في مدينة طرابلس، لا يزال التفاؤل بتشكيل حكومة لبنانية جديدة مسيطراً، حيث لا تظهر أي عراقيل جدية تحول دون تشكيلها. ورحب "حزب الله" أمس باستحياء بتصريحات زعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري التي أعلن فيها قبوله الدخول في حكومة ائتلافية مع الحزب واصفاً إياه بأنه "حزب سياسي".

وعلق عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" (حزب الله) النائب نواف الموسوي ضمنياً على تصريحات الحريري قائلاً: "لقد سمعنا في هذه الآونة مواقف إيجابية، ونحن منذ بدء المسعى الآيل إلى تشكيل حكومة جامعة تعاطينا بإيجابية تامة، ونحن هنا لنقول إننا سنقابل الإيجابية بالإيجابية، وسنرد على التحية، إن لم يكن بأحسن منها، فبمثلها، لأننا حريصون على وحدة بلدنا في مواجهة التحديات"، مشيرا إلى أن "ما جرى من خطوات حتى الآن على صعيد تشكيل الحكومة يؤكد أنه لا عقبات جدية تحول دون القيام بهذه الحكومة في أقرب وقت ممكن، وسنواصل العمل مع الفرقاء جميعاً من أجل تذليل العقبات".

من ناحيته، أرسل نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق رسائل طمأنة لحلفاء الحزب، مؤكداً: "اننا حريصون على تشكيل حكومة جامعة لكل القوى ومانعة لمنطق الاستفراد والاستهداف، ولا نقبل أي محاولة لاستهداف أحد أو الاستفراد به، وخصوصا حلفاء حزب الله وحركة أمل".

بدوره، رفض رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، "النقاش الآن في مضمون البيان الوزاري ومفرداته، لأن ما لدينا من قناعات لا تزلزلها الصواعق، وربما لديهم إصرار على قناعاتهم يريدون أن يطرحوها أثناء النقاش في البيان الوزاري"، وذلك في إشارة الى معادلة "الشعب والجيش والمقاومة" التي تطالب بعض القوى بحذفها من البيان الوزاري للحكومة المرتقبة.

إلا أن رعد أكد في المقابل أنه "إذا كان الهدف هو العبور بالبلد بأمان حتى لا تغرقه الأزمة الراهنة فنحن منفتحون على ذلك"، موضحا أن "الأمر قد يتطلب تنازلات من الفريقين"، لافتا الى "اننا سنتنازل بما لا يُضّيع استراتيجيتنا وخيارنا، وهذا ما نلتزمه مع أهلنا ومع أنفسنا".

زهرا

إلى ذلك، وبانتظار المقابلة التلفزيونية للحريري اليوم، لا يزال الارتباك سيد الموقف في صفوف "قوى 14 آذار". وبالرغم من أن مصادر "14 آذار" أشارت في تصريحات نشرت أمس الى أن "اتفاقا تم السبت بين مكونات 14 آذار يقضي بالمشاركة الجماعية في الحكومة المقبلة، او الاعتذار عن عدم المشاركة لأي من هذه المكونات"، الا أن حزب القوات اللبنانية الذي يعارض الدخول في حكومة مع "حزب الله" بدا انه مصمم على رأيه بعدم المشاركة في الحكومة.

ورغم تأكيد الحريري ورئيس "القوات" سمير جعجع في الايام الماضية على أن الخلاف بشأن الحكومة لن ينعكس على العلاقة بين الحليفين، وجه النائب القواتي انطوان زهرا أمس انتقادات مبطنة للحريري الذي وصف "حزب الله" بأنه حزب سياسي قائلاً: "حزب الله نشأ كجماعة عسكرية سلاحه للجهاد، عقيدته دينية جهادية، ولا حتى في أي لحظة أراد أن يكون حزباً سياسيا"، مضيفاً أن "حزب الله ليس جمعية حاصلة على علم وخبر من وزارة الداخلية لأن جوهر وجوده يتناقض أصلاً مع الدولة".

وأكد زهرا "نحن في "القوات اللبنانية نكرر ونعيد مع كل تمسكنا بالوحدة داخل 14 آذار ولكن إذا وافق البعض على المشاركة في حكومة دون ضمانات ومنها احترام إعلان بعبدا والتخلي عن ثلاثية شعب وجيش ومقاومة بأي صيغة، فلن تبادر القوات إلى المشاركة في الحكومة"، مشدداً على "اننا نريد اتفاقاً سياسياً مسبقاً حول الالتزام بإعلان بعبدا كمقدمة لتطبيقه من أجل تحييد لبنان فعلاً، وإلغاء كل مفاعيل الصراع السوري على أرض لبنان".

وفي انتقادات واضحة للحريري قال زهرا: «لم أسمع من الدكتور جعجع أن الرئيس الحريري قال له مباشرةً إنه لن يدخل إلى الحكومة من دونه»، مضيفاً: «نريد إجابات سياسية عن فريق أصبحنا نعاني منه ولم نعد نستطيع الاستمرار معه كما يفعل».

وإذ أكد أن «14 آذار حركة شعبية وطنية سيادية لا يملك أحد من أطرافها إمكانية التفريط فيها، والهدف دائماً وحدة هذه القوة على الصعيدين الشعبي والسياسي، ولن نتخلى عن أحلام الشعب اللبناني»، فإن زهرا لفت إلى أن «السعودية تقول دائماً إن تشكيل الحكومة شأن لبناني ولا تتدخل أبداً فيه، وهي ترغب في التوافق الداخلي».

الجميل

في المقابل، دعا رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل أمس إلى «تشكيل حكومة مؤقتة تتحمّل مسؤولياتها وتحضر لانتخابات رئاسة الجمهورية».

وفي تعبير عن قبول حزبه المشاركة في الحكومة التي تجري المشاورات بشأنها، رأى الجميل أن «تشكيل الحكومة هو تحضير لاستحقاقات مهمة يتوقف عندها مستقبل لبنان»، مشدداً على أنه «لا يهمنا أن ينتصر هذا الفريق على ذاك، إنما المواطن هو من يهمنا».

back to top