● كيري: الأسد يؤجج الصراع الطائفي ليظهر أنه الأفضل  ● الأسلحة الكيماوية ستمر عبر إيطاليا لا كرواتيا

Ad

وسط تصاعد الاتهامات الأميركية للرئيس السوري بشار الأسد بتغذية التطرف ليظهر للعالم أنه الخيار الأفضل، ارتفعت حصيلة قتلى القصف الجوي، الأكثر دموية منذ لجوء قوات النظام إلى سلاح الطيران في مواجهته مع المقاتلين المعارضين قبل 18 شهراً، إلى 76 بينهم 28 طفلاً، في حين دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر من تخطي عدد اللاجئين هرباً من الحرب الـ4 ملايين سوري بحلول 2014.

غداة القصف العنيف، الذي شهدته مدينة حلب وأدى إلى مقتل العشرات بينهم أطفال، حذرت الأمم المتحدة أمس من أن عدد السوريين اللاجئين خارج بلادهم قد يصل الى نحو 4.10 ملايين لاجئ بحلول نهاية 2014 مقابل 2.4 مليون حالياً مع فرارهم بأعداد متزايدة هرباً من الحرب في سورية.

ومن أصل هذا العدد الإجمالي فإن نحو 660 ألفاً سيتوزعون على مخيمات وسيعتبرون الأكثر عرضة، فيما سيأوي 3.44 ملايين الى منازل خاصة، بحسب تقديرات للأمم المتحدة أوردتها في تقرير حول الرد الإنساني على الأزمة السورية.

ويشارك في برنامج المساعدة الدولية لسورية نحو 108 وكالات دولية تضاف اليها منظمة الهجرة الدولية وعدد من المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.

وتتوقع الامم المتحدة لعام 2014 حاجات تمويلية بمستوى 4.2 مليارات دولار لتلبية حاجات اللاجئين الـ4.1 ملايين بحسب التوقعات، كما تشمل الدعوات التمويلية 2.27 مليار دولار لمساعدة السكان في سورية بينهم 6.1 ملايين نازح اضطروا الى مغادرة منازلهم.

والتمويل الذي تم تأمينه لبرنامج 2013 لم يصل سوى إلى 67 في المئة من الحاجات في 15 ديسمبر. ولتغطية مجمل عملياتها الانسانية في العالم فإن وكالات الامم المتحدة بحاجة الى 12.9 مليار دولار من أجل تأمين المساعدة لـ52 مليون شخص تضرروا من 17 أزمة كبرى في العالم.

القصف الأعنف

إلى ذلك، ارتفعت أمس حصيلة القصف الجوي الأكثر دموية منذ 18 شهراً وكذلك الأعلى منذ بدء النزاع قبل 33 شهراً، والذي نفذته القوات النظامية، على مدينة حلب، إلى 76 قتيلاً بينهم 28 طفلاً.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن قوات النظام قصفت بـ»البراميل المتفجرة» أحياء في مدينة حلب يسيطر عليها مقاتلو المعارضة أمس الأول، ما تسبب في مقتل 76 شخصاً هم «28 شخصاً دون سن الـ18 وأربع سيدات و44 من الذكور».

ووصف مركز حلب الاعلامي الذي يضم مجموعة من الناشطين الاعلاميين القصف بأنه «غير مسبوق». وبث ناشطون على شبكة الانترنت أشرطة مصورة من المناطق التي استهدفها القصف، تظهر دماراً كبيراً في أحياء صغيرة، في حين تعمل آليات ثقيلة وأفراد على رفع الانقاض بحثاً عن ناجين أو قتلى. كما أظهرت الأشرطة سيارات تحترق وسط جمع من الناس الذين عمل بعضهم على اخماد النيران.

البراميل المتفجرة

ويقول مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن ان النظام «غالبا ما يلجأ الى البراميل المتفجرة» في حملات القصف الجوي التي يقوم بها، موضحاً أن أدوات القصف هذه هي عبارة عن «براميل من الحديد توضع في داخلها طبقة من الاسمنت المسلح وتحشى بمادة تي ان تي وقضبان من الحديد لتؤدي الى قدرة قتل وتدمير أكبر».

ويتم القاء البراميل من الطائرات الحربية والمروحية من دون أي نظام توجيه، بحسب المرصد، ما يتسبب بقتل الكثيرين ويجعل القصف بواسطتها غير دقيق تماما في اصابة اهدافه، لكنه، بحسب خبراء عسكريين، أقل كلفة بكثير من الصواريخ او القنابل.

ويوضح عبدالرحمن ان هناك نوعين من البراميل المتفجرة، احدهما يدوي الصنع والثاني اكثر تطورا ينتج في المصانع، وهذا النوع هو الذي استخدم في قصف حلب.

الأسد والتطرف

وبالتزامن مع الهجوم الدموي، اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول الرئيس الأسد بإطلاق وتغذية ما وصفه بوحش التطرف ليظهر للعالم أنه الخيار الأفضل مقارنة بالمتشددين.

وفي مقابلة مع شبكة «إي بي سي» الأميركية، بثت من فيتنام، اتهمه كيري الأسد أيضاً بتأجيج الصراع الطائفي والاقتتال بين صفوف المعارضة التي كانت موحدة فترة طويلة، إلا أنه أعرب عن ثقته في إمكانية أن تتحد المعارضة المعتدلة مرة أخرى بعد أن ظلت موحدة فترة طويلة.

وفي وقت سابق، كشف وزير الخارجية الأميركي عن تقييم بلاده للأوضاع على الأرض في سورية، خاصة بعد سيطرة الجماعات المتشددة على مخازن أسلحة تابعة للجيش السوري الحر.

مرور «الكيماوي»

على الصعيد ذاته، أعلن رئيس الحكومة الكرواتية زوران ميلانوفيتش أمس الأول ان الأسلحة الكيماوية السورية لن تمر عبر المرافئ الكرواتية قبل تدميرها في البحر ولكن عبر مرفأ إيطالي.

يشار إلى أن سفينتين دنماركية ونروجية تنتظران في قبرص الحصول على الضوء الأخضر كي تقومان بمواكبة سفينتي شحن الى ميناء اللاذقية السوري، حيث سيتم تحميلهما بحاويات وضعت فيها العناصر الكيماوية التي يجب، حسب خريطة طريق منظمة حظر الاسلحة الكيماوية، ان تغادر سورية قبل 31 ديسمبر الجاري.

(دمشق، جنيف، واشنطن

 - أ ف ب، رويترز، يو بي آي،

العربية. نت)

النعمة: يمكننا إعادة كل اللاجئين إلى درعا

أعرب رئيس «المجلس العسكري الأعلى في درعا والمنطقة الجنوبية» العقيد أحمد فهد النعمة عن عدم تفاؤله حيال مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في 22 يناير المقبل، مشيراً الى أن «الجيش الحر» مستمر في عمله على الأرض.

وقال النعمة في لقاء خاص بـ«الجريدة» إن «هناك تشتتاً في الجهود الاغاثية التي تقدمها بعض الدول العربية ما جعل بعض المحتاجين يزداد فاقة وحاجة، في حين زاد من امكانات البعض الآخر»، لافتاً الى ضرورة أن «يكون الدعم المقدم من قبل الجهات الخاصة والرسمية العربية والمنظمات الانسانية والاغاثية عموماً عن طريق المجلس العسكري الذي هو أدرى بحجم الحاجة التي يعيشها السوريون في الداخل».

وقال النعمة: «أتمنى لو يقدم الى المجلس العسكري الدعم المادي الكافي خلال شهر واحد لكان المجلس العسكري عبر كتائبه وألويته العاملة على الارض من إعادة السوريين في الدول كافة الى أرض درعا التي تعادل مساحتها مساحة بعض الدول».