وسط هدوء في معظم الجامعات المصرية وقعت اشتباكات بين طلاب «الإخوان» وقوات الأمن، بعدما حاول الطلاب أمس التظاهر أمام مقر وزارة الدفاع، في وقت يستعد «التحالف الوطني» لتظاهرات جديدة اليوم، وسط حالة من الاستنفار الأمني.

Ad

وسط موجة باردة من الطقس ضربت المحافظات المصرية أمس أعلنت حالة الاستنفار الأمني تحسباً لتظاهرات أنصار تنظيم «الإخوان المسلمين» المحظور قضائياً اليوم، مع إشارات إلى نيتهم اللجوء إلى العنف، على خلفية شغب طلاب «الإخوان» في الجامعات منذ مطلع الأسبوع الجاري.

ودعا «التحالف الوطني» الذي يقوده «الإخوان» إلى ما وصفه بـ«مليونية حاشدة» اليوم تحت شعار «الطلاب يشعلون الثورة» على أن تستمر فعاليات التظاهر أسبوعاً. وقال «التحالف»، في بيانه أمس، إنه يثمن «حراك أبطال الحركة الطلابية في الجامعات والمدارس»، في مواجهة نظام الحكم الحالي، الذي وصفه البيان بـ«الانقلابي»، مشدداً على استمرار التظاهر.

في المقابل، قال مصدر أمني رفيع المستوى لـ«الجريدة» إن الأجهزة الأمنية ستتعامل وفقا لما قرره قانون «التظاهر» مع أي احتجاجات لم تحصل على ترخيص رسمي، وإن قوات الأمن لديها خطط كاملة لمواجهة أعمال عنف أو شغب من شأنها تكدير الأمن في الشارع.

وأكد المصدر أنه سيتم اتخاذ الإجراءات التأمينية للمنشآت الحيوية، ومنها مداخل ومخارج محافظات القاهرة الكبرى وميادين «التحرير» و»رابعة العدوية» و»النهضة» ومحيط قصر «الاتحادية» الرئاسي والطرق الرئيسية، وذلك تحسباً لأي أحداث عنف محتملة.

هدوء نسبي    

ميدانياً، ساد الهدوء النسبي في الجامعات أمس، حيث قلت حدة التظاهرات للمرة الأولى منذ مطلع الأسبوع الجاري وساد الهدوء محيط جامعة «الأزهر» أمس بعد اشتباكات عنيفة بين طلاب «الإخوان» وقوات الأمن أمس الأول تزامنت مع إحالة النائب العام المستشار هشام بركات 29 طالباً من المنتمين لجماعة «الإخوان» إلى محكمة جنايات القاهرة لاتهامهم بارتكاب أعمال العنف والتخريب واقتحام المبنى الإداري لجامعة «الأزهر» التي وقعت في أكتوبر الماضي.

ووسط حالة من الارتباك، قالت إدارة جامعة «القاهرة»، في بيان رسمي أمس، إن «الدراسة منتظمة في جميع كلياتها باستثناء كلية الهندسة، بسبب التأثيرات المباشرة التي تقع في ميدان النهضة على الدراسة بها».

وجاء بيان الجامعة مخالفاً لقرار رئيسها الدكتور جابر نصار، الذي أعلن أمس الأول «إنهاء الفصل الأول للعام الدراسي الحالي في الكليات النظرية»، ما يعكس حالة الارتباك داخل أروقة الجامعة.

والتفت إدارة الجامعة على قرار «نصار»، بتأكيد أن «مجلس كل كلية أو معهد، هو المكلف بتحديد مواعيد انتهاء المحاضرات، ومواعيد الامتحانات وفقًا لطبيعة الدراسة»، وعليه جاء قرار مجلس الجامعة بعدم وقف الدراسة.

اعتصام «الهندسة»

وأعلن طلاب كلية الهندسة تعليق الاعتصام بالكلية حتى الأحد المقبل لدراسة الموقف بعد تقديم عميد الكلية استقالته وأزال الطلاب خيام الاعتصام للتباحث حول استمرار الاعتصام من عدمه، والذي جاء للمطالبة بالقصاص لزميلهم محمد رضا الذي يقول الطلاب، أنه «قتل برصاص الشرطة في مواجهات بين طلاب «الإخوان» والأمن 28 نوفمبر الماضي».

جامعة «عين شمس» كانت الاستثناء الوحيد أمس بعدما واصل طلاب «الإخوان» التظاهر بالخروج في مسيرة من حرم الجامعة صوب مقر وزارة الدفاع وجرت اشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن المكلفة حماية الوزارة، قبل أن تنجح الأخيرة في تفريق الطلاب باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع ما أسفر عن سقوط مصابين.

إلى ذلك، تعالت الأصوات المطالبة بضرورة عودة الشرطة إلى حرم الجامعات لاستعادة الأمن المفقود ولخص موقفها رئيس المنظمة «المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان» محمد عبدالنعيم الذي طالب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بالتراجع عن قراره السابق برفض عودة الشرطة إلى الجامعات.

على صعيد آخر، قررت محكمة جنايات القاهرة بمصر أمس قبول استئناف النيابة العامة وإلغاء قرار محكمة «الجنح المستأنفة» بإخلاء سبيل نائب رئيس حزب «الوسط» الإسلامي عصام سلطان، وأمرت محكمة الجنايات باستمرار حبس سلطان 45 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات معه في اتهامات بالاشتراك في وقائع تعذيب مواطنين بمقر اعتصام «الإخوان» بمنطقة «رابعة العدوية» يوليو الماضي.

الاستفتاء

إلى ذلك، يستعد الرئيس المؤقت عدلي منصور لإعلان موعد الاستفتاء على مشروع دستور 2012 المعدل غدا بعدما أصدر قراراً جمهورياً أمس الأول بتعديل أحكام قانون «مباشرة الحقوق السياسية» لتنظيم عملية تصويت المصريين بالخارج خلال الاستفتاء والانتخابات المقبلة.

ويسمح القرار الجديد، الذي نشر في الجريدة الرسمية، للمصريين خارج البلاد بالمشاركة في أي استحقاقات بجواز السفر أو الرقم القومي، على أن يجرى الاستحقاق على مدار 12 ساعة منذ 9 صباحاً حتى 9 مساء، مع إمكانية إجراء العملية الانتخابية على أكثر من يوم، شريطة أن تسبق الموعد المحدد للاقتراع في مصر.