«داعش» يتجه إلى بعقوبة... و«المرجعية» تدعو إلى المواجهة

نشر في 14-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 14-06-2014 | 00:01
No Image Caption
• المقدادية تشارف على السقوط
• الآلاف يتوجهون إلى مراكز التطوع
• واشنطن تتحدث عن ضربات جوية
رغم الاستنفار الأمني والترقب الدولي، واصل "داعش" تقدمه في محافظة ديالى الحدودية مع بغداد، التي دعت المرجعية الدينية إلى التطوع وحمل السلاح للدفاع عنها في مواجهة الهجمة الشرسة لهذا التنظيم المتطرف.

في الوقت الذي يخوض فيه الجيش العراقي اشتباكات مع عناصر تنظيم «داعش» الذين يحاولون التقدم نحو قضاء المقدادية في طريقهم الى مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى الواقعة شمال شرق بغداد، حثت المرجعية الدينية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني جميع العراقيين والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية للدفاع عن العراق والمقدسات، والتصدي بشجاعة للجماعات الإرهابية.

وكشف قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي أمس، عن مقتل 18 عنصراً من «داعش» وتدمير خمس عجلات تابعة لهم في ثلاث وحدات إدارية خلال الساعات الماضية.

وقال الزيدي، إن «تشكيلات قتالية في قيادة عمليات دجلة نجحت على مدار الـ24 ساعة الماضية، في إحباط ثلاث هجمات لمسلحي داعش في ناحيتي جلولاء والعظيم شمال بعقوبة وقضاء المقدادية».

وأضاف الزيدي أن «آخر هجوم لتنظيم داعش كان على نقطة مرابطة أمنية للجيش شرق قضاء المقدادية، ونجحنا في قتل ستة منهم وتدمير خمس عجلات عسكرية لهم»، مشيرا إلى أن القوات الأمنية والعسكرية أجرت عملية انتشار كثيف في أنحاء متفرقة من بعقوبة.

وأكد نائب رئيس مجلس محافظة ديالى فرات التميمي أمس، أن مسلحي «داعش» اقتحموا منزل رئيس المجلس البلدي لناحية العظيم محمد العبيدي في إحدى القرى شمالي الناحية وخطفوا شقيقه الأصغر الى مكان مجهول وقاموا بتفجيره.

وأوضح التميمي أن القوات العسكرية تخوض اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش» قرب ناحية المقدادية، لمنعهم من الوصول إلى قضاء المقدادية ومن ثم مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.

سامراء

وفي محافظة صلاح الدين، حيث يسيطر مسلحو «داعش» على مدينة تكريت شمال بغداد، مركز المحافظة ومعقل صدام حسين، قال شهود عيان في قضاء الدور الواقع بين تكريت وسامراء، إن «أعدادا لا تحصى من السيارات التي تحمل المقاتلين توجهت نحو محيط سامراء»، في ما يبدو عملية تحشيد قبيل هجوم محتمل على المدينة.

وتحوي سامراء مرقد الإمامين العسكريين، علي الهادي الإمام العاشر وحسن العسكري الإمام الحادي عشر لدى الشيعة الاثنى عشرية.

وقال أحد شيوخ عشائر سامراء، مسقط رأس زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي، إن المسلحين طلبوا أمس الأول من القوات الأمنية الخروج من دون قتال ووعدوا بألا يمسوا المقام، وطلبوا من شيوخ العشائر أن يشكلوا قوة تحمي المقام وأهالي المدينة، ولكن القوات الأمنية والعسكرية رفضت ذلك.

السيستاني

في غضون ذلك، دعا المرجع الديني الأعلى علي السيستاني العراقيين أمس، إلى حمل السلاح ومقاتلة «الإرهابيين»، في إشارة الى الجهاديين المتطرفين الذي يشنون هجوما كبيرا في العراق.

وقال ممثل السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي «على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع والانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس».

ورأى أن «العراق يواجه تحديا كبيرا وخطرا عظيما، وأن الإرهابيين لا يستهدفون السيطرة على بعض المحافظات بل صرحوا بأنهم يستهدفون جميع المحافظات، لاسيما بغداد وكربلاء والنجف، ومن هنا فإن مسؤولية التصدي لهم ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع، ولا تختص بطائفة دون أخرى أو بطرف دون آخر»، معلناً أن «من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضه فإنه يكون شهيداً».

آلاف المتطوعين

في بغداد تسود أجواء من التوتر والترقب منذ بدء الهجوم المباغت للمسلحين يوم الثلاثاء الماضي، وسيطرتهم على نينوى وبعض المناطق، وسط حالة من الصدمة والذهول من جراء الانهيار السريع للقوات الحكومية في نينوى وصلاح الدين.

وتبدو شوارع العاصمة أقل ازدحاما مما تكون عليه عادة، بينما يفضل بعض أصحاب المحلات البقاء في منازلهم.

وتقدم الآف المتطوعين من عدة محافظات عراقية لمركز التطوع وسط العاصمة، والذي يستقبلهم ويجمعهم ومن ثم ينقلهم الى مراكز تدريب أكبرها في منطقة التاجي الواقعة إلى الشمال من بغداد.

وقال آمر المركز العميد فاضل عبد الصاحب أمس، إن «الإقبال على التطوع منقطع النظير، والأعداد بالآلاف من مختلف الأعمار»، مضيفا: «استقبلنا عدداً من الضباط ولديهم رغبة حتى لو برتبة جندي وليس برتبة ضابط، إضافة إلى أن الموظفين في الدوائر الحكومية يأتون».

وأكد عبد الصاحب أن عدداً كبيراً من المتطوعين هم من الجيش السابق جاؤوا وأكدوا أنهم يلتحقون مرة أخرى بالجيش من أجل حماية الوطن من شر الإرهابيين.

في السياق، أعلنت وزارة الدفاع أمس، فتح معسكرات جديدة لإيواء قوات الجيش العراقي في لواء المشاة الخامس، والتي انسحبت من مدن الموصل وكركوك، على خلفية الأوضاع الصعبة التي تعرض لها الجيش بعد سيطرة تنظيم «داعش» على الموصل.

البيت الأبيض

وكشف البيت الأبيض أمس، أن «ضربات جوية» من بين خيارات يتم النظر فيها لاستهداف تنظيم «داعش»، الذي ينتشر في معظم مناطق محافظتي نينوى وصلاح الدين، بينما استبعد أية مشاركة للقوات البرية الأميركية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني، إن «ضربات جوية من بين خيارات يتم النظر فيها»، مشدداً: «لن نكرر نشر قوات أميركية كبيرة على الأراضي العراقية، ولن ننظر في إرسال قوات برية».

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول، إن واشنطن قلقة بشأن أعمال العنف في العراق، وإن الرئيس باراك أوباما مستعد لاتخاذ «قرارات مهمة بسرعة» لمساعدة الحكومة العراقية في التصدي لأعمال العنف المسلحة المتزايدة التي يقوم بها متشددون.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل أمس، إن عدد الذين قتلوا في الأيام الأخيرة بعدما اجتاح متشددون إسلاميون مدينة الموصل العراقية ربما يصل إلى المئات. وأوضح كولفيل أن مكتبه تلقى تقارير تفيد بأن عمليات القتل شملت إعدام 17 مدنيا يعملون لدى الشرطة، إضافة إلى موظف قضائي بوسط الموصل، مضيفا أن أربع نساء انتحرن بعد تعرضهن للاغتصاب، وأن 16 جورجيا اختطفوا، وأن سجناء أخرجهم المسلحون من السجن يسعون للانتقام من المسؤولين عن حبسهم.

(بغداد ـ أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top