سورية: تفاؤل بعد موافقة النظام على مناقشة «جنيف1»

تواصل الخلاف على الأولويات... و«الائتلاف» يحوز دعم «هيئة التنسيق»

نشر في 30-01-2014
آخر تحديث 30-01-2014 | 00:06
No Image Caption
بعد أيام من الآفاق المغلقة والتشاؤم، لاحت بارقة أمل في مؤتمر «جنيف2»، بعد أن وافق وفد النظام السوري على مناقشة بيان «جنيف1»، الذي يرسم خطة تفصيلية لحل الأزمة السورية عبر وقف العنف وانتقال سياسي للسلطة.  
سادت أجواء من التفاؤل في جنيف، بعد أن وافق نظام الرئيس السوري بشار الأسد على مناقشة بيان "جنيف1"، بعد أن رفض هذا الأمر في الأيام القليلة الماضية.  

وأعلن وفدا النظام والمعارضة السوريان أمس حصول "تقدم" وتوافر أجواء "إيجابية" في مفاوضات "جنيف2"، مع شروعهما في البحث في بيان "جنيف1"، وإن بقي كل طرف على موقفه لناحية أولوية البحث.

وعقد الوفدان جلسة مشتركة صباحية بإشراف الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي في مقر الأمم المتحدة، كما عقد الإبراهيمي لقاءات مع كل من الطرفين في المساء.

وفد النظام

وإثر الجلسة المشتركة، قالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان عضو الوفد النظامي المفاوض، إن "المحادثات كانت ايجابية، لأننا تحدثنا عن الإرهاب"، وأضافت "الفارق الوحيد بيننا وبينهم، وهو فارق كبير في الواقع، هو أننا نريد أن نناقش جنيف1 فقرة فقرة، ابتداء من الفقرة الأولى، أما هم (...) فيريدون ان يقفزوا الى الفقرة التي تتحدث عن الحكومة الانتقالية. انهم مهتمون بأن يكونوا في الحكومة فقط، لا بوقف هذه الحرب المروعة".

وأوضحت أن الوفد الرسمي توجه الى وفد المعارضة عبر الإبراهيمي بالقول "قبل ان تناقشوا الحكومة الانتقالية، عليكم ان تناقشوا جنيف 1 استنادا إلى اولوياته. الاولوية في جنيف1 هي وقف العنف والارهاب لإيجاد المناخ الملائم لإطلاق عملية سياسية".

وفد المعارضة

من جهته، قال عضو الوفد المعارض لؤي صافي للصحافيين "حصل تقدم ايجابي اليوم، لأننا للمرة الاولى نتحدث في هيئة الحكم الانتقالي". وأوضح ان "النظام حاول تجنب الحديث عن الهيئة وفضل التركيز على قضايا الإرهاب"، الا ان الوفد المعارض شدد على انه "ضمن التسلسل الزمني والجدول الذي تم اعداده للمفاوضات، هذه الهيئة مهمتها البحث في كل القضايا بما فيها العنف والإرهاب".

ورأى أن وفد النظام يبدو "اكثر استعدادا للبحث في هذه المسألة ولو انهم يحاولون ابقاءها في اسفل النقاش"، مشيرا إلى ان وفد المعارضة وضع نقاطا عدة للبحث في الأيام المقبلة، تشمل حجم الهيئة وأعضاءها ومهامها.

وأشار إلى ان الإبراهيمي "وضع النقاط وقال انها نقاط جيدة للبحث".

وينص بيان "جنيف1" الذي تم التوصل اليه في يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. كما ينص الاتفاق على وقف العمليات العسكرية وادخال المساعدات الإنسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة. ويفترض أن تنتهي هذه الجولة من المفاوضات غدا الجمعة، علما بأن الاطراف المعنية اعلنت مرارا أن "جنيف2" هو عملية طويلة قد تستغرق أشهراً.

وتناول المفاوضون خلال الأيام الماضية مسألة ادخال المساعدات الى الاحياء المحاصرة في مدينة حمص (وسط) وموضوع المعتقلين والمخطوفين، من دون أن يحقق اي تقدم فيهما. وادرج هذان الموضوعان في اطار خلق أجواء ثقة بين الطرفين.

وقال ممثلون للجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الغذاء العالمي في جنيف أمس، إن فرقهما على الأرض مستعدة للانطلاق الى حمص، لكنها "لم تحصل بعد على ضوء اخضر من السلطات". ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن المحافظ طلال برازي قوله "أنجزنا جميع الترتيبات الخاصة بتأمين المدنيين الراغبين في الخروج من أحياء المدينة القديمة".

هجوم على الرياض  

ورغم الأجواء الإيجابية، اتهمت وزارة الخارجية السورية أمس السعودية بمحاولة إفشال الحل السياسي والإصرار على خيار العنف لنسف مؤتمر "جنيف2". وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الخارجية أكدت في رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، وأمين عام الأمم المتحدة، أن "السعودية وفي محاولة محمومة لإفشال الحل السياسي للأزمة في سورية والإصرار على خيار العنف والإرهاب سبيلاً لنسف مؤتمر جنيف، رعت مبادرة لوقف القتال بين المجموعات الإرهابية الإسلامية المسلّحة". وذكرت أن تلك المجموعات تضم "الدولية الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، و"الجبهة الإسلامية"، و"جيش المجاهدين"، و"جبهة النصرة" وغيرها. وقالت الوزارة إن السعودية "سعت إلى توفير كل الإمكانات المالية والعسكرية واللوجستية لتوحيد صفوفها (المجموعات المسلحة) ضد الدولة السورية".

دعم لـ «الائتلاف»

إلى ذلك، اعتبر معارضون سوريون وسطيون أمس أن ورقة العمل التي قدمها وفد النظام قبل ايام خلال مفاوضات "جنيف2"، تناقض بند التفاوض الرئيسي المتمحور حول تشكيل هيئة حكم انتقالية، مبررين رفض الوفد المعارض المشارك في المفاوضات لهذه الورقة.

وقال عضو المكتب التنفيذي في "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" أحمد العسراوي، إن "المبادئ التي تقدم بها وفد النظام السوري هي مبادئ عامة يتبناها عموم الشعب السوري وليس هناك خلاف عليها، الا انها ليست مادة من مواد مؤتمر جنيف".

ورأى أن "هدف جنيف 2 تطبيق المقررات التي جاءت في جنيف1، وبالتالي البحث في قضية حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة"، معتبرا أن "وفد النظام السوري جاء ليقلب طاولة المفاوضات".

واعتبر المنسق العام للهيئة حسن عبدالعظيم مفاوضات "جنيف 2 خطوة تحول نوعية من الصراع المسلح والاقتتال والفوضى الى الحديث عن الحل السياسي التفاوضي"، معتبرا أن "محاولة تغييب واقصاء اطراف مهمة لا يؤدي الى نجاح المؤتمر".

وكانت الهيئة رفضت دعوة الائتلاف للانضمام إلى وفده في جنيف، معترضة على "اختزال" واشنطن "صوت المعارضة"، في إشارة إلى حصر تمثيل المعارضة بالائتلاف.

back to top