نشر مقال للكاتبة السعودية منيرة المشاري تحت عنوان «إلى الكويت: إلا بزعل!»، تشتكي منه سوء معاملة أحد رجال أمن المطار معها لموضوع بسيط امتد لأن يحاول منعها من السفر. ما شدني هو ردود الفعل التي طالت الكاتبة منيرة المشاري والتي -حقيقة- لم أكن أعرفها قبل انتشار مقالها؛ لذلك لن أسارع بالحكم على النية سوئها من حسنها وإن كنت أفترض حسنها دائما.
لماذا نخدع أنفسنا وندفن رؤوسنا بالتراب كنعامة رفضت أن ترى ما حولها؟ هل لأن التغاضي عن الواقع يسهل على النفس أن تكمل عيشها على الرغم من وجوده -الواقع- سواء قبلنا به أم لم نقبل؟ لا أعلم إن كانت الكاتبة تنتقد أو تستطيع أن تنتقد مطار بلدها أو إجراءات السعودية الحكومية، فهو أمر لا يعنيني بقدر ما تعنيني الحادثة التي أشارت إليها، والتي نصادف ككويتيين مثيلاتها يوميا في أروقة وزاراتنا التعيسة أو إداراتنا الحكومية البليدة، التي إن عوملنا ببعضها معاملة حسنة نحن- الكويتيين- فلا يجد الوافدون نفس هذه المعاملة.أنخدع أنفسنا؟ وصلنا إلى مرحلة من الفساد الإداري في الكويت لا ينكرها إلا أعمى بصيرة وبصر، وإن كان رد البعض على تلك الحادثة بمقارنة الكويت بمطار السعودية، فأرجو المعذرة، فلا يهمني أن أقارن نفسي بمطار أو منفذ حدودي مقارب لحالي أو أشد سوءا كي أشعر بالرضا عن نفسي، هل المشكلة كانت في الانتقاد بحد ذاته؟ لا أعتقد فصحفنا اليومية ومقالاتنا مصابة بتخمة من الشكاوى و"الفضفضة"، لكن أعتقد أن المشكلة هي أنها جاءت من شابة غير كويتية مما أصابنا "بالحميّة"، وهي الحميّة نفسها التي لن تجعلنا نصبح مركزاً مالياً وتجارياً أو حتى إنسانياً أو دولة في مصاف الدول المتقدمة في هذا العالم. أسعدني أن مقالاً كهذا لاقى صدى عاليا رن في الآذان سواء رغبنا في سماعه أم لم نرغب، وكم أتمنى أن يواصل الإخوة الزوار والسياح والمقيمون هذا "الهمس" الذي قطعا لن يكون على قدر الألم؛ لأنه يبدو أن صرخاتنا كمواطنين لا تجد آذانا صاغية، وكما يقول الشاعر عبدالرحمن بن مساعد: "يا محاكي الصم صرخاتك سُدى .... لا تأذن وسط أوثان الحديد". ويا ليت أوثان الحديد تهب فيها الروح فلقد ضاقت أرواحنا.
مقالات
«منيرة المشاري ... إلا بزعل»
22-02-2014