معركة قلعة وادرين
توحيد سلم الرواتب أمر لا غبار عليه، ولكن جَعْل "الأفنيوز" محلاً لاستبيانه! هو الغبار، أو "الطوز"، العاتي الذي سيحجب رؤيتنا ورؤية "اللي خلفونا"!"الأفنيوز" مكان للتسوق وأحياناً "للقز" كما يحلو للكويتي أن يسمي جولات المشي داخل المجمعات، لكنه حتماً لن يكون مكاناً لتسويق التنمية بالفعاليات و"الشو الإعلامي"!
من قدم اقتراح إقامة الاستبيان في "الأفنيوز" لابد أن يعتذر للشعب الكويتي وحبذا لو عزمنا هناك على عشاء أو غداء أو حتى "ريوق"، "لندردش سوا" بعد الحلو والشاي ونخبره "أن الله سبحانه عرفوه بالعقل"، وأن مجلسكم لا يحتاج إلى فعاليات خارجية بقدر ما يحتاج إلى أفعال بداخله، وأن كل علامات الاستفهام والتعجب التي ختمت بها أسئلة استبيانكم هي هدر للمال العام ستُسألون عنه يوم الحساب، وأن الرواتب لا تحتاج اليوم إلى سلم "فالطوفه عالية" وتحتاج إلى "أسانسير" ومجلسكم كل "أدوار" انعقاده... سلالم ومخارج للطوارئ! وليس العيب، لا سمح الله، في المبنى الذي تشغلون كراسيه، بل العيب في مخطط فعلكم "المبني للمجهول"، وأي مجهول أكبر من أن تسألوا عطشاناً يصارع الموت إن كان يريد شربة ماء بـ"قلاص" أم بـ"استكانة"؟! وأي جهالة عند من يسأل مريضاً يلفظ أنفاسه إن كان يريد شرب الدواء سادة أم يفضله بنكهة الفروالة أو بنكهة الموز؟!عضو مجلس الأمة يا نوابنا هو ممثل للأمة جمعاء وليس فناناً يقدم فقراته الاستعراضية في مجمعات الأمة وحدائقها، و"استبيانكم الأفنيوزي" واضح أنه مجرد استعراض للقوة بينكم وبين المعارضة، لذلك أقترح أن تستعرضوا القوة كما فعلت بريطانيا وفرنسا في القرن الرابع عشر وتحديداً في أواخر حرب الثلاثين عاماً، حيث أُنهك الطرفان في حرب دامية أهلكت الحرث والنسل وأصبحا على وشك الانهيار، لهذا ولحفظ ماء الوجه قررا أن يختار كل من الفرنسيين والإنكليز ثلاثين جندياً "متعافين" ليتعاركوا أمام إحدى القلاع ومن يفز يكسب المعركة!اقتراح الإنكليز والفرنسيين "تراه طيب" يا ساسة البلد، فلتختاروا ثلاثين نائباً وثلاثين معارضاً متعافين، عراض المناكب صالحين للمطارح و"التلسب" و"الدوس في البطون" وليتعاركوا في جزيرة كبر بعيداً عن دستورنا وعن "أفنيوزنا" و"عن سمانا"، ومن يفز بجولة المطارحة و"التلسب"... فمبارك عليه "قلعة وادرين" يستاهلها!