أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أن المباحثات الفنية المتعلقة بالجرف القاري وصلت إلى مراحل جيدة، ومستمرة بصورة مكثفة، «ورغم أن القضايا الحدودية والقانونية تستمر طويلا، لكننا قريبون من الاتفاق النهائي».

Ad

كشف مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين عبداللهيان ان "سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد سيزور طهران في اقرب فرصة"، لافتا الى ان وزارتي الخارجية في البلدين ستقومان بالترتيبات اللازمة لهذه الزيارة، مؤكدا ان ايران تقدر المواقف الحكيمة لسمو الامير في القضايا الاقليمية والدولية، وان "المواقف التي رأيناها من سموه تجاه بعض الازمات حكيمة وموضوعية".

وقال عبداللهيان، في مؤتمر صحافي عقدته السفارة الايرانية عصر امس، "خلال مقابلتي سمو الامير تطرقنا للقضايا الدولية والمحلية، وكان لقاء مفيدا ومؤثرا، ونحن نعتقد ان امن المنطقة امن مشترك للجميع ولكل الدول في المنطقة، ومنطقتنا تواجه وتعاني الممارسات التطرفية والارهابية، ونحمل التيارات التكفيرية والتطرفية الأضرار والخسائر التي تلحق بالحكومات في هذه المنطقة، وعلى هذا الاساس نعتقد ان على القادة ان يقوموا بالحيلولة دون وقوع هذه الممارسات، ولمواجهة هذه الظاهرة نحتاج الى تعاون جماعي".

واضاف ان التعاون الثنائي بين الكويت وايران شهد تقدما كبيرا وملحوظا خلال الاشهر القليلة الماضية في قضايا الدورة الثانية للجنة المشتركة التي عقدت في الكويت، مؤكدا ان هناك تعاونا قائما وجادا بين البلدين في كل القضايا.

وعن موضوع الجرف القاري، والى اين وصل زاد ان "المباحثات الفنية التي تتعلق بهذه القضية وصلت الى مراحل جيدة بيننا، ومستمرة بصورة مكثفة، ورغم ان ميزة القضايا الحدودية والقانونية تستمر طويلا، لكننا قريبون من الاتفاق النهائي".  

القمة العربية

وعما اذا كان هناك تعاون اقليمي في المنطقة، وما اذا كانت لديه رسالة تضمنت وساطة ايرانية – سعودية، قال عبداللهيان: "تناولنا انا وسمو الامير مختلف المجالات والقضايا الاقليمية، ونحن نرحب بآراء سمو الامير والمواضيع الهامة، واستفدنا من آرائه، وتحدثنا بخصوص العلاقات بين ايران والسعودية".

وتابع: "فكرة التعاون الاقليمي لها ابعاد وجوانب مختلفة، والتي تأتي عن طريق منظمة أو تعاون جماعي وفق الاتفاق الذي يحصل، لكن الاهم قيام حوار جماعي اقليمي حول المواضيع التي تهم المنطقة".

وحول قراءاته لقرارات القمة العربية، اردف: "تابعنا المؤتمر الاخير للقمة العربية، وتضمن البيان الختامي سوء فهم بشأن جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى، ونحن نؤكد السيادة الابدية والتاريخية على هذه الجزر، ونطالب بإزالة سوء الفهم بين طهران وابوظبي"، مؤكدا ان العلاقات القائمة ممتازة ونموذجية.

«الإخوان» وحزب الله

وفي رد حول ايضاح من هم الجماعات الارهابية التي تقصدها ايران، وما اذا كانت جماعة الاخوان المسلمين ارهابية من عدمها، ذكر عبداللهيان: "جماعة الاخوان المسلمين جماعة معروفة في المنطقة، ونحن ندين أي مجموعة تقوم بعمليات ارهابية، واي مجموعة تستمر في نشاطها السياسي في غير الاطار الديمقراطي".

واستدرك: "اذا كانت اي مجموعة تتابع الحوار وتحقق اهدافها عبر الطرق الديمقراطية فيمكن ان تسمى مجموعات معارضة لا ارهابية، فنحن نرفض في مصر اي مجموعة تقوم بعمليات ارهابية او بأعمال عنف، كما نرفض ان يوجه أي طرف حكومي او غيره المجتمع نحو العنف".

وعن اعتبار سلاح حزب الله من الجماعات الارهابية، بين ان "حزب الله دخل في اجزاء من سورية دفاعا عن الاراضي اللبنانية، ومع الاسف هناك  مقاتلون إرهابيون من اكثر من 70 دولة، ولو ان الارهاب في طريقه للزوال في داخل سورية لكن كما قال الامين العام لحزب الله: إذا غادرت الجماعات المسلحة داخل سورية، ولن تكون هناك تهديدات للبنان، فليس هناك داع لتواجد حزب الله في بعض اجزاء سورية".

البحرين واليمن

وبشأن الخطاب الجديد للرئيس الايراني، الذي لم يترجم لواقع ملموس باستمرار تدخل ايران في شؤون المنطقة مثل البحرين واليمن، أفاد عبداللهيان بأن "ما يحصل الآن ترجمة لنوايا ايران في المنطقة، وبعض الاطراف في بعض الدولة تريد نقل الصعوبات والمشاكل التي تواجهها خارج الحدود"، مبينا ان "ايران ليس لها علاقة بما يجري في البحرين، فهو شأن داخلي، والحل من خلال الحوار الوطني بين المعارضة والحكومة، وهو حوار مؤثر وجاد".

واضاف: "ان ما يحدث في اليمن شأن داخلي كذلك، وان تصريحات الرئيس اليمني واتهامه لايران ليست صحيحة، وكان هناك حوار بناء مع اليمن، ومستقبل العلاقات معهم مشرق وايجابي، وكانت هناك ايجابية من قبل ايران"، مشيرا الى "وجود اجراءات تنفيذية تجسد حسن الجيرة، وما يحدث بسبب اعداء المنطقة الذين يريدون تأجيج الخلافات".

الشأن المصري

وعن نظرة ايران للاوضاع المصرية، ذكر عبداللهيان: "نتمنى ان تعود مصر الى المسار الديمقراطي"، مبينا ان "اقامة الاستفتاء حول الدستور كانت خطوة في هذا المجال واستمرار المسار الديمقراطي في مصر".

وأشار إلى ان "مرسي اخطأ، وهذا هو خطأه، كما انه لم يستفد من كل المجموعات والتيارات المؤثرة في مصر، ونتمنى الا يتكرر هذا الخطأ في المرحلة الحالية، فمصر تعود الى جميع المصريين، لكننا قلقون من موجة الاعتقالات التي تشهدها مصر، وهناك علاقات وحوار بيننا وبين مصر، ونتمنى بعد الانتخابات ان تعود مصر الى المسار الديمقراطي".

بشار شرعي

وفي ما يتعلق بالشأن السوري، شدد عبداللهيان على أن "سورية تجاوزت ظروف الازمة الامنية الشديدة، وليست هناك حالة انهيار في سورية، والارهاب في طريقه للزوال والنهاية".

وحول زيارة اوباما للسعودية، واثرها على الازمة السورية، قال: "ليس لدينا اي تفاصيل، لكن الشيء الذي يعود الى سورية ان هناك خلافا بمستقبل سورية بالرؤى والافكار، وموقف ايران شفاف وواضح، ونحن ندعم سورية في مكافحة الارهاب، وعلى المجتمع الدولي مساعدتها في ذلك، وايران تدعم بشكل كبير الاصلاحات في سورية، ولدينا علاقات مع كل المجموعات التي تؤمن بالاصلاح".

واستطرد: "من جانبنا نعتقد ان الرئيس بشار الاسد رئيس شرعي جاء عن طريق الشعب، وحتى حصول الانتخابات القادمة نحن ملتزمون بما يختاره الشعب السوري، ولا نريد ان يبقى الرئيس السوري بشار حتى آخر يوم في سورية، لكن حتى لا تتمكن بعض الجماعات التكفيرية تحديد مصير الشعب السوري".