تجري على قدم وساق عملية خلط واسعة للأوراق السياسية منذ انتهاء الجلسة الاولى التي عقدت يوم الأربعاء الماضي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. وآخر تلك المشاورات الاتصال الذي اجراه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مساء امس الأول برئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وتشاور الحريري والراعي في موضوع الاستحقاق الرئاسي في ضوء لقاء الأخير امس الاول مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وكان توافق على "ضرورة اجراء الانتخابات ضمن المهلة الدستورية وفي اقرب وقت، حرصا على الاستقرار في لبنان وعلى الحياة الديمقراطية وطمأنة الشعب اللبناني الذي يستحق ان يكون له رئيس على مستوى تطلعاته وبحجم دور لبنان المطلوب منه اقليميا ودوليا". وأكدا ان "الوقت الذي يفصل الجلسة الانتخابية عن الاخرى يجب ان يستثمر جديا في التشاور والتواصل بين مختلف الكتل النيابية والسياسية وبمسؤولية عالية تليق بحجم هذا الاستحقاق".

Ad

وكان الراعي وصل الى مطار روما امس الاول حيث دعا الى "انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية يكون على مستوى الظروف الراهنة التي تنتظره"، آملا "إحلال السلام في بلدان الشرق الاوسط التي أحبها البابوان القديسان"، مشددا على "ضرورة تجديد إيماننا بالصلاة والعناية الإلهية، ونحن في زمن القيامة، بقيامة الرب يسوع، وافتدائه لنا".

في سياق منفصل، أثار إقدام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على استدعاء الصحافيين كرمى خياط وإبراهيم الامين للتحقيق معهما بتهمة تحقير وعرقلة سير العدالة استغراب الاوساط الاعلامية والسياسية واستنكارها لهذه الخطوة التي تشكل سابقة في تاريخ المحاكم الدولية.

واستهجن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أن "تصل المحكمة الى مستوى اصدار اتهام للاعلام"، وأكد "رفضه المساس بحرية الصحافة والرأي"، مشيرا الى أن "الامر لم يعد موضوعا قضائيا بل اصبح غريبا ومستهجنا"، وقال:" انه لا يفهم هذا المنطق باتهام شخصين أو مؤسستيين اعلاميتين".

ورأى وزير العمل سجعان القزي انه "كان الاجدر على المحكمة الدولية الاسراع في إلقاء القبض على المتهمين باغتيال الشهداء"، مشيرا إلى "وجود اشخاص داخل المحكمة أساؤوا الى دورها وسمعتها".

بدوره اتهم رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله المحكمة بالعمل على ترهيب اللبنانيين لا الاعلاميين فقط، وقال: "تتصرف المحكمة وكأنها سلطة مسلطة علينا وأداة لقمع الحريات"، سائلاً: "هل يعقل ان تتحول المحكمة الى ما يشبه محاكم التفتيش في القرون الوسطى؟".

علوش: تصويت الحريري

لعون ينهي

«14 آذار»

أكد عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "لا مؤشر في تيار المستقبل في شأن تصويت الحريري لعون، لا بين النواب ولا داخل التيار".

وقال علوش: "هناك إعلام أصفر أثبت طوال 9 سنوات أن عمله بث الشائعات والأقاويل، وهدفه هز قيادات 14 آذار وادخال الشك في نفوسهم، لكن هذا غير موجود".

وتابع: "إذا أقدم الحريري فعلاً على التصويت لعون ستنتهي 14 آذار، وأشك أساساً أن يصوّت نواب المستقبل لعون مع الحريري، حتى لو طلب منهم ذلك، علماً أن كل هذا السيناريو مستبعد تماماً".