ردت حركة حماس على إعلان إسرائيل، مساء أمس الأول، قبولها تمديد هدنة إنسانية مع استمرارها في تدمير الأنفاق بالرفض، وواصلت إطلاق الصواريخ باتجاه تل أبيب، وبينما استأنف الجيش الإسرائيلي قصف غزة اعتبرت ألمانيا أن التهدئة الدائمة مشروطة بنزع السلاح وتحسين المعيشة لسكان القطاع.

Ad

في اليوم الحادي والعشرين للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس قرار تل أبيب تمديد هدنة إنسانية مدة 24 ساعة، مع مواصلة العمليات ضد "الانفاق"، قائلة إنها ترفض أي تهدئة لا تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من حدود القطاع.

وأطلقت الحركة والفصائل المسلحة في قطاع غزة عدة صواريخ باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية، ودوت صفارات الإنذار في وسط وجنوب إسرائيل، الأمر الذي قابله الجيش الإسرائيلي باستئناف قصفه المدفعي والبحري والجوي للقطاع.

وتسبب القصف الإسرائيلي، بعد استئناف المعارك في القطاع صباح أمس، في سقوط 7 قتلى، ما رفع حصيلة القتلى بالقطاع منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 8 يوليو الجاري إلى 1059 معظمهم من المدنيين وأكثر من 6200 جريح.

وكانت الهدنة الإنسانية، التي وافقت عليها إسرائيل وحماس أمس الأول لمدة 12 ساعة، سمحت لسكان المناطق المنكوبة جراء القصف الإسرائيلي بانتشال نحو 90 جثة من تحت الأنقاض، كما سمحت لعدسات الكاميرات بأن تصور حجم الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن خمسة صواريخ سقطت في إسرائيل، واعترضت منظومة القبة الحديدية صاروخين، معلنا مقتل جندي ليل السبت – الأحد بقذيفة مورتر، ليصل عدد القتلى في صفوفه إلى 43 عسكرياً.

إلى ذلك، أصيب شابان فلسطينيان بجروح خطيرة مساء أمس الأول، بعد تعرضهما لضرب مبرح على أيدي مجموعة من الشبان اليهود في حي نيفي ياكوف الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة.

انقسام إسرائيلي

في غضون ذلك، كشف تصويت المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل مساء أمس الأول على تمديد الهدنة الإنسانية بأربعة وعشرين ساعة، قبل انهيارها صباح أمس، عن انقسامات بين أعضائه الثمانية.

وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن خمسة أيدوا تمديد الهدنة الإنسانية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بينما عارضها ثلاثة أبرزهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.

إحباط هجوم

من جهة أخرى، أفادت الإذاعة الإسرائيلية أمس بأنه تم إحباط محاولة لارتكاب اعتداء "إرهابي" بسيارة مفخخة غربي بيت لحم. وقالت الإذاعة، على موقعها الإلكتروني باللغة العربية، إن أفراد حرس الحدود أوقفوا في الحاجز المحاذي لمستوطنة بيتار عيليت سيارة فلسطينية، عُثر بداخلها على عبوة ناسفة موصولة بأسطوانات غاز.

وفي السياق، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية أمس عن مسؤولين عسكريين ان "حماس" كانت تخطط "لهجوم إرهابي ضخم" في سبتمبر المقبل عبر الأنفاق التي حفرتها بين غزة وإسرائيل

وأوضح التقرير أن "حماس" كانت تخطط لتنفيذ الهجوم في عيد رأس السنة اليهودية من 24-26 سبتمبر، مضيفا ان هذه المعلومات تم الحصول عليها من مقاتلي الحركة الذين تم اعتقالهم خلال العملية البرية الإسرائيلية في غزة.

نزع السلاح

دبلوماسيا، أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن اعتقاده بأن فرص تحقيق هدنة دائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرهونة بشرطين هما نزع السلاح في قطاع غزة وتحسين الظروف المعيشية هناك.

وفي مقابلة مع محطة "دويتشلاند فونك" الإذاعية، طالب الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أمس بالكف عن أخذ المدنيين كرهائن، كما طالب بسحب الصواريخ المخزنة داخل مدارس ومستشفيات.

وشدد على ان الهدنة يمكن أن تكون دائمة فقط في حال اقترانها بتحسن ملموس للظروف المعيشية للناس في قطاع غزة، "وعلى إسرائيل أن تكون مستعدة لذلك".

شلح وعبداللهيان

على صعيد منفصل، التقى مساعد وزير خارجية إيران للشؤون العربية والإفريقية حسين عبداللهيان الأمين العام لـ"حرکة الجهاد الإسلامي في فلسطين" عبدالله شلح، وناقش معه التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية.

وذكرت وكالة أنباء إيران (إرنا) أمس أن شلح أكد خلال الاجتماع، الذي عقد أمس، "ضرورة تحقيق کل شروط المقاومة قبل أي وقف لإطلاق النار مع العدو الصهيوني في قطاع غزة".

ووفقا للوكالة الإيرانية، فقد أكد شلح "أنه ببرکة دماء الشهداء الطاهرة، والمقاومة البطولية لكل فصائل المقاومة، وصمود الشعب في مواجهة العدوان تم تحقيق انتصار کبير آخر لفلسطين".

من جهته، شدد عبداللهيان خلال اللقاء على "موقف إيران الحاسم في دعم وتأييد المقاومة والشعب الفلسطيني المظلوم"، موضحاً "الجهود والتحرکات والجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجمهورية الإسلامية على أکثر من صعيد لوضع حد للعدوان الصهيوني على غزة ومساعدة الشعب الفلسطيني الأعزل".