تواصل القتال أمس في مدينة طرابلس بين منطقة جبل محسن، التي تسكنها أغلبية علوية ومنطقة باب التبانة التي تسكنها أغلبية سنية، في وقت بدا أنه لا أفق سياسياً لانتهاء هذه الاشتباكات بسبب تعقد الأوضاع في سورية وانعكاسها على لبنان، وأن قرار وقف الاشتباكات سيتخذ في مكانٍ ما تحت الطاولة بما يناسب الأطراف المغذية للصراع، وأن الدولة ستفشل مرة جديدة في أن تبادر إلى إنهاء هذه الأزمة المتواصلة في عاصمة الشمال.

Ad

وشهد ليل الخميس- الجمعة في طرابلس اشتباكات هي الأعنف في تاريخ مجمل الجولات السابقة، حيث سقطت على محاور القتال أكثر من ١٥٠ قذيفة تنوعت بين «ب٧» و»ب١٠» وقذائف هاون، مع استخدام جميع أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة بشكل متواصل على جميع الجبهات التقليدية حتى ساعات الفجر.

وصباح أمس، استمرت الاشتباكات بوتيرة أقل حتى ساد الهدوء الحذر ظهراً، في وقت قالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن حصيلة القتلى هي 5.

في السياق، عرض المدير العام لقوى الأمن الداخلي السابق اللواء أشرف ريفي، خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله بطرابلس، التطورات في المدينة خصوصاً الأمنية منها. واعتبر أنه «طفح الكيل وما يجري ليس مقبولاً بكل المقاييس، ويجب أن يتوقف فوراً. ولا يجوز ترك زمرة مسلحة تتعرض لأمن المدينة، فأمن طرابلس ليس سلعةً بين النظام السوري وحزب الله وعلى الدولة تحمل مسؤولياتها».

وأضاف ريفي أن «ما لم يستطع النظام السوري تحقيقه لن يحققه الآن عبر زمرة مسلحة. المسلسل يجب أن يتوقف، والقانون يجب أن يطبق وننتظر من الدولة المبادرة. ويخطئ من يظن أن المواجهة هي بين السنة والعلويين».

وأشار إلى أن «طرابلس كانت دوماً في حالة دفاع ولم تكن في حالة هجوم، والسلاح في التبانة لا يحسب أمام سلاح (حزب الله) وسرايا المقاومة. ونعرف خريطة توزيع المجموعات المتعاملة مع النظام السوري بطرابلس، وعلى الدولة أن تكون متساوية وعادلة مع جميع أبنائها».

وختم ريفي قائلاً: «نفخر بأبناء الأحياء، وليسوا قادة محاور، حزب الله أنشأ سريا المقاومة لمجموعة زعران نعرف مهماتها الوسخة... ونحن نتحدث عن الذين يوجهون سلاحهم نحونا وليس نحو إسرائيل، وسندافع عن أهلنا وأحيائنا مهما كلف الأمر».