المخرج إسماعيل فاروق: «القشاش» فيلم مصري وليس شعبياً

نشر في 04-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 04-11-2013 | 00:02
منذ انطلاق البرومو الخاص به وقبل أن يُطرح في الصالات، تعرّض {القشاش} لنقد عنيف، وازدادت وتيرة الهجوم عليه بعد عرضه، فاتهم بأنه استكمال لسلسلة أفلام البلطجة، وبأنه يثير الغرائز من خلال الرقصة التي تؤديها صافيناز في أحد المشاهد...
عن ردود الفعل حول الفيلم كان اللقاء التالي مع مخرجه اسماعيل فاروق.
ما الذي شجعك على إخراج فيلم {القشاش}؟

قصته التي تتمحور حول العلاقة بين فئات الشعب المصري والتغيير  الواضح فيها بعد ثورة يناير، لا سيما  لدى الطبقات الدنيا التي تعاندها الظروف مع ذلك تحاول الاستمرار في الحياة.

كيف تقيّمه؟

مؤثر لكل من يتابعه لا سيما من فقد والدته. لا بد للمشاهد من أن يتوجع من الألم النفسي الذي يصيب الأبطال، وينجذب إلى أحداثه المثيرة التي تأخذ عينه معها وتنقله بعيداً عن كل ما يحيط به.

ما تعليقك على الانتقادات التي طاولت الفيلم قبل عرضه؟

لا شك في أن أصحابها مرضى نفسيون يحاربون النجاح؛ فما إن عُرض البرومو حتى بدأوا حملاتهم المناهضة للفيلم، رغم علمهم أن هذا الإعلان مجرد جذب للجمهور ليقطع تذكرة ويشاهد الفيلم الذي يختلف، بالطبع،  عما عرض في هذه الدقائق القليلة.

 والغريب أن ثمة من يحارب الفيلم مجاملة لآخرين، فيكتب أحدهم أن الفيلم سيئ ولا يستحق المشاهدة، ثم يؤيده أصدقاؤه مجاملة له، علماً بأنني إذا أعطيت أي شخص منهم سيناريو الفيلم وعرضت عليه المشاركة فيه لمدحه وكتب فيه أحسن تعليق.

وعلى الهجوم الذي طاول أداء الراقصة صافيناز في أغنية {على رمش عيونها} واعتبره مبتذلا؟

لا مبرر واضحاً لرفضه؛ فالرقص موجود في الأفلام، منذ بدايات السينما، ولطالما مدحنا نجماته أمثال سامية جمال، تحية كاريوكا، سهير زكي، زيزي مصطفى... المشكلة الأخلاقية ظهرت فجأة لدى أصحاب هذا الموقف الهجومي، عندما رقصت دينا في الأفلام، والآن يتجدد الهجوم على صافيناز التي قدمت رقصتها ضمن الأحداث. كمخرج لم أقصد منها اللعب على غرائز المشاهدين على الإطلاق، والدليل أن فيلمي لا يشمل أي قبلات، ولا مشاهد في السرير بين الأبطال لأنني اعتبر ذلك رخصاً فنياً.

ماذا عن مشاهد الخناقات؟

كلها موظفة ضمن دراما الفيلم. بالتأكيد لن أبتكر معركة بين الممثلين من دون سبب واضح، وإذا كانت المشكلة في هذه المشاهد، فلماذا لا تُنتقد الأفلام الأجنبية المليئة بالقتل والضرب بالرصاص والذبح؟ ولماذا لا تُنتقد الأفلام العربية القديمة والحديثة التي تتضمن المشاهد نفسها؟ اللافت أن هذه الاعتراضات خرجت عندما انتقل الأكشن إلى الأفلام الشعبية، رغم أنه يجب ألا نقف عند كل مشهد ونطلق رأياً عاماً على العمل.

كيف تقيّم منافسة {القشاش} للأفلام الشعبية المشاركة في هذا الموسم؟

“القشاش} وضعه مختلف لأنه ليس فيلماً شعبياً بل فيلم مصري يعبر عن المصريين بطوائفهم وانتماءاتهم، فنجد فيه الراهبة، السلفي، المسلم الوسطي، كذلك نجد فيه الكوميديا الاجتماعية والأكشن، وتدور أحداثه في محافظات القاهرة والإسكندرية وأسوان.

لماذا كثرت الأفلام الشعبية في الفترة الأخيرة برأيك؟

لأنها تعبر عن ثقافة مصر، وتتابعها شريحة كبيرة من المشاهدين، إلى جانب تحقيقها عائداً مادياً مرتفعاً بمجرد طرحها في دور العرض، وما دامت تحقق أعلى نسبة مشاهدة وإيرادات وسط الأفلام الأخرى المطروحة، فلماذا نحرم المشاهدين منها، ولماذا يتذمر البعض من نجاح آخرين.

ولكن ثمة من يعتبرها غير مقبولة اجتماعياً.

إذا كانت هكذا فلماذا نجحت أفلام مثل {عبده موته}، و}حصل خير}، و}قلب الأسد} وغيرها من أفلام أدرك مقدموها الخلطة التي تعجب المشاهدين، وقدموها ضمن أعمال متميزة.

وما التوليفة التي تعتمد عليها في أفلامك؟

أهم نقطة هي مراعاة توقيت عرضها، فمثلا جمهور الأعياد يختلف عن جمهور أي موسم آخر؛ فالأول يريد مشاهدة فيلم قصته مختلفة، ويستمع إلى أغنية تخرجه من الحالة النفسية التي يتخبّط فيها وتفصله عن واقعه، ولا مانع من أن تحتوي على رقصة، ما يمنحه جرعة فنية تشعره بالرضا كونه دفع ثمن تذكرة مقابل متابعة ما يحبه، وإذا نال استحسانه يدخله مرة ثانية أو ربما أكثر.

ما الهدف من هذه الأفلام؟

وجد فن السينما لتحقيق وظيفة عظيمة هي الترفيه وليس التوجيه، نحن من جعل من السينما مدرسة، فالتعليم والتوجيه يكونان في المنزل والمدرسة.

الملاحظ أن الأعمال الجادة التي تتناول قضايا عميقة لا تحقق النجاح المتوقع، على غرار {برتيتا}، {بعد الموقعة}، {مصور قتيل}... فقد حققت نجاحاً فنياً كبيراً ولم تحقق جماهيرية وإيرادات، حتى فيلم {عبده موته} الشعبي عندما قدمناه وأوضحنا في نهايته رسالة مفادها أن طريق البلطجة آخره الموت، ترك البعض هذه الرسالة واعتبر الفيلم شعبياً، وفيه إسفاف ومبالغة رغم أنه لم يشاهده وحكم عليه من خلال إعلان قصير.

من الجمهور المستهدف في {القشاش}؟

الرجل الشعبي الذي يأخذ عيديته من رئيسه في العمل وثقافته غير واسعة ولا يتابع أفلاماً ثقيلة المعنى أو تحمل مغزى عميقاً من ورائها، أو تتضمن سيارات فخمة وقصوراً تُشعره بالعجز وبأنه يفتقد التطور والتكنولوجيا.

 كيف تعبّر عن هذا الرجل في أفلامك؟

ساعدني احتكاكي بهذه الطبقات في التعبير عنها في أفلامي، فأنا أتأثر بها، وفي إحدى المرات قابلت أحدهم وقال لي إنه يتمنى لو يعرف ما بداخل هذه السيارات الفخمة، وكيف تعمل، وكيف يمكن لجهاز التكييف، الذي يجهله بعضهم، أن يعمل في داخلها، وهو لا يحلم بالإجابة عن هذه التساؤلات بشكل أساسي ولا يوقف حياته عليها، بل يهتم بتناول طعامه والنوم في منزله برفقة زوجته، وغيرها من ظروف تجبرنا على التعبير عن معاناة هذه الطبقة وحياتها الصعبة في أعمال سينمائية حتى لو كان عرضها يتم بشكل مكثف.

ومتى تتوقف عن تقديم الأفلام الشعبية؟

عندما ينصرف الجمهور عن متابعتها. ما دام أن المنتجين يحققون من ورائها أموالا طائلة، فهم يستمرّون في تقديمها، لذا اتفقت مع شركة  {دولار للإنتاج السينمائي} على تقديم أفلام عدة بعد نجاح {القشاش}.

وما جديدك؟

نحضر لبرومو جديد لـ {القشاش} سيعرض قريباً وهو مختلف عن الإعلانين اللذين عرضا على الجمهور قبله.

back to top