الكويت تعيد للعراق 44 قطعة أثرية مهربة

نشر في 27-11-2013 | 17:26
آخر تحديث 27-11-2013 | 17:26
No Image Caption
قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة المجلس الوطني ان تسليم الاثار العراقية المهربة للعراق يأتي في سياق مساعي المجلس لتعزيز التعاون بين الشعبين الشقيقين ويمثل ثمرة من ثمار الاتفاقيات الثقافية والأثرية بين البلدين.

واوضح اليوحة في كلمة ألقاها بمناسبة توقيع مراسم الاتفاق الرسمي وتسليم القطع الأثرية العراقية التي ثبت عائديتها للعراق اليوم ان التسليم يأتي ايضا لدعم العمل الثقافي المشترك بين البلدين وترسيخ دعائم الثقافة العربية والاسهام في بناء نهضة عامة على الصعيد الحضاري للوطن العربي.

وذكر ان العراق حظي بتاريخ يعود الى ما قبل الميلاد مما يؤكد أن أراضينا تمتلك تراثا انسانيا كبيرا وارثا تاريخيا عظيما ومنها ارض الكويت حيث أثبتت عمليات البحث الأثري على مدى خمسين عاما أن ارض الكويت تزخر بالأدلة الأثرية منذ العصر الحجري وحتى الفترات الاسلامية المختلفة وبداية نشأة دولة الكويت الحديثة.

واضاف انها كلها أدلة وشواهد على أن باطن هذه الأرض الطيبة لا يحتوي النفط فحسب بل التاريخ العريق والثقافات المختلفة التي احتضنها سطحها في عصور زاهرة قديمة مما يدل على أن هذه الأرض كانت على الدوام مقصدا مهما ونقطة مركزية في الحراك البشري منذ أقدم العصور.

وقال انه حرصا من الكويت على ابراز هذا الارث التاريخي وصونه فقد توجهت في عام 1958 بدعوة للبعثة الدنماركية لتكون أول بعثة تنقيب اثري على ارض الكويت مضيفا انه منذ ذلك العام توالت بعثات التنقيب الأثري الأجنبية والعربية الى الكويت للبحث في أراضيها وفي الجزر التابعة لها عما تحتويه من مخزون اثري.

وذكر ان الكويت شرعت قانون الاثار الصادر بمرسوم أميري رقم 1 لسنة 1960م والذي يعتبر من أقدم قوانين الاثار بدول مجلس التعاون الخليجي مبينا انه من خلال ما تم التوصل اليه من عمليات مسح وتنقيب على مدار هذه السنوات وضعت الكويت على خريطة الحضارات الانسانية وتواصل الدولة مساعيها في الحفاظ على هذا الموروث الانساني من خلال التوجيه بتكثيف العمل بالمواقع الأثرية وحمايتها من أي تعديات وبخاصة المواقع التي تقع ضمن المشاريع الانشائية الجديدة.

وقال اليوحة انه مثلما تحرص الكويت على ارثها التاريخي وتدفع بكل الوسائل المشروعة التي تحمي هذا الارث فانها أيضا تحرص على حماية التراث الثقافي لأي دولة شقيقة أو صديقة وذلك انطلاقا من التزامها بمواد قانون الاثار الكويتي وبالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تعنى بحماية التراث الثقافي العالمي من اخطار السرقة والنهب أو التدهور أو التبديد أو الزوال .

وذكر ان اللقاء الذي يجمعنا اليوم لتسليم القطع الأثرية العراقية الى الجانب العراقي والتي كانت قد خرجت بطريقة غير مشروعة وتم التحفظ عليها في الكويت من أجل تسليمها الى العراق ترجمة صادقة لهذا الالتزام الأخلاقي بالمعاهدات والمواثيق الدولية.

واعرب عن الشكر لرجال الأمن الكويتي على تعاونهم مع الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في تفعيل قانون الاثار وفي مواجهة عصابات الاتجار بالاثار واحباطهم لأي عمليات قرصنة أو تهريب لقطع أثرية عبر منافذ الدولة خاصة اذا كانت هذه الاثار تخص دولة شقيقة مجاورة وعن الشكر لادارة الجمارك على ما تقوم به من اجراءات تفتيش وتدقيق تسهم في الكشف عن هذه المسروقات.

من جانبة ثمن السفير العراقي محمد حسين بحر العلوم في كلمته هذه الخطوة من دولة الكويت مؤكدا متانة العلاقة الأخوية بين البلدين على المستوي الرسمي والشعبي.

وقال ان متاحف العراق تعرضت لعملية سرقة اثار كثيرة بعد عام 2003 ويقال انها اكبر عملية سرقة منظمة في التاريخ حيث تم سرقة وتهريب حوالي 15 ألف قطعة أثرية مضيفا انه منذ هذا التاريخ والعراق يسعى جاهدا من اجل التعاون الجاد مع كل دول المنطقة والدول الشقيقة والصديقة في محاولتهم الجادة لاستعادة هذا الارث الحضاري الكبير.

وذكر ان العراق تمكن من استعادة حوالي 5000 قطعة اثرية عليها ختم المتحف الوطني العراقي والكثير من القطع التاريخية التي نهبت من مواقع اثرية بمختلف المدن العراقية مبينا ان هذا الارث يمثل تاريخا كبيرا لحضارات المنطقة العربية الاسلامية.

واعرب عن الشكر لكل التعاون الدولي المتمثل في جهود دولة الكويت الشقيقة في الحفاظ على هذه المسروقات التاريخية طوال هذه المدة الزمنية والتنسيق الكامل مع الفريق العراقي الفني في قدومه الى دولة الكويت في يونيو الماضي وتقديمه كل الامكانات المتاحة في الكشف واثبات عائدية هذه التحف الى العراق.

وقال بحر العلوم اننا نعيش هذه الاحتفالية تتويجا لكل التعاون الايجابي وتطور العلاقات مع دولة الكويت وتثبيتا لكل الاتفاقيات الدولية والثنائية الموقعة مع الدولة الشقيقة في المساعدة وتطوير العلاقات الثقافية بين البلدين التي سوف تزيد من عرى العلاقة بين الجاريين الشقيقين. من جانبة قال مدير منظمة اليونسكو في دولة الكويت عبداللطيف البعيجان ان الجهود كانت مثمرة بين دولة الكويت وخبراء منظمة اليونسكو بمشاركة خبراء الاثار العراقيين للتثبت من عائدية هذا القطع الأثرية للجمهورية العراقية حيث أثبتت الدراسات أن هذه القطع الأثرية أصلية وتعود لدولة العراق.

وافاد بأن التعاون بين الدول في مثل هذه الحالات يكون على مستوى القنوات الديبلوماسية والثقافية والأمنية مبينا انه تم التعاون على كل المستويات بين دولة الكويت والجمهورية العراقية بمشاركة اليونسكو منذ أن تم الإعلان عن قطع أثرية مسروقة وتم ضبطها في الكويت.

يذكر ان الحفل ياتي تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية الاثار واعادتها الى بلدانها الأصلية.

back to top