لبنان: الأنظار تتجه إلى «النووي» وانعكاساته
الجميّل يحمل على «حزب الله»... والحريري يتهمه بتقديم تأشيرات للإرهاب
يفتتح الاسبوع السياسي في لبنان اليوم على وقع الاتفاق الذي توصّلت إليه القوى الكبرى وإيران فجر أمس بشأن البرنامج النووي الإيراني. ويتابع المراقبون انعكاسات هذا التطور الاستراتيجي على الساحة الداخلية اللبنانية بسبب ارتباط الفرقاء في الداخل بأجندات خارجية. ووصف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أمس الاتفاق بأنه "إيجابي"، داعيا "الدول العربية والعالم كله الى الالتفات الى البرنامج النووي الإسرائيلي الذي يضم ترسانة ضخمة تهدد أمن المنطقة".
الجميل إلى ذلك، أعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل أن "الحزب هو حزب الشهداء لا حزب السلاح"، قائلاً "رجاءً، لا تُخطـئوا العنوان، نحن جماعة لا ترهبها تصاريح من هنا وهناك ولا صواريخ ولا أنظمة جائرة ولا طائرات، نحن جماعة لا تبحث عن أعداء لكنها ترد العدوان، نحن جماعة لا تبحث عن السلاح لكنها تقاوم كل سلاح". وقال الجميل خلال الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس "الكتائب" أمس: "ما باله حزب الله يرفع الصوت ضد شركائه في الوطن، ما بالُه يخرُج عن الانتظام العام، ما بالُــه يَطـــرَح نمطَ حياةٍ غريباً عن نمطِ حياةِ اللبنانيين، بمن فيهم الشيعةُ، وعن تقاليدِ لبنان وقيمِه وهويّــــــتِه، لقد تفاهمنا معاً في هيئةِ الحوارِ الوطني على أن يكونَ سلاحُه داعماً للدولة اللبنانية في إطارِ استراتيجيةٍ دفاعية يقودها الجيش اللبناني، وليس أن يكون سلاحه في خدمة أنظمة خارجية في إطار استراتيجية إقليمية لا علاقة لنا بها". الحريري في موازاة ذلك، أشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في مقال له نشر في صحيفة "المستقبل" أمس، إلى أن "أحد الانتحاريين اللذين نفذا عملية التفجير التي استهدفت السفارة الإيرانية، شاب لبناني من مدينة صيدا ومن عائلة مشهود لها ولرجالاتها بالاعتدال والعمل في سبيل خدمة المدينة وكل الجنوب، أمر يضاعف الألم الذي أصاب اللبنانيين جراء التفجير الإرهابي، ويكشف عن المخاطر الكامنة في المجتمع اللبناني والإسلامي والتي تنمو وتكبر على وقع انقسامات كبرى تغذيها عوامل القهر والتحدي والاستقواء، والتورط العسكري غير المحسوب في الحرب السورية". وأضاف: "صيدا كما المناطق والمدن الأخرى، لن تقر لحزب الله واتباعه، الحق في تسليح السرايا والمرتزقة والتهويل بالسلاح على كل شأن سياسي، ولن تقدم للحزب واتباعه أي براءة ذمة تجاه الحرب التي يخوضها ضد الشعب السوري، والتي لن تنجح كل عمليات التجميل السياسي والإعلامي في التخفيف من آثارها وأضرارها على الاستقرار الداخلي".