أجمع المشاركون في أمسية تأبين الفنان أيوب حسين على تفرده في مجالات التربية والرسم والأدب، معتبرين تجربته الأكثر التصاقا بالموروث المحلي لأنه عاشق التراث والبيئة الكويتية.

Ad

جاء ذلك خلال أمسية تأبين أيوب حسين تحت رعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب سلمان الحمود، وحضور الأمين العام للمجلس الوطني علي اليوحة، والأمين المساعد لقطاع الثقافة والفنون د. بدر الدويش وجمهور كبير من الفنانين والمثقفين وأسرة الراحل ومحبيه.

تضمَّن التأبين شهادات معاصريه، أستاذاً ومربياً وفناناً موجهاً، وقصيدة رثاء إضافة إلى معرضين الأول يشمل مجموعة من اصداراته والآخر يضم عددا من أعماله التشكيلية وكذلك يضم فيلما يوثق لأبرز محطات الراحل عبر الصور ومقتطفات من مقابلة تلفزيونية.

بكلمات مؤثرة لعريف الحفل المذيع عبدالوهاب العيسى استذكر فيها عطاء الراحل المتنوع في مجالات التربية والتعليم والفن والتراث والأدب، انسابت فقرات الامسية، ثم أعقبه في الحديث، مدير مكتبة الكويت الوطنية الدكتور حسين الانصاري في كلمة ألقاها نيابة عن وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، أكد فيها ان المبدعين يصنعون مجد أوطانهم ويضيئون مشاعل الحضارة ليكون الغد أجمل، معتبراً أن الراحل يستحق التكريم لما تركه من إرث فني وأدبي حفر اسمه في سجل الخالدين إذ سيبقى هذا المنجز في ذاكرة الوطن ووجدان الشعب جيلا بعد جيل.

وبدورها، امتدحت رئيسة المجلس الاستشاري لمكتبة الكويت الوطنية الدكتورة كافية رمضان تجربة الراحل، مبينة أن المميزين هم الذين يرتبطون عضويا بأسماء أوطانهم فيضيفون إلى لوحة وطنهم جمالا لا تغيبه الايام ولا تأخذ بريقه السنون.

وتلفت رمضان الى سعي المكتبة لانجاز مشروع «ذاكرة الوطن» الذي يؤرخ لحضارة دولة الكويت ويخلد أسماء المميزين فيها لتبقى في ذاكرة الاجيال جيلا بعد جيل ويحرص هذا المشروع على توفير البيانات والصور لكل تلك الذاكرة.

وتحدث رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية الدكتور عبدالله الغنيم عن الراحل أيوب حسين مشدداً أنه من المبدعين الذين يفاخر بهم وطننا لأنه يعد رافدا من روافد التراث الكويتي إذ قدم من خلال فرشاته وقلمه موسوعة حية عن الكويت في أربعينيات القرن الماضي، مضيفا: «يعتزم مركز البحوث والدراسات الكويتية اصدار كتاب جديد للراحل يتضمن أكثر من مائة صورة تمثل مجموعة من الادوات والاشياء التي كان الكويتيون يستخدمونها قديما».

ومن جهته، أورد الامين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدر الدويش جانباً من تجربته الشخصية مع منجزات الراحل اثناء تحصيله العلمي، معتبراً أن الأعمال الفنية للراحل وسيرته موجودة وستبقى تدل على ابداعه الذي لا يمكن أن يغيب برحيل جسده، مضيفا: «ومن واجبنا ان نحافظ على الإرث المتنوع الذي تركه الراحل ونقدمه الى أبناء وطننا، لأنه نموذج فريد في حب الوطن والعطاء الانساني والجهد الابداعي الخلاق».

ثم عبّر حسين ابن الراحل، أيوب حسين عن تقديره للجهات المنظمة للتأبين، مؤكداً أن أعمال والده تعد مصدرا لماضي الاباء والأجداد في زمن لم تكن فيه أجهزة تصوير أو أفلام توثيقية بل كانت فرشاة الراحل وقلمه يوثقان كل سكة وصيهد ومدرسة ومسجد أو بيت أو باب دخل منه او وقف بجانبه. وأردف: «اننا ودعنا بالامس القريب أبا للتراث الكويتي وعاشقه وحافظه وموثقه وبرحيله فقدت الكويت علما من اعلامها ورائدا من روادها فقد أحب رحمه الله الكويت بصدق وتجلى حبه لها في أعماله التي ارخت تاريخها وثقافتها القديمة سواء في لوحاته أو كتبه».

وبشأن دور الراحل النقابي التربوي، تحدث رئيس جمعية المعلمين الكويتية متعب العتيبي، ممتدحاً ما قدمه الراحل في توثيق الحياة الكويتية عبر مجلة المعلم الصادرة عن جمعية المعلمين، كما اقترح عبدالعزيز المطوع تسمية أحد المرافق التربوية أو التراثية باسم أيوب حسين.

وعبر الدكتور عبدالله الحداد عن عميق حزنه لرحيل أيوب حسين في كلمة ألقاها بالإنابة عن الفنانين التشكيليين، مستذكراً أعماله التي استقرت بوجدان المتلقي، ويستعرض قدرته على تجاوز العقبات إذ كان يصطحب تلاميذه إلى البر أو البحر لممارسة الرسم حينما لا يجد مرسماً.

وفي فقرة شعرية، قرأ عبدالله المسلم نصاً للشاعر فيصل المسلم بعنوان «هامة التاريخ» نقتطف منه هذا المقطع:» أيوب ان ترحل ذكرك بيننا/ يعلو بأبناء يعز ويرفع/ هذي الكويت نجومها لا تنطفي تبقى وإن غابت تشع وتلمع/ أرض يطيب الزرع في أحشائها/ بوركت يا أرض وبورك زارع.

واختتمت الأمسية بكلمة مقتضبة لحفيدة الراحل، دانة العصفور، أكدت فيها على صعوبة الفراق وألم الرحيل، معبرة عن مشاعر الطفولة تجاه جدها المعلم، وقالت:

«نعدك يا جدي الغالي أننا سوف نسير على خطاك لنكون خير خلف لخير سلف».