المخرج هاني جرجس فوزي: النقد في مصر يعتمد على الانطباعات الشخصية

نشر في 27-01-2014 | 00:02
آخر تحديث 27-01-2014 | 00:02
No Image Caption
عاد المخرج هاني جرجس فوزي إلى الإخراج من خلال فيلم «جرسونيرة» الذي طرح في دور العرض أخيراً.
في لقائه مع «الجريدة» يتحدث هاني عن الفيلم والمشاكل التي واجهته ويردّ على الانتقادات التي تعرّض لها.
ما الذي حمّسك لإخراج الفيلم؟

إعجابي بالسيناريو الذي كتبه حازم متولي، وقد اخترته من بين مجموعة من السيناريوهات، من ثم جمعتني جلسات عمل مع حازم، تحدثنا فيها عن الفيلم وشرحت له وجهة نظري كمخرج، واتفقنا على التفاصيل قبل بداية التصوير، من بينها مشهد النهاية الذي لم يكن موجوداً في السيناريو.

هل كنت على علم بأن الفيلم سبق أن صوّر مع فريق عمل آخر؟

بالطبع، إنما طريقة تصويره بدائية ولم يعرض على شاشات التلفزيون. فوضعت رؤيتي كمخرج بطريقة مختلفة عن تلك التي صُوِّر بها.

هل ثمة مشكلة في تصوير فيلم مرتين؟

لا، بدليل عرض فيلمي «الراعي والنساء» و»رغبة متوحشة» في الموسم السينمائي نفسه مع أبطال مختلفين، وهما يتناولان القصة نفسها والمضمون ذاته ولكن بمعالجة مختلفة.

ألم تشعر بالقلق من أن الأحداث تجري في مكان واحد؟

اعتبرت هذا الأمر تحدياً بالنسبة إلي، خصوصاً أن البعض قد يعتقد أن الفيلم الذي تجري أحداثه في مكان واحد ومع ثلاثة ممثلين هو ممل وفاشل، لذا حاولت تغيير هذه النظرة، وأعتقد أنني نجحت في ذلك، وهو ما يتضح من رد فعل الجمهور وإعجاب غالبيتهم به.

كيف تفاديت الملل؟

من خلال طريقة التصوير التي اتفقت عليها مع الفنان سامح سليم، مدير التصوير، بحيث نغيّر حركة الكاميرا وفق حركة الممثلين، والديكور المبهر والأغنية التي عبّرت عن مضمونه.

لماذا اخترت غادة عبد الرازق لبطولة الفيلم؟

لأن شخصية السيدة الجميلة التي ترافق السياسي المعروف مناسبة لها، وهي أول اختيار لي بعد قراءة السيناريو، فضلا عن أنها تستجيب لرغبة المخرج وتنفذ تعليماته حتى لو لم تكن مقتنعة بها، وهو ما حدث في مشهد النهاية، إذ كانت ترغب في تصويره وهي باكية، لكني طلبت منها أن تكون مبتسمة وبحالة نفسية هادئة، وعندما شاهدته في عرض الفيلم أعجبت به واقتنعت بوجهة نظري.

ما رأيك بالنقد الذي تعرضت له غادة بسبب عمرها؟

لا علاقة للجمال بالعمر، معظم النجمات يحافظن  على الرشاقة والقوام المثالي سواء في مصر أو خارجها، فهل يستطيع أحد القول إن أنجلينا جولي ليست جميلة أو لا تصلح في أدوار الإغراء؟ وغيرها من أمثلة.

بالنسبة إلى غادة فالدور مناسب لمرحلتها العمرية، إذ عندما تكون امرأة رفيقة لرئيس حزب سياسي ورجل أعمال على أعلى مستوى، ويخصص لها شقة تقيم فيها، لا بد من أن تكون في نهاية الثلاثينيات أو بداية الأربعينيات من عمرها، وهو عمر غادة تقريباً.

لكن غادة أصبحت جدّة.

بما أنها أنجبت ابنتها الوحيدة في سن صغيرة من الطبيعي أن تصبح جدة في سن مبكرة، وهي لم تطلب أي تعديلات على السيناريو بل نفذته كما هو. للأسف، بات النقد في مصر يعتمد على الانطباعات الشخصية والمواقف المسبقة من أسرة العمل أكثر من كونه نقداً تحليلياً قائماً على علم أكاديمي.

هل وجدت صعوبة في ترشيح باقي الأبطال المشاركين في الفيلم؟

كانت لدي مشكلة في شخصية رئيس الحزب التي جسدها نضال الشافعي، إذ رفض فنانون كثر تجسيدها وفضلوا  شخصية اللص التي جسدها منذر رياحنة، رغم أن شخصية السياسي برأيي أصعب من شخصية اللص، كونها مركبة ومتناقضة وتعتمد على الأحاسيس في انفعالاتها وتصرفاتها طوال الفيلم. كذلك كانت لدي مشكلة تتعلق بأجور الفنانين العالية، في توقيت يتجنب المنتجون فيه الموازنة الضخمة لأعمالهم، وقد رفض كثر تخفيضها وبناء على ذلك اعتذروا عن المشاركة.

كلمة «بهدوء» التي يردّدها اللص في الفيلم، هل أضيفت خلال التصوير؟

اقترح الكلمة منذر خلال التحضير للفيلم، وعندما تفوه بها في أول مشهد أثناء التصوير كانت جيدة، من ثم راح يردّدها في المشاهد الأخرى. برأيي أضافت إلى الشخصية على المستوى الفني.

لماذا كتبت الأسماء على شارة الفيلم بحسب ترتيب الظهور؟

 

أتبع هذا الأسلوب في أعمالي السينمائية كافة كي لا يشعر أي من الممثلين بأنني ظلمته في ترتيب وضع اسمه، وهو ما فعلته في «جرسونيرة» أيضاً.

برأيك، هل ظلم الفيلم دعائياً؟

بالتأكيد، فهو لم يحصل على حقه بالدعاية كغيره من أفلام سينمائية عرضت قبله، لكنه حقق لغاية الآن إيرادات جيدة من خلال الدعاية الجماهيرية له.

لماذا ابتعدت عن الإنتاج؟

بسبب ظروف سوق السينما، وعدم تمكني من إنتاج فيلم وتحمّل الخسارة لمجرد أنه يناقش قضية بجدية. فالأفلام في دور العرض لا تستردّ كلفتها والتسويق في الخارج مقفول، ما اضطر المنتجين إلى الإحجام عن تقديم أفلام جيدة، باستثناء السبكي الذي يطرح أفلاماً بكلفة قليلة تحقق له الملايين، وشركة «دولار فيلم» التي ينفق عليها صاحبها من أعمال أخرى غير السينما.

back to top