وعدنا إلى شهر المسلسلات، وهو شهر رمضان الذي اتفقت كل شركات الإنتاج التلفزيوني على أن يكون هو الشهر المفضل لديها، والذي تحشد له كل ميزانياتها وطاقاتها الإنتاجية لإنتاج أكبر عدد من المسلسلات والأعمال الدرامية التي تغذي السنة كلها، لتعرضها فيه وتحقق أعلى المكاسب المادية، بسبب زيادة طلب القنوات الفضائية لها، وبفضل هذا الإنتاج الضخم تحول الشهر الكريم الذي يجب أن تكثر فيه العبادات ومراجعة النفوس وتطهيرها إلى شهر متابعة القنوات وما يعرض فيها.
وأنا أيضا من هؤلاء الذين يتابعونها بسبب طول فترة الصيام في الخارج حيث تبلغ 19 ساعة، ما يمنح المرء فرصة أداء فرائضه وقراءة القرآن وأيضا تخصيص فترة للمشي في الحدائق وممارسة التأمل فيها أو قضاء الوقت في القراءة أو الكتابة، ومع هذا هناك وقت طويل لا ينتهي، خاصة أن السفر يخلصني من المشاغل والارتباطات المنزلية والاجتماعية وغيرها من مختلف الأعمال التي لا توجد في السفر، ما يتيح لي فرصة متابعة التلفزيون الذي غالبا لا يُفتح في الكويت، وبسبب طول نهار الصيام هنا يأتي دور المسلسلات للقضاء على الوقت والتهامه.يبقى توظيف هذا الوقت في معرفة اختيار الأفضل منها حتى تكون هناك استفادة من المعرفة وتحقق المتعة الفنية في مشاهدتها، لهذا دائما أحاول تحقيق هذه المعادلة على قدر الإمكان في اختيار أفضلها بالنسبة لتذوقي الفني والمعرفي.وفي حصيد هذا الرمضان تنوع كبير من الأعمال الفنية الدرامية، مثل مسلسلات الإثارة والتشويق التي يكون غالبا التمثيل فيها جيدا والمشاهد مكتوبة بحرفية عالية تشد المشاهد لمتابعتها، لكنها في النهاية لا تترك أثرا في ذاكرته ولا بصمة في وجدانه، وهناك المسلسلات الاجتماعية التي تكون أحيانا لا قيمة لها فهي مجرد ثرثرة وإعادة لحكايات مماثلة سبق عرضها مليئة بالترهل والملل، وهذا القول لا ينطبق على كل الأعمال فهناك أيضا الجيد منها.وهناك المسلسلات الأيقونات التي اكتمل فيها قوة النص وجودة التمثيل والإخراج وقيمة العمل الفنية وجودته، هذه المسلسلات ولدت لتعيش ولتُشاهد أكثر من مرة، وفي كل مرة يجدها المشاهد عملا عظيما، ومثال على ذلك مسلسل ليالي الحلمية بكل أجزائه، ومعظم أعمال الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة، وأيضا مسلسل الخواجة عبد القادر الذي أبدع في تمثيله يحيى الفخراني، كذلك مسلسل شارع عبدالعزيز، ومسلسل ذات، وبدون ذكر أسماء، وغيرها.ولرمضان هذا العام اخترت للمشاهدة المسلسلات الآتي ذكرها: سرايا عابدين، وهو إنتاج ضخم يضم كوكبة كبيرة من النجوم المتميزين، والأهم هو أن كاتبة المسلسل كويتية، وهي هبة حمادة، التي أتمنى لها نجاح المسلسل، وكعادتي في مشاهدة أي عمل يقوم به يحيى الفخراني سأتابع له مسلسل "دهشة"، الذي يخرجه ابنه شادي المتميز في الإخراج، فهو الذي أخرج مسلسل الخواجة عبدالقادر، وهناك مسلسل "سجن النساء" المأخوذ من مسرحية للقديرة فتحية العسال التي توفيت قبل عرضه، وكتبت السيناريو الكاتبة المتميزة مريم نعوم، ومن إخراج كاملة أبوذكري، وهما تشكلان علامة نجاح لأي عمل، وأيضا مسلسل "صديق العمر" الذي يحكي عن العلاقة بين جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، ويقوم بالتمثيل فيه جمال سليمان والممثل الجبار باسم السمرة، والجزء الثاني من مسلسل "شارع عبدالعزيز" الذي كان من أنجح وأفضل إنتاج عام 2012، ومن المسلسلات الكوميدية التي أصبحنا في أمس الحاجة لها بسبب كل هذه الأوضاع العربية المحزنة سأختار مسلسل "كيد الحموات" الذي تجتمع فيه نخبة من ممثلات الكوميديا، وأيضا مسلسل "العملية ميسي" لأحمد حلمي و"دلع البنات" لمي عز الدين، وهو من إخراج المخرجة المتميزة شيرين عادل.ولأول مرة يُمنع مسلسل من العرض بسبب مواقف العاملين به، فالكاتب هو بلال فضل والممثل عمرو واكد والممثلة بسمة، واسم المسلسل "أهل إسكندرية".المسلسلات كثيرة، قسمت وفصلت لكل النجوم في مصر، فهناك مسلسل لعادل إمام ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي ومحمود حميدة وإلهام شاهين وليلى علوي، ومن نجوم الغناء هناك مسلسل لعمرو دياب وأيضا تامر حسني وهيفاء وهبي.أصبح شهر رمضان مصدر رزق لأن رمضان كريم على الجميع.
توابل
المسلسلات كمان وكمان
07-07-2014