الأهداف المحتملة لـ«مفخخة الاستقلال» تضع كل اللبنانيين في دائرة الخطر

نشر في 25-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 25-11-2013 | 00:01
تشير التقارير الخاصة بالتحقيقات في شأن السيارة المفخخة التي اكتُشفت في البقاع الشمالي يوم الجمعة الماضي بالتزامن مع احتفال لبنان بالذكرى الـ70 لاستقلاله، إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية اللبنانية لاتزال في دائرة تفحص كل الاحتمالات والسيناريوهات المحتملة، وأن التحقيقات لم تمسك بعد بطرف خيط يمكن أن يؤدي الى الكشف عن حقيقة المسار الذي كانت السيارة تنوي سلوكه وصولاً الى الهدف.

غير أن جهات سياسية رسمية تشير الى أن السلطات اللبنانية تعمل على أكثر من سيناريو:

1- أن تكون السيارة المفخخة الجديدة في إطار سلسلة العمليات التي تقوم بها جهات من المعارضة السورية المسلحة ضد أهداف في مناطق سيطرة حزب الله. في هذا الإطار، تحدثت تقارير صحافية عن إمكان أن تكون الضاحية الجنوبية لبيروت هدفاً للسيارة، في حين أشارت تقارير أخرى الى احتمال أن يكون الهدف في مناطق نفوذ الحزب بقاعياً أو جنوبياً.

2- أن تكون السيارة المكتشفة في إطار الرد على عملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت. وتشير الجهات الرسمية اللبنانية في هذا الإطار الى أن "الرد" لا يعني بالضرورة أن يكون حزب الله هو المعني بالسيارة. ولكن الخطورة تكمن في احتمال أن تكون الجهة ذاتها التي تقف وراء تفجيري السفارة الإيرانية تعمدت في إطار خطة لإشعال الحرب المذهبية بين السنة والشيعة في لبنان إرسال سيارة مفخخة باتجاه أهداف سنية معينة لتظهير العملية وكأنها رد على تفجيري السفارة الإيرانية استكمالاً لخطة تهدف الى تفجير الساحة اللبنانية.

وتلفت الجهات اللبنانية الرسمية في هذا الإطار الى أن السيارة المفخخة اكتُشفت فجر يوم الجمعة ما يجعل المعنيين بالتحقيق يضعون في الحسبان احتمال أن يكون هدفها أمكنة العبادة السنية أو الشيعية.

3- وبما أن يوم الجمعة الماضي كان يوم عطلة رسمية في لبنان لمناسبة "عيد الاستقلال" فإن التحقيقات لا تسقط من حساباتها أن تكون السيارة قد أرسلت لاستهداف الاحتفال الرسمي الذي تمثل بالعرض العسكري الذي أقامه الجيش اللبناني على ساحل وسط بيروت، مباشرة أو من خلال استهداف الطوابير والقوافل العسكرية بعد انتهاء الاحتفال في طريق عودتها الى مقراتها، كما من خلال احتمال استهداف مواكب شخصيات وقيادات رسمية وحزبية في طريقها الى المشاركة في الاحتفال أو في طريق عودتها من المشاركة في الاحتفال. وتنطلق الجهات الرسمية في قراءتها هذه من سابقة استهداف الرئيس الراحل رينيه معوض يوم عيد الاستقلال.

4- أما السيناريو الرابع الذي تتوقف عنده الجهات الرسمية اللبنانية فيتخوف من أن تكون السيارة المفخخة موجهة الى أحد المجمعات التجارية في يوم العطلة الذي يستغله اللبنانيون للخروج من منازلهم، ما كان سيؤدي الى خسائر بشرية فادحة.

5- ولا يسقط المعنيون بالتحقيقات من حساباتهم إمكان أن تكون السيارة المفخخة قد أعدت للتفجير بعد أيام قليلة من اكتشافها بحيث تكون موجهة الى إحدى دور العبادة المسيحية أو الى احتفالات سياسية ومهرجانات حزبية تشهدها بيروت في هذه الأيام.

وترى الجهات السياسية اللبنانية أنه مهما كان هدف السيارة المفخخة المكتشفة ووجهتها، فإن الثابت هو أن لبنان مقبل على مرحلة أمنية عصيبة وخطيرة لا يمكن أن تنحصر ارتداداتها السلبية وذيولها بأثمان يدفعها فريق واحد من اللبنانيين، وإنما بآثار لا تستثني أحداً من فرقاء النزاع.

back to top