لماذا «الضوء هو الحياة»؟

Ad

بما أنه تقرر تكريم مدير التصوير طارق التلمساني في «المهرجان القومي للسينما» في دورته التي أقيمت أخيراً، وإصدار كتاب في المناسبة يتناول أعماله وقيمتها الفنية، وقع اختيار المخرج سمير سيف، رئيس المهرجان، عليّ لإنجاز هذا الكتاب، وعندما عرض عليّ الفكرة وافقت ولكن بعد تفكير طويل.

 ما الأمور التي فكرت فيها قبل الموافقة؟

لا بد من أن أكون مقتنعاً بالفنان الذي أكتب عنه، وأن تكون ملاحظاتي الإيجابية على أعماله أكثر من ملاحظاتي السلبية، لا سيما أن الكتاب يندرج في إطار تكريمه ويجب مراعاة ذلك، فضلاً عن أنني أستمتع بالكتابة عن زملاء مهنتي المتميزين.

هل يعني ذلك أنه طلب منك الكتابة عن مصورين آخرين ورفضت؟

بالفعل عرض عليّ، أكثر من مرة، الكتابة عن مصورين، لكنني اعتذرت لعدم قناعتي بهم، على مدى حياتي المهنية كتبت كتابين أحدهما  عن محسن نصر والثاني عن طارق التلمساني، وكل منهما من كبار مديري التصوير الذين أثروا قطاع التصوير السينمائي في مصر وأصبحت لهم مدرستهم الخاصة.

ألا تجد حرجاً في الكتابة عن زميل لك؟

البعض يعتقد ذلك، وقد نصحني أصدقاء بعدم إنجاز هذا الكتاب، فإن المصور، برأيي، أفضل من يستطيع الكتابة عن مصور آخر، لأننا نعلم جيداً أسلوب كل منا في التصوير، ويمكننا الحديث عن ذلك بالتفصيل.

كيف تتعامل مع زملائك في المهنة؟

أتعامل بموضوعية معهم، وأفرح عندما يقدمون أعمالا جيدة  ولا أغار منهم، كما قد يعتقد البعض. أتذكر أنني كنت مشاركاً في إحدى دورات «المهرجان القومي للسينما» بفيلم «حسن اللول»، واعتقدت بأنني سأحصل على جائزة التصوير لأنني أستحقها، ولكن أثناء المهرجان شاهدت فيلم «المهاجر» ليوسف شاهين،  وكان رمسيس مرزوق مدير التصوير، فقلت للجميع إن رمسيس هو الذي يستحق جائزة التصوير وليس أنا، وحصل ذلك بالفعل.

لماذا اخترت  «الضوء هو الحياة» عنواناً للكتاب؟

أثناء حواري مع طارق التلمساني، ولدى إجابته عن أحد أسئلتي، قال إن الضوء بالنسبة إليه هو الحياة، أعجبتني العبارة ووجدتها معبرة عن التلمساني وعن أسلوبه في التصوير،  فقلت له إنها ستكون عنوان الكتاب ورحب بشدة.

لماذا أجريت حواراً مع التلمساني قبل  الشروع في الكتابة؟

كان الحوار ضرورياً بالنسبة إلي، إذ وضعت يدي، من خلاله، على بعض مفاتيح التلمساني،  الشخصية والمهنية، التي ساعدتني في إنجاز مهمتي، كذلك  كان مهمّاً أن أقدمه لجمهوره من خلال نفسه، ليتعرف إليه عن قرب وإلى رؤيته لمهنته وللحياة والظروف  التي أثرت حياته المهنية.

ما الفارق بين كتابتك عن محسن نصر منذ عشر سنوات، ثم كتابتك عن التلمساني أخيراً؟

تختلف الكتابة عن  طارق التلمساني لأنه درس في معهد مختلف عن معظم المصورين المصريين، ونال شهادة الماجستير في الفن في معهد السينما بموسكو (1981)، لذلك قررت أن يكون طارق التلمساني وأعماله الإبداعية، النافذة التي نطل منها على صورة سينمائية مختلفة، لها أساتذتها العظماء الذين أبدعوا في المدرسة الروسية.

يقول طارق التلمساني في حوارك معه، إن مدير التصوير مبدع وليس مجرد منفذ لأفكار المخرج،  فإلى أي مدى تتفق معه في ذلك؟

أتفق معه تماماً، وأنا أشبّه عمل مدير التصوير في السينما بالترس الذي يعمل ليحرك  مجموعة أكبر من التروس في توافق حركي وزمني وإبداعي جميل، ولا بد من أن يكون مبدعاً له رؤيته، ويضيف إلى المعنى الدرامي المطلوب، وليس مجرد منفذ لرؤية المخرج، وإلا لما كانت  ثمة فروق بين مصور وآخر.

ألا يمكن أن يحدث تصادم بين رؤية المخرج ورؤية مدير التصوير؟

يحدث ذلك في بعض الأحيان، ويكون الحل في النقاش للتوصل إلى وجهة نظر متقاربة يتم تنفيذها، في النهاية لا بد من أن تكون الكلمة للمخرج لأنه صاحب القرار الأخير.

هل يعني ذلك أن العلاقة بين المصور والمخرج يشوبها توتر أحياناً؟

بالفعل قلة من المخرجين تغار  من مدير التصوير المتميز عندما تسلط الأضواء عليه، لا يحدث ذلك في مصر  فحسب، بل في العالم أجمع، لأن المخرج يشعر بأنه صاحب العمل ويريد تسليط الأضواء عليه وحده.

ما رأيك بالأجيال الجديدة من المصورين السينمائيين؟

تضم شباباً متميزين في مجال التصوير، لن أذكر أسماء حتى لا أنسى البعض، وأرى أنها أجيال محظوظة، لأن التطور العظيم في مجال التصوير يسهل العمل إلى حدّ كبير.