الفرق المسرحية الجديدة تنعش المسرح المصري بعد عرض «تياترو مصر»

نشر في 20-01-2014
آخر تحديث 20-01-2014 | 00:01
فتحت مسرحية {تياترو مصر} للفنان أشرف عبد الباقي المجال أمام تكوين فرق مسرحية والاستعانة بها في عروض ضخمة، ما يبشر بإمكان إخراج المسرح من الركود الذي يسيطر عليه. وقد أثارت هذه الخطوة ردود فعل إيجابية وأشادت بها في معظمها.
يوضح أشرف عبد الباقي في تصريح لـ {الجريدة} أن الشباب الذين يشاركونه في الفرقة عددهم 22 شاباً وفتاة، تحمّس لهم بعد عمله معهم في ست كوم {راجل وست ستات} (320 حلقة).

يضيف أنه عندما يشاهد ممثلا موهوباً في عرض في مركز للشباب، أو في جامعة، أو في قصور ثقافة كان يتصل به ويطلب منه تجسيد مشهد صغير، وإن أثبت جدارة يمنحه فرصة المشاركة في إحدى حلقات الست كوم، هكذا حتى أصبح لديه فريق كبير يتمتع بطاقات وإمكانات هائلة، ويعشق المسرح، لذا يتوقّع أن يصبح هؤلاء الشباب أبطالا في الأعمال المقبلة.

يؤكد عبد الباقي أن سوق التمثيل يضم شباباً قد يكونون أكثر موهبة من فرقته، ويحتاجون إلى من يمد لهم يد المساعدة، رافضاً اعتبار ما يفعله واجباً عليه كفنان ويقول: {لا أريد الدخول في مسميات، والإشارة إلى أن من لا يقوم بهذه المهمة مخطئ؛ كانت الفرصة متاحة أمامي لمساعدة وجوه جديدة، وقد لا تتوافر مساحة لدى فنان آخر لتضمين عمله مجموعة أخرى منهم. أعتقد أنه إذا نجحت المجموعة الموجودة في {تياترو مصر} يكرر بعض الزملاء التجربة نفسها أو يطلبون أفرادها للمشاركة في أعمالهم بأدوار صغيرة ثم كبيرة}.

تجربة جيدة

يصف الممثل أحمد بدير تجربة أشرف عبد الباقي بأنها جيدة، وتضيف إلى هذا الصرح الثقافي وإلى الحياة الفنية وتثريها، وتمنى له التوفيق فيها، موضحاً {أننا بحاجة إليها في هذا التوقيت، لا سيما بعد الأزمات التي يمرّ بها المسرح}.

يضيف أن هذه الوجوه الجديدة ليست بحاجة إلى وجود ممثلين مشهورين، ما دام يقودها ممثل لديه خبرة في العمل المسرحي، يجيب عن تساؤلاتها، ويمنحها الكثير من علمه، ويشكل عنصر جذب للجمهور في الوقت نفسه، رافضاً فكرة أن تكون الفرقة بالكامل من الوجوه الجديدة، لأنها لن تنجح جماهيرياً، واستدل على حديثه بتجارب لم تحقق إقبالا لعدم معرفة المتفرجين بأبطالها.

لأنها مبادرة محمودة، طالب رئيس البيت الفني للمسرح فتوح أحمد بضرورة وجود ما لا يقل عن 20 فرقة مثلها لتقدم عروضاً متنوعة على المسارح كافة، وألا يضع الفنانون الأرباح المادية التي سيجنونها من وراء هذه العروض في المقام الأول، واستبدالها بالمصلحة الأهم، وهي عودة الجمهور إلى المسرح بعدما انصرف عنه بسبب صخب الأحداث الجارية، لأن هذه الفرق ستصبح ظاهرة وتُحدث انتعاشة فيه.

ويشترط أن يكون أعضاء هذه الفرق على جانب كبير من الموهبة، ولديهم رغبة في تقديم أفضل أداء في العروض، كذلك أن يكونوا من الوجوه الجديدة والمعروفة قليلا، لأنه بعد ابتعاد المتفرج عن المسرح يصبح من الصعب إجباره على دفع تذكرة لمشاهدة عمل، إلا إذا كانت ثمة عناصر جذب متعددة منها: الموضوع، الأبطال المشاركون فيه، ما سيعطي فرصة لبروز هذه الوجوه، يساندها شباب مألوفون لدى الجمهور.

... ومشجعة

أشاد الممثل خليل مرسي بتجربة عبد الباقي ووصفها بمحاولة محترمة لجذب الجمهور إلى المسرح، معبراً عن رغبته في متابعة إحدى قصصها لتشجيعها.

يضع مرسي تخفيض سعر تذاكر عروض هذه الفرق شرطاً أساسياً لنجاحها؛ موضحاً: {تذكرني تجربة عبد الباقي بتجربتي مع فرقة الفنان محمد صبح {المسرح للجميع}، ولكن وجه الاختلاف بينهما، أننا أصرينا على أن تبدأ التذاكر من 10 جنيهات، وتتدرج في الزيادة قليلا، لعلمنا أن ارتفاع سعر التذاكر يمنع الجمهور من ارتياد المسرح، وفي الوقت نفسه لا يمكن إجبار المنتج على تخفيضها، لأنه يريد تغطية الأموال التي ينفقها على العرض وعلى أجور الفنانين المشاركين فيه}.

يضيف أن تكوين فرق من الوجوه الجديدة يسهل تخفيض التذاكر، لأن البعض تقل أجوره، والبعض الآخر لا يتقاضى أموالاً على الإطلاق، وقد يكون الأمر تطوعياً منهم باعتبارها فرصتهم لمواجهة الجمهور.

ويوضح: {بما أن عبد الباقي يتصدّر التجربة فإن مسؤولية النجاح أو الفشل ستكون على عاتقه وحده}، مستشهداً بتجربته في مسرحية {أهلا يا بكوات} التي شارك فيها مع مخلص البحيري، وغيره من وجوه جديدة آنذاك، واستندوا فيها إلى فنانين محبوبين جماهيرياً في مقدمهم حسين فهمي وعزت العلايلي: {صحيح أن المتفرج أتى ليتابع نجومه، لكنه خرج ولديه انطباع جيد عن الشباب المشاركين في العرض، وبالتالي تحققت أهدافه كلها}.

اكتشاف مواهب

يرى الناقد المسرحي د. عمرو دوارة أن مبادرة أشرف عبد الباقي تحسب له في مشواره الفني، متمنياً ألا يكون الهدف منها تقليص الموازنة، بل اكتشاف مواهب جديدة من خلال التركيز عليها، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى التي يمنح فيها أشرف أحد الشباب فرصة ليكون حاضراً معه؛ إذ سبق أن اكتشف الفنان سامح حسين الذي، بعد مشاركته في ست كوم {راجل وست ستات}، خرج نجماً معروفاً.

يضيف: {في السنوات الأخيرة ساد قول إننا نشجع الشباب، ومسارح الدولة كلها لهم، لكن تبين أن الغرض من وراء ذلك استغلال المواهب الحقيقية، وتقليص الموازنات الخاصة بالإنتاج، لأن الهواة لن يتقاضوا أي مبالغ، في حين أن الموظفين في هذه المسارح يتقاضون أجوراً ولا يعملون، وبالتالي يصبحون هم الأولى بالعمل، والمتابع للأنشطة المسرحية في السنوات الأخيرة سيكتشف أن من حمل الراية فعلا هم هواة المسرح في كل التجمعات بما فيها داخل الجامعات، وقصور الثقافة، والأقاليم، والمسرح العمالي}.

ينصح عبد الباقي بأن يفعل مثلما كان مسرح التلفزيون يعمل قديماً في مسرحيات منها: {أنا وهو وهي}، و{السكرتير الفني}، وهو أن تُعرض المسرحية لمدة لا تقل عن 15 يوماً في المسرح ثم يتمّ تصويرها، لأن هذه الفترة ستسمح له بتجويد أدائه، وحفظه للحوار من دون أخطاء يحتاج إلى حذفها في المونتاج، كذلك تحقيق هدف المسرح بإعادة الجمهور إليه، والاحتفال بعُرس مسرحي جديد.

back to top