انقسمت مصادر قبطية مصرية، حول ازدياد ظاهرة خطف أثرياء الأقباط، بين من يرى أنها عامة لا تفرق بين المسلم والمسيحي، ومن يعتقد أنها ظاهرة تستهدف الأقباط المصريين، بعد نحو عام من مشاركتهم الملحوظة في ثورة شعبية مصرية، نجحت في إسقاط الرئيس «الإخواني» محمد مرسي.

Ad

وعبَّرت مصادر عن قلقها من تزايد ظاهرة اختطاف أقباط «أغنياء»، في عدة محافظات مصرية، خصوصاً في الصعيد، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وبلغت حصيلة الفدى التي دُفعت 250 مليون جنيه مصري (نحو 35 مليون دولار أميركي).

آخر هذه الحالات المختطفة، كانت في مدينة «طما» التابعة لمحافظة «سوهاج»، «صعيد مصر»، لشاب في العقد الثالث من عمره يدعى «مينا قديس»، قُتل الأسبوع الماضي، حينما حاول الهروب من خاطفيه، وقد سبق اختطافه عدة مرات من قبل، وتم الإفراج عنه.

شابان آخران سبق أن اختُطفا في المدينة نفسها، «طما»، ويتهم ذوو المخطوفين وزارة الداخلية بالتقصير، في حين اعتبرت وزارة الداخلية هذه الجرائم حوادث جنائية، بعد شهور من مواجهتها الدامية مع الإرهاب، الذي تقوده تيارات إسلامية موالية لجماعة «الإخوان».

القمص هدرا، كاهن كنيسة العذراء في مركز «طما» قال إن حوادث الاختطاف زادت مؤخراً في المحافظة بين الأقباط الأثرياء، وينتهي معظمها بطلب فدية، وآخرها لشاب يدعى «بلبل» تم اختطافه من مزرعته، وما زال البحث جارياً عنه، مشيرا إلى أن حالات الخطف التي تحدث في المحافظة ليس لها أية علاقة بالفتنة الطائفية، بل هي جرائم جنائية ترتكب من أجل المال.

بدوره استبعد منسق «التيار العلماني»، المفكر القبطي كمال زاخر، أن يكون خطف الأقباط مرتبطاً بأي عمل استفزازي على أساس ديني، «فتنة طائفية» مثلاً، مُشدداً على أن الأمر يرجع لعدم تفرغ الدولة لحماية مواطنيها بسبب «مركزية الدولة» وعدم الاهتمام بالأطراف «الصعيد» والقرى النائية، وأضاف محذراً: «هؤلاء الجناة لا يفرقون بين «الهلال» و»الصليب»، ولابد أن تتدارك الدولة أخطاءها قبل أن تتفاقم».

رئيس منظمة «الاتحاد المصري لحقوق الإنسان» نجيب جبرائيل قال إن حالات الخطف في الصعيد في ازدياد، حيث وصل إجمالي حالات الخطف في محافظتي سوهاج وقنا إلى 139 حالة، وفي المنيا إلى 80 حالة، وفي القاهرة إلى 8 حالات، و إجمالي المبالغ التي تم دفعها للإفراج عن الضحايا يصل إلى 250 مليون جنيه، أي نحو 35 مليون دولار».

وأضاف جبرائيل: «ازدياد عدد المخطوفين الأقباط في الصعيد يعود إلى أن الأقباط ليس لهم عصبيات أو قبليات هناك، بالإضافة إلى انشغال أجهزة الأمن بالقضاء على الإرهاب فقط، لهذا سبق أن طالبت بتعاون القوات المسلحة والداخلية، للقضاء على اختطاف الأقباط».

وفي العموم، يعتبر خطف الأقباط تجارة رائجة، بسبب الاضطراب الأمني الذي تعيشه مصر، منذ 3 سنوات، حيث كانت واقعة اختطاف الدكتور وديع رمسيس هارون، صاحب مدرسة خاصة في العريش التابعة لمحافظة سيناء «الحدودية مع اسرائيل» أكثرها غرابة، إذ طلب الخاطفون 10 ملايين جنيه «فدية».