عايدة ميرزا: أنتقي السجاد الأكثر تميزاً من المزادات والمعارض العالمية
تفتتح اليوم معرضها الشخصي في «غاليري تلال»
شددت هاوية اقتناء السجاد الفاخر عايدة ميرزا، التي تفتتح اليوم معرضها الشخصي في «غاليري تلال» بمنطقة الشويخ، على ضرورة اقتناء نوعيات خاصة موثقة عبر كتب صادرة عن متاحف عالمية تساهم في المحافظة على حقوق المشتري.
وقالت ميرزا، في حوار مع «الجريدة»، إن الحدث الأبرز بالنسبة إليها في عام 2013 هو التقاطها صورة مع أقدم سجادة في العالم «بازريك»، المعروضة في متحف أرميتاج بروسيا، مؤكدة أن «السجادة أثمن هدية يقدمها المرء إلى من يحب»، وفي ما يلي نص الحوار:
شددت هاوية اقتناء السجاد الفاخر عايدة ميرزا، التي تفتتح اليوم معرضها الشخصي في «غاليري تلال» بمنطقة الشويخ، على ضرورة اقتناء نوعيات خاصة موثقة عبر كتب صادرة عن متاحف عالمية تساهم في المحافظة على حقوق المشتري.
وقالت ميرزا، في حوار مع «الجريدة»، إن الحدث الأبرز بالنسبة إليها في عام 2013 هو التقاطها صورة مع أقدم سجادة في العالم «بازريك»، المعروضة في متحف أرميتاج بروسيا، مؤكدة أن «السجادة أثمن هدية يقدمها المرء إلى من يحب»، وفي ما يلي نص الحوار:
• حدثينا عن معرضك الجديد الذي سيفتتح اليوم؟- المعرض سيكون مختلفا لأنني جمعت فيه مجموعة من السجاد النادر جدا، ومن هذه المعروضات سجادة قيمة جدا، تشبه أخرى معروضة في متحف فكتوريا والبرت، الواقع في مدينة لندن، وهذا موثق من خلال كتاب صادر عن المتحف يحمل صورة السجادة.
وسيتضمن المعرض أول سجادة اقتنيتها، وتحمل صورة لامرأة إيرانية تضع خمارا على وجهها، وآمل أن ينال محتوى المعرض استحسان الزوار، لأنه حصيلة عمل دؤوب وتحضير مضن، خصوصا انني آخذ من المعرض السنوي فرصة للقاء أحبتي والأصدقاء، والتعريف بما قمت به خلال الفترة الماضية، لانني أدقق كثيرا في عملي، لذا تجدني أبذل قصارى جهدي في البحث والتحضير لهذه الفعالية، مقدمة مجموعة معروضات تليق بحجم زوار المعرض.وقبل يومين من بدء المعرض عدت من تركيا بحوزتي قطعتين من السجاد، لأنني شعرت بأنه من الضروري عرضهما خلال هذه الفعالية، وأحافظ على مستوى السجاد المعروض لأن ثقة الزبائن لا تقدر بثمن، وأشعر بحجم المسؤولية تجاههم، ودائما أتذكر حديث بعضهم لي بأنهم حينما يزورون المعرض يشعرون بأجواء المتاحف فيه.جولات متنوعة• هل قمت بجولات متنوعة على معارض العالم خلال 2013؟- بدأت سلسلة جولاتي في شهر يناير، من خلال معرض هانوفر الألماني بمشاركة نحو 175 دولة، لأنه يعتبر أكبر معرض للسجاد في العالم، وتعرفت في زيارتي السادسة على التوالي للمعرض على تاجر إيراني يقيم في مدينة هامبروغ، ويعمل على تطوير السجاد من خلال استدعاء بعض الأفكار الأصيلة للسجاد وتنفيذها في إيران بدقة متناهية.وهنا أريد التنبيه إلى أن ما يقوم به هذا الشاب يختلف عن سجاد «Patch work»، الذي اشتهر قبل بضعة أعوام، ثم بدأ يفقد بريقه بسبب رداءة الصوف وتواضع الأيدي العاملة، خصوصا أنه ينفذ في بلدان تفتقر للأيدي العاملة الماهرة كأفغانستان وباكستان ونيبال، وهذا الاتجاه كانت له سلبيات كثيرة، في مقدمتها تضاؤل حجم المعروضات من السجاد الإيراني الاصيل وتضاعف السجاد «المودرن».وفي شهر فبراير ذهبت إلى معرض لبنان للسجاد، واقتنيت عددا من القطع، وكذلك تعرفت على مجموعة من التجار، وتبادلت معهم الحديث عن السجاد وأنواعه وأبرز المستجدات في هذا العالم الساحر.• شددت الرحال في مارس إلى وسط غرب أوروبا للمشاركة في معرض للسجاد، فأي الشعوب أكثر شغفا باقتناء السجاد؟- توجهت إلى سويسرا قاصدة أشهر المزادات في زيوريخ «KOLLER» و»SCHULER»، للاطلاع على مستجدات عالم السجاد، فلم أرغب في تفويت فرصة المشاركة في أعرق الأماكن الأوروبية وأكثرها أهمية، لأن الأوروبيين يقدرون الفنون والأعمال اليدوية الإبداعية، ومتاحف أوروبا تحفل بكثير من قطع السجاد المشهورة، كما ان العرب يهتمون كثيرا بالسجاد.متحف قطر الإسلامي• ما سبب زيارة متحف الفن الإسلامي بقطر في مايو؟- ذهبت إلى قطر للتعرف على محتوى المتحف، لاسيما أنه يضم مجموعة من السجاد الثمين، وانبهرت بطريقة عرض السجاد، وكتابة البيانات، وشكل المبنى الذي يتقاطع مع العمارة الإسلامية، والراصد لشكل المتحف من الخارج يتلمس التنوع في البناء والمواد المستخدمة، سواء الخشبية أو الحجرية التي ساهمت في تقديم بنية فريدة تناسب مقتنيات المتحف.كما أن للإضاءة دورا كبيرا في إضفاء الجمال على المنظر العام للمتحف المطل على ساحل الخليج العربي، وعقب عودتي إلى الكويت ذهبت إلى السفير القطري لإبداء إعجابي بالمتحف، وطلبت مقابلة المسؤول عنه.• ما الطريقة المثلى للحد من عمليات الغش؟- في شهر سبتمبر زرت معرض طهران للسجاد، وهو سوق السجاد الأكثر أهمية في العالم، لأن الزائر سيجد أنواعا مختلفة من السجاد المحلي، وكذلك المواد الأولية لتصنيع السجاد، ويريح الزائر من عناء التنقل في مناطق مختلفة في إيران بحثا عما يريد.وسأذكر حادثة غريبة تعرضت لها في إيران، إذ اكتشفت غشا تجاريا بحكم معرفتي الشخصية البسيطة بالسجاد، فتوجهت إلى القنوات الرسمية لكشف هذا الفعل المشين للمحافظة على سمعة السجاد الإيراني، وعدم السماح لضعاف النفوس من تحقيق مآربهم. الحدث الأبرز• ما الحدث الابرز في عام 2013؟- ذهبت في أكتوبر الماضي إلى متحف أرميتاج الموجود في سانت بترسبورغ في روسيا، لمشاهدة سجادة «بازريك»، التي تعتبر تحفة جميلة والتي تعتبر أقدم سجادة في العالم، ويقدر عمرها بنحو 2500 عام، وحينما شاهدت محتوى المعرض أدركت سبب ارتفاع قيمة الأعمال التشكيلية الروسية الساحرة التي تجسد التفاصيل الدقيقة بإحكام وإتقان.• ما أحدث المعارض التي زرتها؟- معرض تركيا، الذي أقيم في 7 نوفمبر، ويشمل مجموعة مهمة من التجار وعددا من المقتنين المشهورين، واشتريت عددا من القطع، وأريد توضيح أمر مهم، وهو أنني لا أذهب إلى المعرض أثناء يوم الافتتاح، بل أحرص على الذهاب إليه قبل أيام من الانطلاق، وأفضل الجلوس في هذه الدولة عقب انتهاء المعرض، للتعرف أكثر على التجار وأنواع السجاد لأنني أبحث عن نماذج مهمة وربما المعروض لا يروق لي.• ما الفرق بين الهاوي والتاجر؟- لم أمتهن التجارة في السجاد، لذلك لا اعتبر نفسي تاجرة أو خبيرة بل هاوية، لأن ثمة تاجرا ورث المهنة عن والده وجده، فلم يجد مناصا من التخلي عن ماله وحلاله مكملا مشوار ذويه، بينما الهواية تنبع من عشق بين الطرفين، فالهاوي تجده يتعامل بطريقة أكثر شغفا وجدية فلا يدخر وسعا في بلوغ هدفه والوصول إلى الأفضل، فينكب قارئا وباحثا عن سبل تطوير الذات.كما أنه لا يحسب جهده أو ماله الذي ينفقه على هوايته المحببة، وفقاً لمنطق الربح والخسارة، لاسيما ان عملية البحث عن الأجود والأرقى في السجاد دفعتني إلى السفر إلى بلدان متنوعة، خصوصا إيران، الدولة الأشهر في صناعة السجاد، فقد ذهبت إلى 12 منطقة في إيران بهدف اقتناء الأفضل، وسافرت خلال 8 أعوام من مشواري في اقتناء السجاد إلى دول أخرى رغبة في الاطلاع على نماذج مختلفة من السجاد.مواصفات السجادة الجيدة• تعتمدين على المعارض الشخصية في تسويق مقتنياتك من السجاد، ألا تفكرين في محل خاص؟- العرض في المحلات ربما يناسب التجار أكثر، بينما أنا أنتقي قطع السجاد بدقة وعناية، وحينما أقرر شراء سجادة اضع شروطا كثيرة، منها التدقيق جيدا على مكان المنشأ وسمعته، وكذلك المواصفات الجمالية، إضافة إلى معايير أخرى أحتفظ بها لنفسي، ومن الأمور التي عقدت العزم عليها حديثا اقتناء السجاد الموثق في الكتب أو المتاحف العالمية المشهورة.وهذا لا يعني أنني انتبهت إلى الأمر راهنا، بل كنت أضعه في الحسبان، وجميع السجاد موثق، لكن رغبة في الارتقاء إلى الأفضل فعالم السجاد ليس له حدود.وأنا لست بصدد المقارنة لكن أحد أشهر التجار في عالم السجاد، وهو صيرفيان، والملقب بملك السجاد، ربما لا يملك محلا، إضافة إلى أنني أملك مجموعة قطع ليست للبيع مهما دُفع فيها من نقود.• بماذا تردين على من ينتقد ارتفاع أسعار السجاد؟- أسعار السجاد متفاوتة، ولكل مواصفات وثمن، لذلك بدأت اقتناء سجاد المتاحف والموثق بالكتب لضمان حق المشتري، لأن قيمة السجاد تتقاطع مع أهمية الاعمال التشكيلية العالمية، وبإمكاني شراء أنواع مختلفة متوائمة مع ذائقة المقتنين، فتكون نسبة الربح مضاعفة والأسعار مقبولة، لكن لا أرى نفسي ضمن هذا الإطار.وذات يوم جاءني إلى الكويت أحد التجار اللبنانيين راغبا في التعرف على مجموعتي المقتناة، وحينما أطلعته عليها عرض علي مبلغا كبيرا في إحداهن فرفضت البيع، فوضع شيكا مفتوحا لشراء هذه السجادة، لكنني اعتذرت منه لأني لست تاجرة بل هاوية اقتناء السجاد وتفهم الأمر، وقال لي: «أنا أرفع لك القبعة فعلا أنت لست تاجرة».• كنت تحرصين على تزامن موعد معرضك الشخصي مع الاحتفال بعيد الأم، ما السبب؟- هناك جملة دارجة نقولها «زينة وخزينة»، وأنا اعتبر ان أحلى هدية يقدمها الشخص إلى والدته سجادة من الحجم الصغير، والأمر ينسحب على هدايا المواليد، لأن السجادة ستبقى طول العمر بينما الهدايا الأخرى لا تدوم.