عرسال على طاولة النار

نشر في 09-08-2014
آخر تحديث 09-08-2014 | 00:01
 يوسف عوض العازمي ثمة تحليل للموقف في عرسال اللبنانية والاشتباكات الحاصلة فيها، وهو أن قوات "داعش" تساوم على هذه البلدة الحدودية، فعلى ما يبدو أنها تقايض حزب الله اللبناني بالخروج من سورية مقابل خروجها من عرسال، أي أن ما يحدث هو مساومة سياسية عسكرية على طاولة النار.

ويوماً بعد يوم تتبين لنا خطورة هذه المنظمات والأحزاب اللا نظامية، حيث توسعت إلى أن استطاعت الدخول في دائرة صنع القرار في بعض البلدان، والدعم السعودي للجيش اللبناني بمليار دولار يتضح فيه التنسيق والمواءمة السياسية بتوجيه المبلغ بالكامل للجيش وقوى الأمن، بل من اللافت أن من صرح بذلك بتصريحات تلفزيونية هو سعد الحريري، وهنا يتبين استمرار الاحتضان السعودي لرئيس الوزراء الأسبق، وثقة السياسة السعودية به، وبالطبع لا تخلو هذه الطلة الإعلامية من رسائل معينة لجهات معينة، وهي رسالة ذكية على أي حال.

لبنان فوق ما فيه من مشاكل ابتلي بالأحزاب والجماعات الطائفية المسلحة التي وجدت في بلاد الأرز أرضاً خصبة لتفريغ شهواتها الدموية، ولم تعمل حساباً للدولة اللبنانية التي ضاعت بوصلتها بين طوائف وأحزاب وميليشيات، حتى رئيس الجمهورية لا يزال مكانه شاغراً بعد انتهاء ولاية الرجل المحترم ميشال سليمان.  الوضع السياسي في لبنان غير مقبول ولا عقلاني، فليس معقولا ما يجري من فراغات سياسية وولاءات خارجية معلنة وكأن الدولة غير موجودة، فرئيس الوزراء تمام سلام القائم بمهمات رئيس الجمهورية مؤقتا لا يستطيع التحرك بمرونة أمام مزدوجي الولاء والراقصين على ألحان الطائفية الكريهة، مشكلة كبيرة حينما تتعامل مع من لا يملكون أمرهم.

لبنان يحتاج إلى شخصية لبنانية خالصة، ولاؤها للبنان ونفسها لبناني وأجندتها لبنانية وتتحدث بصوت قوي ومسموع، وبلهجة لبنانية واضحة، ولن ينهض لبنان إلا باللبنانيين ولا يحمي البلد إلا أهله، ففي بلاد الأرز إرث تاريخي من الوحدة الوطنية والنضال والتضحيات التاريخية... وهذه البلاد الجميلة لا تستحق من أهلها كل هذه اللا مبالاة.

* أخي القارئ سأتوقف عن الكتابة لفترة قصيرة لظروف السفر، وإلى أن يكتب الله عودة جديد للكتابة أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

back to top