يعتبر أهل الخليج والجزيرة العربية من أكثر الشعوب حرصاً على زيادة النسل و"تكثير الأولاد"، ففي الدراسات الديموغرافية والسكانية يأتي الخليجيون في المرتبة الثانية بعد شعوب إفريقيا الوسطى.
هذه العادة لها إرث تاريخي وامتداد ثقافي وأهمية استراتيجية. فقد كان الرجل يسعى إلى زيادة "الصديق" من أبنائه، ويتمنى كثرة "الرجال" في قبيلته وأبناء عمومته، لاعتقاده أن "العدو" من القبائل الأخري يستكثر أيضاً من الرجال، ليكونوا عدة للحرب، و"حزاماً" للشدة!الحياة -في السابق- كانت صعبة ولا مجال للتسامح أو الصبر على الخطأ، وأحياناً إن لم تأخذ مبادرة الهجوم فتوقع أن تكون أنت الفريسة. ومخطئ أيضاً من يذهب وحيداً، فهو هنا يكشف ضعفه للأعداء ويسلط عليه المنافسين... ابحث عن "السند" لتغير ميزان القوة الذي يرجح دائماً للكتيبة الأقوى والأكثر... والأشجع طبعاً.يعتقد البعض أن دخول الحضارة وتكوين الدول وتنظيم العلاقات قد أنهى هذه الممارسات وألقى بها في ذاكرة التاريخ، ولكن لم يكن ذلك إلا وهماً اختلقه "الطيبون". الاستقواء بالإخوان والبحث عن الركن القوي مازال ميزة العصر وأمل الشعوب وأساس بقاء الدول.الأشقاء الطيبون السذج تورطوا وأخذوا يجرون أبناءهم إلى نهاية مذلة ومستقبل قاتم، فبعد أن ربضوا على صدر أخيهم الشجاع والمولود حديثاً يريدون قتله، وعدوا الشذاذ الأوباش قتلة الركع السجود بالمكافأة والحظوة "والفلوس" إن هم أنهوا حياة أخيهم الآخر. اتحد الفرس والروم وتآلفا في منظر احتفالي لم يسبق له مثيل ولم يأت على بال أحد وأولهم مساكين هذا العصر، ولم يبق سوى الاحتفال الذي سيُدعى إليه هؤلاء الذين بان ضعفهم وقلت حيلتهم... إنهم يرون سواد الأعداء يقترب منهم وأصوات مؤامرة الجيران ترعبهم، وتخلي "الأصدقاء" يقتلهم.نظروا حولهم فلم يجدوا أحداً، شخصوا بأبصارهم إلى الأفق علّهم يرون من يشفق عليهم ويأخذ فلوسهم... فجاءهم الرد من بعيد، وكأن التاريخ يؤنبهم... "الذيب ما ياكل ذرعانه".
مقالات
«عندما يخطئ الذيب»
16-11-2013