في خطوة لإثبات حسن النوايا تجاه تشكيل حكومة عراقية جديدة، قال وزير الخارجية العراقي المنتهية ولايته أمس هوشيار زيباري ان الوزراء الأكراد الذين علقوا مشاركتهم في حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي عادوا الى حكومة تصريف الأعمال.

Ad

وحث زيباري العالم على دعم بلاده في محاربة متشددي "الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن هذا التنظيم "يمثل تهديدا عالميا، وليس مجرد تهديد لأفراد الأقليات العرقية" الذين يقتلهم التنظيم في شمال العراق.

وكان المالكي قد أثار غضب القيادات الكردية من خلال اتهامهم بإيواء الإرهابيين بعدما اجتاح "داعش" شمال العراق في يونيو الماضي.

المالكي

من جهته، أعرب المالكي أمس، عن أسفه لـ"بدء البعض بوضع إملاءات وشروط تعجيزية قبل المشاركة في الحكومة المقبلة"، موضحاً أن "من شأن ذلك نسف العملية السياسية وإنهاء القدرة على تشكيل الحكومة".

ودعا المالكي في كلمته الأسبوعية، "رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي والشركاء الحريصين على وحدة وسيادة الحكومة" الى "رفض أي إملاء وترك المشكلات الموروثة من الحكومة السابقة الى ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة خشية وقوع البلاد في أزمة جديدة".

وقال المالكي إن "على رئيس الحكومة المكلف في حال تفاقمت الأوضاع المضي قدما وتجاهل الابتزازات واللجوء فورا الى حكومة أغلبية"، مؤكدا "دعم الكثيرين من النواب له".

تشكيل الحكومة

في السياق، قال النائب عن كتلة المواطن التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى حسن خلاطي أمس، إنه سيتم "الإعلان عن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يوم 25 أغسطس الجاري، أي الاثنين المقبل، بعد إحراز تقدم في المفاوضات السياسية بشأن تشكيلها".

وأضاف خلاطي أن "رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي يهدف من وراء تقديم تشكيلته الوزارية في هذا الموعد لتجاوز الإشكالات القانونية التي قد يسببها انتهاء المدة الدستورية لتشكيل الحكومة"، مذكرا أن "على الكتل السياسية عدم إعلان أسماء الوزراء في هذا الوقت لتفادي إرباك سير المفاوضات".

تسليح الأكراد

في سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس، أن حكومته مستعدة لتزويد أكراد العراق بالأسلحة "في أسرع وقت ممكن".

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين: "نريد أن نقوم بذلك بكمية من شأنها تعزيز قدرة الأكراد الدفاعية"، مشيرا الى مخاطر حدوث "كارثة" قد يكون لها نتائج "مدمرة" على باقي العالم.

وأشار شتاينماير الى أن المانيا سترسل في البداية المساعدات الإنسانية والمعدات العسكرية غير القاتلة مثل الخوذ والآليات المدرعة، في حين ستدرس حاجات القوات الكردية (البيشمركة) بالتعاون مع شركاء ألمانيا الأوروبيين.

إيران

إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان للصحافيين أمس، أن إيران قدمت "مساعدات سياسية ونصائح للحكومة العراقية، وللأكراد ضد جهاديي تنظيم داعش"، مؤكدا أن إيران ليس لها وجود عسكري "لا في سامراء ولا في بغداد ولا في منطقة كردستان العراق".

وأضاف اللهيان: "كما أننا لم نرسل أسلحة، لكننا قدمنا نصائح وتقاسمنا تجاربنا مع حكومة بغداد وكردستان العراق".

مؤتمر دولي

في السياق، اقترح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند استضافة مؤتمر دولي حول الأمن في العراق، ووصف الخطر الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" بأنه أكبر من الخطر الذي شكله تنظيم القاعدة عام 2001.

وقال هولاند في مقابلة مع صحيفة "لو موند": "لا يمكن أن نظل طويلا في النقاش التقليدي حول التدخل أو عدم التدخل"، مضيفا أن العالم الذي يواجه "دولة شبه إرهابية" بحاجة إلى "استراتيجية عالمية".

إلى ذلك، بحث رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أمس، مع المالكي ورئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي وعدد من المسؤولين العراقيين التداعيات الأمنية والإنسانية في العراق وسبل تقديم مساعدات عسكرية لمواجهة "داعش"، قبل أن يتوجه الى أربيل للقاء رئيس الإقليم مسعود البرزاني.

(بغداد ــــــــ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)