الأديب محمد عبدالرازق : خيال اليوم واقع الغد

نشر في 04-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 04-11-2013 | 00:01
No Image Caption
بعد نجاح روايته الأولى «المجهول» وتصدّر روايته الثانية «قاهر المستحيل» أفضل المبيعات في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام ضمن أفضل عشر روايات مبيعاً، يخوض الأديب الشاب محمد عبد الرازق تجربة جديدة في روايته «كلاكيت» التي يتناول فيها قضايا الكتّاب والسينمائيين.
عن تجربته وعمله الجديد ومسيرته الأدبية كان الحوار التالي معه.
لماذا {كلاكيت} وما السر في اختيار هذا العنوان؟

معنى كلمة كلاكيت التجهيز لمشهد سينمائي أو إعادة له، في هذه الرواية أسقط الضوء على المبدعين في مجالي الكتابة والسينما، فقد ينظر كثر إلى هؤلاء باعتبار أنهم لا يواجهون متاعب أو منغصات في الحياة، لكن في هذه الرواية بالإمكان الاطلاع على جانب كبير من مشاكل المبدعين، من خلال ما تخطه أقلامهم في حال كانوا كتّاباً، أو من خلال مشهد سينمائي في حال كانوا مخرجين. في «كلاكيت»، استعرض حياة أحد أشهر فناني الكوميكس في الوطن العربي، والمشاكل التي يتعرّض لها في حياته الشخصية والعملية في إطار من الخيال والتشويق والإثارة .

 لماذا اخترت الخيال لاسيما الخيال العلمي لتكتب فيه؟

عام 1869، كتب الروائي الفرنسي الشهير جول فيرن روايته الرائعة {20 ألف فرسخ تحت الماء}، وتتمحور حول بحارة يعانون من تحطم سفنهم في منطقة معينة من المحيط، فوضعوا تفسيرات لما يحدث، ونسجوا الأساطير حول وجود وحوش في هذا المكان تدمّر السفن. لكن جول فيرن يوضح في روايته وجود ما يسمى بالغواصة في هذا المكان، وهي التي تدمر السفن، وذلك على لسان قبطان الغواصة (النوتيلوس) نيمو الذي يصف الغواصة وصفاً دقيقاً، كل جزء وكل آلة، والعجيب أن وصفه لم يكن لغواصة عادية بل لغواصة نووية، وهي نفسها التي تستخدم في الحروب في هذا العصر.

وهنا نجد أن جول فيرن تنبأ بوجود غواصة نووية في عصر غير العصر الذي يعيش فيه، بل يسبقه بأكثر من قرنين من الزمان، لذا نستطيع القول إن الخيال العلمي بمثابة حجر الأساس للمستقبل، فخيال اليوم هو حقيقة الغد .

هل لهذا اللون من الأدب مستقبل واعد في مصر وبين الشباب؟

منذ أكثر من ثلاثين عاماً، كان على أرض مصر أحد عباقرة الخيال العلمي وهو نهاد شريف، فحارب وجاهد ليمهد الطريق لأدب الخيال العلمي في مصر، بمعاونة الأستاذ روؤف وصفي، آنئذ زرع نهاد شريف في نفس كل شاب حلماً بوجود مستقبل للخيال العلمي في مصر، ثم تزامن وجود عملاق آخر مع الأستاذ نهاد شريف، هو الدكتور مصطفى محمود بنظراته العميقة وهدوئه الأخاذ، الذي تنوعت كتاباته بين العلم والأدب والفلسفة وكذلك الخيال العلمي، من خلال روايتين في غاية الروعة هما {العنكبوت} و«رجل تحت الصفر}.

 ثم مع نهاية القرن العشرين ظهرت سلسلة روايات جديدة وعملاقة في أدب الخيال العلمي للدكتور نبيل فاروق وسلسلة {ملف المستقبل} التي كان لها أثر لدى الشباب، ثم جاء الدكتور أحمد خالد توفيق لتتنوع كتاباته ما بين الخيال والرعب والفانتازيا. بعد ذلك بدأ الحلم يتحقق على يد الدكتور حسام الزمبيلي الذي أسس {الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي} وتضم أساتذة الخيال العلمي في مصر والعالم العربي، إلى جانب كتاب شباب في هذا المجال، هكذا يكون الدكتور حسام قد ربط الماضي بالحاضر، وفتح المجال للتنبؤ بمستقبل مصر في مجال الخيال العلمي.

 

هل ثمة اختلاف بين تناول الرجل لكتابات الخيال العلمي والمرأة؟

من وجهة نظري، لا اختلاف بين الرجل والمرأة في طريقة تناول كتابات الخيال العلمي إلا من خلال كم المعلومات الموجودة لدى كل منهما، فعلى كاتب الخيال العلمي مطالعة آخر أخبار العلم وتطوره في العالم، ثم بعد ذلك يطلق العنان لأفكاره ولخياله ليخرج أفضل ما عنده .

هل يمكن تحليل شخصية الكاتب من خلال كتاباته؟

من الممكن تحليل أحد جوانب شخصيته، لأن ما يكتبه عبارة عن أفكار ومشاهد قد تكون مرت عليه في أحد الأيام وكونت جزءاً من شخصيته، فالكاتب يعبر عما بداخله عبر صرير قلمه الذي يخط به كل ما يدور من حوله من أحداث ومواقف .

أنت تعمل بمجال التدريس في الكيمياء فهل ثمة علاقة بين تخصصك في مادة الكيمياء وأدب الخيال العلمي؟

الكيمياء والخيال العلمي وجهان لعملة واحدة ، فعلماء الكيمياء يسيرون على خطى أدباء الخيال العلمي ونهجهم، إذ كان للخيال العلمي دور كبير في اكتشاف مشتقات وعناصر كيميائية بدأت أولا كفكرة صاغها أحد الأدباء في كتاب، ثم فتح الطريق أمام علماء الكيمياء للبحث عن هذه الفكرة وتمحيصها والاستفادة منها بما ينفع البشرية بأكملها .

ما أبرز المشكلات التي تواجه جيل الشباب من الكتّاب؟

في عهد سابق كان يرفع شعار {القراءة للجميع}، لكن في هذه الأيام تغير هذا الشعار إلى {الكتابة للجميع}. في الفترة الأخيرة ظهر كتاب شباب لهم أقلام متميزة في شتى أنواع الأدب، لكنهم يعانون من عدم رعايتهم أو الاهتمام بهم، نرجو من الكتاب الكبار رعاية هذه الأقلام وألا يبخلوا عليها بخبراته، لتكون امتداداً لأقلامهم. أما المشكلة الأخرى فتكمن في أن دور النشر الكبيرة لا تنشر الروايات أو الكتب إلا لكبار الكتاب، لكني أناشدها النظر إلى الكتاب الشباب بعين الفن والأدب، ومساندتهم ليرتقوا إلى مصاف كبار الكتاب .

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

لدي رواية جديدة تدور في أجواء التاريخ القديم والحديث والربط بينهما وتأثيره على المجتمع في المستقبل.

back to top