استحوذ العرض الكويتي «يوميات أدت إلى الجنون» للممثل والمخرج يوسف الحشاش، على إعجاب الفنانين والنقاد العرب والأجانب الذين شاهدوه أمس الأول، ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما على مسرح جمعية دبا، وصفقوا له فترة طويلة، ووقفوا تقديراً لهذا الجهد الرائع.

Ad

نص العرض للكاتب الفذ وعملاق السخرية وأبي القصة القصيرة في روسيا نيكولاي غوغول، ولد عام 1809 أيام الإمبراطورية الروسية بمدينة فيليكي سوروتشينتسي والتي تقع حالياً في أوكرانيا، وتوفي في 1852. من أعماله الأكثر شهرة رواية «النفوس الميتة»، وقصته القصيرة «المعطف»، إضافة إلى المسرحيتين الكوميديتين «المفتش العام» و»خطوبة».

تدور أحداث المسرحية حول شخص تؤثر فيه انعكاسات يوميات حياته حتى يصل الى حالة من الجنون، كما تناقش تأثير تلك المواقف التي يعيشها الرجل وفكرة الصراع الطبقي بين فئات المجتمع والكيفية التي تمارس بها الطبقة العليا عملية القهر والتسلط على الطبقة الدنيا، وكيفية دخول البطل في صراع مع الآخرين عبر قصة موظف بسيط جداً.

يتكون فريق العمل من المخرج المنفذ عبدالعزيز صبر، ومساعدَي المخرج عيسى الحمر وأيوب دشتي، ومدير الانتاج والكواليس بدر البكر، والتأليف الموسيقي وتصميم الإضاءة ليوسف الحشاش، ومنفذ الموسيقى أحمد القطان.

ندوة تطبيقية

وأقيمت ندوة تطبيقية للعرض أدارها الإعلامي والمسرحي نايف البقمي، وجاءت تعقيبات النقاد التي أشادت بدورها بالطاقة التنفيذية العالية في العمل، مبينة أن النص ليس جديدا لكن يوسف الحشاش مثّل الدور بإتقان، إضافة إلى التصميم اللافت للإضاءة وهذا يحسب للعمل، كما كانت هناك مطالبات بأن يعاد العرض في مهرجان الكويت للمونودراما الذي سينظم في مارس المقبل.

وقال الفنان القدير أسعد فضة إن العرض أخذ طابعا عاطفيا ودراميا كوميديا، ويرى الفنان والمخرج سلوم حداد أن الحشاش نجح في استخدام الإضاءة المتحركة في بعض المواضع، وفشل في موضع آخر، مبيناً أن الموسيقى أيضا لم تكن موفقة أحيانا، حيث تغلبت على صوت الممثل في بعض المشاهد.

أما الكاتب القدير عبدالعزيز السريع فعلق بالقول إن الحشاش ممثل موهوب ومقتدر ولديه خبرة 9 سنوات أصبحت كافية لجعله قادرا على التحكم بأدواته، ناصحاً الحشاش بأن يحسم أمره، فإما أن يكون مخرجا أو ممثلا، رغم أنه ناجح في كليهما، حتى يصبح العمل أجمل.

وفي الختام، قدم الحشاش شكره إلى كل من حضر العرض والندوة، مشيراً إلى اعتزازه بحضور النقاد والفنانين الكبار العمل «وأنا سعيد جدا بحضور أساتذة كبار»، مؤكداً أنه سيأخذ بعين الاعتبار تلك الآراء والنصائح ليعمل عليها في العرض المقبل.

وأنهى كلمته بأن العمل يعبر عن حالة إنسانية، وأنه سعيد كون اللغة لم تكن عائقا، بدليل وصول الرسالة إلى الحضور من الأجانب.