أحلام ضائعة
هو شاب لا يختلف عن غيرهمن ملايين الشباب الحالمانخرط في حرب بدأتولا أحد يعلم متى تنتهيهي حرب تكرر في أكثر من وطنما بين البارود والموت تنوعت ذكرياتهاستيقظ ذات يوم على حلم الربيع العربيتمنى بإخلاص التحرر من حمل ثقيلورثه عن آبائه وأجدادهكل ما يذكره هو صور أحبائهوهم يموتون بين يديهعدا ذلكهو السراب يسكن روحهأحلامه تقلصت منذ أن حمل السلاحعالمه القديم ذهب إلى غير رجعةوعندما ينظر إلى الوراءيشعر كأن قرون طويلة مضت منذ دخوله هذا العالملوهلة نسي لماذا يشارك في هذه الحربعقله مشوش وكيانه محاط بالضبابوكلما صار وحيداًشرد في الوجود وما فيهيشعر أن ما عاشه قبلا كان مجرد أوهامعالم غير موجودلا عالم خارج الحربالحرب هي الهدف والطريقلا يعلم على وجه الدقةمن يحارب أو لماذا الصراعالحرب الآن تعنيأن تحاول فقط البقاء على قيد الحياهالساحة أصبحت خاليةمن كل من لا يحمل السلاحوبعض القطط التي تنازع من أجل البقاءالوطن الذي أراده حراًأصبح مجرد ركامأحلامه أصبحت أصغر من وطنمع الوقت أصبحت له قطته المفضلةلونها أبيض مع شيء من سوادتمر كل يوم بهيشاركها طعامه القليلويداعب رقبتها قبل أن ترحل إلى مجهولهايشعر أن مصيرهما مشتركالحرب قد فرضت على كليهمايشرد بذهنه ويطلق ناظريه إلى السماءالسماء تعطي بعداً مختلفاً للمشهدتبدو صافية زرقاء متدفقة كروحه التائهةطلقات الرصاص تعيده إلى الواقع الذي فقد واقعيتهوحدها الشمس متألقة في كبد السماءاستلقى بجسده الأسمر على بقايا حائطألقى بندقيته على الأرضاشتاق إلى دفء العائلة وصخب الحياة في مدينتهلم يعد يحتمل كل هذا العبثرأى قطته ترنو نحوهربت على رأسها الصغيرنظرت إليه نظرة طويلة ثم مضت في طريقهاولم تعد مرة أخرى
توابل - ثقافات
أحلام ضائعة
07-02-2014