بدا أمس أن "تيار المستقبل" اللبناني حسم أمره للموافقة على تشكيل "حكومة جامعة" بالشراكة مع حزب الله مسقطاً شرطه السابق الذي طالب الحزب بالخروج من سورية أولاً قبل التفاوض معه.
وفيما تتسارع الأحداث خلف الكواليس، أبلغ رئيس تكتل نواب "المستقبل" رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال لقائهما في بعبدا موافقة زعيم "المستقبل" رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على المشاركة في حكومة مع "حزب الله".وبالرغم من أن السنيورة غادر قصر بعبدا دون الإدلاء بأي تصريح، فإن مصادر "المستقبل" أفادت بأن "النقاش دخل جدياً في التشكيلة الحكومية، والبحث تناول المداورة في الحقائب ومضمون البيان الوزاري ورفض الثلث المعطّل".في المقابل، عبر سليمان عن أمله في أن "ينجح الفرقاء السياسيون في ظل المناخ الايجابي في التفاهم على قيام حكومة جامعة تولي الاهتمام بشؤون المواطنين الحياتية"، ودعا الى "تنازلات متبادلة لمصلحة الوطن من خلال حكومة تنال ثقة المجلس النيابي واللبنانيين".ويبدو أن "تيار المستقبل" الذي يقود فريق الموافقين على هذه التسوية تمكن بسرعة من احتواء موقف رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع الرافض لتشكيل حكومة مع حزب الله.في هذا السياق، أكد النائب القواتي أنطوان زهرا ان "قوى 14 آذار" ستأخذ موقفاً موحداً من موضوع الحكومة، ما يعني فعلياً أن "القوات" لن يحرج "المستقبل" الذي يبدو أن موافقته على مشاركة حزب الله في الحكومة مبنية على قرار إقليمي.وأشارت مصادر أمس إلى أن زعيم "المستقبل" سعد الحريري أكد لجعجع خلال اتصال جرى بينهما أن "تيار مستقبل لن يدخل الحكومة إلا مع القوات اللبنانية"، وأنه "جرى الاتفاق على ضرورة الاتفاق السياسي قبل الشروع في مناقشة التركيبة الحكومية وأن يكون إعلان بعبدا بندا أساسيا في البيان الوزاري".اما رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميّل فقد أظهر استعداده الكامل للذهاب الى حكومة مع حزب الله معتبرا ان تورط الحزب العسكري في سورية هو "تدخل آني" وأن "مشكلة سلاح الحزب، لا تُحلّ بكبسة زر".في المقابل، بدا أن تململ "التيار الوطني الحر" (التيار العوني) من حلفائه في الموضوع الحكومي لن يكون حجر عثرة، حيث اشارت المصادر الى أن زعيم "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون موافق من حيث المبدأ على الحكومة الجامعة وأن الموضوع متعلق بالوزارات التي سيحصل عليها التيار.وكان النائب حكمت ديب قال في تصريحات صحافية نشرت أمس أنّ "خطأً ما حصل في التعاطي معنا في ملف التفاوض الحكومي، بصرف النظر إذا ما كانت هذه المفاوضات ستصل الى نتيجة"، محمِّلاً "الفريق الذي يُدير المفاوضات ضمن حلفائه المسؤولية". وأوضح ديب أنّ "الكلام يقتصر حتى الساعة على شكل الحكومة ولم يدخل بعد في الحصص والحقائب، حيث إننا اعترضنا على استبعادنا وليس على توزيع الحقائب".
دوليات
لبنان: «المستقبل» يحسم أمره لـ «الحكومة الجامعة» وسليمان يدعو إلى تنازلات متبادلة
12-01-2014