دافعت إدارة الرئيس باراك أوباما عن سياستها في سورية كاشفة للمرة الأولى أنها قدمت مساعدات فتاكة للمعارضة المعتدلة، في حين ترددت أنباء أن واشنطن ستفعل مساعيها لتعليق عضوية النظام السوري في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

Ad

بعد الانتقادات العنيفة التي تلقتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن سياستها حيال سورية من أعضاء سابقين في هذه الإدارة، ومنهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والسفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، لا من مشرعين جمهوريين فقط، وبعد أيام على إعلان الرئيس السوري بشار الأسد بقاءه في السلطة لسبع سنوات إضافية بعد انتخابات رئاسية في مناطق سيطرته، دافعت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، عن السياسة الخارجية لأوباما، كاشفة للمرة الأولى أن الولايات المتحدة اتخذت خطوات مهمة في سورية بتقديم مساعدات «مميتة وغير مميتة» إلى المعارضة المعتدلة.

وقالت رايس في مقابلة مع «سي أن أن» مساء أمس الأول إن «الولايات المتحدة هي أكبر مشارك منفرد في المساعدات الإنسانية، وقدمت أكثر من 1.7 مليار دولار»، وأضافت أنه «لهذا ضاعفت الولايات المتحدة دعمها للمعارضة المعتدلة، وزودتها بدعم فتاك وغير فتاك، حيث ما أمكننا تقديم العون للمدنيين وللمعارضة المسلحة».

وقالت رايس إن الإدارة الأميركية تريد العمل مع الكونغرس لزيادة الدعم للقوات السورية المعارضة، التي تقاتل نظام بشار الأسد منذ ثلاث سنوات، وقد أنفقت مئات الملايين من الدولارات على المساعدات القاتلة والإنسانية منذ اندلاع الحرب في عام 2011. وفي حين بدا أنه رد على انتخابات الأسد، ذكرت تقارير صحافية أمس أن الإدارة الاميركية تسعى الى جانب بعض حلفائها، خصوصا باريس وأنقرة، الى إصدار قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يمنع وفد النظام السوري من المشاركة في اجتماعاتها.

ويسعى القرار الى تعليق مشاركة سورية في الاجتماعات، لا شطبها من عضوية الأمم المتحدة.   ولفتت المصادر إلى أنّ الدول التي بدأت بحث مشروع تعليق مشاركة سورية اختارت الجمعية العامة مكاناً للقرار تفادياً للفيتو الروسي - الصيني في مجلس الأمن.

إلى ذلك، أفادت وزارة الخارجية التونسية في بيان أمس أن «خطوة افتتاح مكتب تمثيل في دمشق لا تعني اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».

دمشق تستهجن

واستهجنت السلطات السورية الموالية للنظام أمس موقف الاتحاد الاوروبي الذي وصف الانتخابات الرئاسية بأنها «غير شرعية»، معتبرة انه «انتهاك سافر» للقانون الدولي. وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) إن الموقف الاوروبي «مناقض لأبسط قواعد الديمقراطية واحترام حق الشعب في اختيار قيادته ورسم مستقبله عبر صناديق الاقتراع، باعتبار أن الشرعية الحقيقية تستمد من الارادة الشعبية حصرا وليس من رضا هذه الدولة أو تلك».

ولفتت الى ان «إقبال السوريين الكثيف في الداخل والخارج على ممارسة حق الاقتراع هو أكبر دليل على مصداقية العملية الانتخابية».

ورأت الوزارة في بيانها أن «السوريين الذين يتصدون منذ ثلاث سنوات وأكثر للحرب الكونية على بلادهم ببسالة أذهلت العالم والذين أقبلوا بمثل هذه الكثافة على صناديق الاقتراع، هم اليوم أكثر تصميما على التمسك بالسيادة الوطنية والقرار الوطني المستقل، وعلى الآخرين أن يدركوا ألا مكان بعد اليوم لأي شكل من أشكال الاستعمار والوصاية والهيمنة».

«داعش»

ميدانياً، واصل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) استهدافه للأكراد، حيث قامت عناصره باختطاف أكثر من 150 تلميذاً كردياً من مدينة عين العرب في حلب، بحسب ما أكد مسؤولون أكراد وناشطون، لتلفزيون «سي ان ان». وتتراوح أعمار التلاميذ الأكراد المختطفين بين 15 و18 عاماً. ونقل مسلحون من «داعش»، التلاميذ المختطفين من مدرسة للشريعة الإسلامية إلى مدينة منبج في حلب، حيث يخضعونهم للتدريب، بحسب ما أكد العضو في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي نوري محمود.

وعبّر محمود عن مخاوفه من أن «داعش» يدرب المراهقين على القتال لاستخدامهم في عمليات إرهابية، على حد تعبيره. واعتقل «داعش» الطلاب أثناء توجههم إلى مدينة حلب في حافلات للامتحانات، بعد أن رفض النظام فتح صفوف لهم في بلدتهم الخاضعة لسيطرة الأكراد.

حمص

وفي حمص، عادت المفاوضات من جديد بين طرفي النزاع في حي الوعر، إذ طلبت القوات الحكومية من المعارضة المسلحة تسليم السلاح وتسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين، كما طلبت أيضا فتح الطرقات كلها إلى حي الوعر، وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الأحداث بما في ذلك النساء فورا. وتضمنت بنود الاتفاق انتشار الجيش فترة وجيزة حتى يتم الانتهاء من تفتيش حي الوعر وانسحابه إلى خارج الحي مع سحب الآليات الثقيلة، ومن ثم فتح مكتب للوسيط الإيراني في الحي لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق، لحين اكتمال عودة الأهالي إلى بيوتهم في حمص القديمة مع توفير الضمانات.

وأعلنت المعارضة السورية مساء أمس الأول أن قوات النظام اعدمت 20 من مقاتلي المعارضة الذين سلموا انفسهم للسلطات السورية بعد خروجهم من احياء حمص القديمة، بينما نقلت اكثر من 80 آخرين الى احد فروع المخابرات العسكرية في دمشق.

الإفراج عن معتقلين

ونقلت السلطات السورية مساء أمس الأول 480 معتقلا بينهم ثمانون امرأة من سجن عدرا قرب دمشق الى العاصمة تمهيدا للافراج عنهم، في اطار مبادرة من الأسد بعد اعادة انتخابه، بحسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن محامين.

وكانت السلطات أفرجت قبل يومين عن نحو 320 سجينا من سجن حلب (شمال) المركزي الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه اخيرا بعد معارك ضارية مع مقاتلي المعارضة استمرت أشهرا طويلة.

(دمشق، واشنطن، بيروت -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)