للمرة الثالثة في غضون عشرة أيام، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي أمس مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في رفح، ما أسفر عن مقتل 10 وإصابة 30 بجروح، إضافة إلى نحو 80 قضوا في سلسلة هجمات، بينما أكدت تل أبيب أنها سحبت قسما من قواتها من القطاع لإعادة نشرها، مشددة على أن الهجوم مستمر.

Ad

وأكدت "الأونروا" أن المدرسة تأوي 3000 نازح ممن فروا بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وكان 15 فلسطينيا قتلوا الأربعاء بعدما احتموا بمدرسة تديرها الأمم المتحدة في مخيم جباليا للاجئين، وقالت الأمم المتحدة إن نيران المدفعية الإسرائيلية أصابت المبنى في ما يبدو.

من جهتها، نعت "الأونروا" 9 من موظفيها قتلوا خلال الأسبوعين الأخيرين في العمليات الإسرائيلية على القطاع.

إلى ذلك، بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي أمس 74 قتيلا، ما يرفع الحصيلة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع في 8 يوليو، إلى 1776 قتيلا و9320 مصابا، غالبيتهم العظمى من المدنيين.

في المقابل، تواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية في اليوم السابع والعشرين من بدء الهجوم الإسرائيلي الذي يهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ من القطاع.

في غضون ذلك، بدأ الجيش الإسرائيلي أمس سحب بعض قواته البرية من القطاع وإعادة نشر قوات أخرى، وذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية أن الجيش سحب معظم قواته. وأكد المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر أن العملية العسكرية مازالت جارية.

وقال ليرنر: "نحن نسحب بعض القوات، ونعيد نشر أخرى، ونتخذ مواقع أخرى"، مضيفا: "نحن نعيد الانتشار في قطاع غزة، ونغير مهمة بعض القوات، لكي لا تكون بالنسبة لهم نفس العملية البرية، لكن بالتأكيد سنواصل عمليتنا، ولدينا قوة رد فعل سريع على الأرض يمكن أن تخوض معركة مع حماس إذا تطلب الأمر".

وبشأن الأنفاق، أوضح أن الجيش عثر على أكثر من 30 نفقا وعشرات الفتحات وفجرها، مشيرا إلى أن "الجنود مستمرون في المهمة للقضاء على هذه الأنفاق التي عثرنا عليها، ونتوقع الانتهاء خلال فترة قصيرة من الوقت، ربما خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة".

في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر أمس مقتل جندي فقد الجمعة الماضية، بينما كان يشارك في القتال في القطاع، لترتفع بذلك خسائر الجيش الإسرائيلي إلى 64 جنديا منذ بدء هجومه.

واستؤنفت في القاهرة أمس جهود التوصل إلى هدنة جديدة، ووصل وفد من "حماس" قادما من العاصمة القطرية الدوحة إلى القاهرة أمس، للمشاركة في مباحثات مع وسطاء مصريين، من أجل الوصول إلى تهدئة تنهي النزاع الدامي مع إسرائيل، كما وصل وفد من حركة "الجهاد".

ودعت القاهرة الوسيط التقليدي في النزاعات بين إسرائيل و"حماس"، الفلسطينيين وإسرائيل، إلى إرسال وفودهما إلى القاهرة لبدء مباحثات للوصول الى هدنة دائمة، لكن إسرائيل أعلنت أنها لن ترسل وفدا للقاهرة، بعد أن اتهمت "حماس" بخرق وقف إطلاق النار الجمعة الماضية.

ومن غير المنتظر أن تؤدي محادثات القاهرة إلى انفراجة، نظرا للتباعد الكبير بين موقفي "حماس" وإسرائيل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعد مساء أمس الأول بمواصلة الضغوط على حركة حماس حتى بعد أن يحقق الجيش مهمته الرئيسية، وهي تدمير شبكة أنفاق تمتد إلى داخل إسرائيل.