يُعاتبني في رقّةٍ لا أُجيدُها
![فوزي كريم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1498033753948674500/1498033754000/1280x960.jpg)
عتبتَ، وأغلقتَ المساربَ والمجرىأما كان بعضَ العتب يحتمل العُذرا!وكنتَ حريّـــــــــــاً بالتمــاسِ مَعــــاذِرٍلخـــــــلٍّ، فقد يبدو بمــعـــــذرةٍ أحــــــــرىفبعضُ متاعِ الروح أنك بعضُ منــــ وهمْ قلّةٌ ــــ ألوي بهمْ وحشةَ المسْرىوإنْ كنتُ قد ألويْتُ ظهري لمعشرٍفما أنــــــتَ ممـــــن كنتُ أوليْتــــــــه ظَهراففي القـلــــبِ ركـــــنٌ ما يزالُ مُهـــــيّأًلمــــثلكً يا مــن أصـــــطفي ودَّه ذُخــــــــرافرِفقــــاً فقدْ أوهى اغترابٌ جناحَناومالَ بنا حملٌ، وضــــاقَ بنا المجرىونحنُ إلى أن نَحسبَ الصّدعَ ثَلْمةًلأحوجُ منــــــا أن نظنَّ بــــــــه كَسْــــرىوفي آخر يونيو أجبتُه:أعاتبُ، فيما كنتُ أعتبُ مضطرّاوحسبُك أني عاتبٌ مرةً أخرىفأنـــتَ خليقٌ بالملامـــــةِ صاحـــــباً يتيماً، وإنــــي في مُعاتبةٍ أحرىفقدْ زرتُ «باريساً» عديداً ولمْ أجُزْنداءكَ، لكنْ جُزتَه فرصاً تترىفقلتُ يميني أنْ أُذلّلَ موجـــــــــتيوأحرفــــها عمّا ألفتُ من المجــرىفلمْ أتصــلْ، لكن وجــــــهاً ألِــفتهجميلاً أتاني لمْ أُطقْ دونه صبرايُعاتبــــني في رقّـــــــــةٍ لا أُجيدهاويسألــــُني فيمَ العتـــــابُ فلا أجْــــــرافشأني، وقدْ ضاقتْ بنا، مُذْ تأبّطتبلادٌ أضعناها على مضضٍ، شرّاكمنْ يتفــــــيّا، هارباً، ظلَّ هاربٍيغـــــــازله هجـــواً، ويشتاقُــــــه هجـــــراظمئنا لها، وجهاً لوجهٍ، قريبةًوضقنا بها، لما تناءى بنا المسْرىكأنا اصطُفينا بعدها، عن إرادةٍإلى الليلِ نطوي فيه وحشتنا الكبرىأعاتبُ! هذي طينتي محضُ شائبٍخليطٍ، فلا تحسبْ لشائبةٍ أمرا وكان الصكار وعبدالرزاق عبدالواحد، من بين أبناء جيلِهما، يُحسنان فنَّ «الإخوانيات»، ويتراشقان بها، بين حين وآخر. وإذا كان عبدالرزاق بارعاً في اللمسة الهجائية، فالصكار بارع في اللمسة الرقيقة المداعبة. وكنتُ أستحسن فنَّهما هذا، حتى لأزعم أن عبدالرزاق فيه أبلغ شأناً منه في قصائده الجدية، قبل أن تُفسده أطماع الجاه والمال في المدائح الرخيصة. وآمل أن يجدَ إرثُهما هذا من يأخذ به، يجمعه وينشره على الناس. هذه لحظةُ استعادة ووداع لصديقٍ مُقرّبٍ من يتامى البلد المخزن، تكتفي بلونِ الرماد عن تعدادِ فضائله في الخُلُق والخَلْقِ: قصيدة كان هذا الخَلْق، لوحةً أو براعةَ اختراع في حروف الطباعة.