مجلس الأمن يواجه «داعش» و«النصرة» بالفصل السابع

نشر في 17-08-2014 | 00:02
آخر تحديث 17-08-2014 | 00:02
No Image Caption
• دمشق: شركاء في محاربة الإرهاب
• «الدولة» قرب العاصمة
• الشعيطات تطلب عفو البغدادي
في أكبر تحرُّك للأمم المتحدة في مواجهة الإسلاميين المتطرفين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء واسعة في سورية والعراق، ويرتكبون أعمالاً وحشية، صوّت مجلس الأمن بالإجماع على قرار بموجب الفصل السابع ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، ودعا عناصرهما لإلقاء السلاح فوراً.

تبنى مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأول بالإجماع، قراراً بموجب الفصل السابع يهدف الى إضعاف المقاتلين الإسلاميين المتطرفين في العراق وسورية بإجراءات لقطع مصادر التمويل عنهم ومنعهم من تجنيد المقاتلين الأجانب.

وينص القرار، الذي تقدمت به بريطانيا، على إدراج أسماء ستة قياديين إسلاميين متطرفين، من الكويت والسعودية ودول أخرى، على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة، ما يؤدي الى تجميد ممتلكاتهم ومنعهم من السفر.

وبين القياديين الستة مسؤولون في تنظيم القاعدة قدموا تمويلا الى جبهة النصرة في سورية، وأبومحمد العدناني، الناطق باسم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة، مارك لايل غرانت، إن الدول الـ15 الأعضاء في المجلس برهنت على «وحدة متينة» بتبنيها القرار للتصدي لتهديد «الدولة الإسلامية» و»النصرة»، مضيفاً: «رأينا هول أعمالهم الوحشية، ومحاولاتهم لمحو مجموعات بأكملها على اساس ديانتها أو معتقداتها، والقتل العشوائي والإعدامات غير المشروعة والهمجية، واستهداف المدنيين عمدا، ومستوى العنف الجنسي المثير للاشمئزاز، وخصوصا ضد النساء والأطفال».

إجماع دولي

وصوّت كل أعضاء المجلس على القرار، بما في ذلك روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بناء على مخاوف من ان يؤدي سقوطه الى استيلاء الإسلاميين على الحكم في دمشق.

ويطالب القرار تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة بأن «يضعا حدا لكل أعمال العنف والإرهاب، وأن يلقيا سلاحهما ويحلا نفسيهما فورا».

كما يطلب القرار من كل الدول الأعضاء «اتخاذ إجراءات على الصعيد الوطني لتقييد تدفق مقاتلين إرهابيين اجانب» يلتحقون بصفوف «الدولة الاسلامية» و»جبهة النصرة».

تعامل مباشر

ويدين المجلس في قراره «أي تعامل تجاري مباشر او غير مباشر» مع هذين التنظيمين أو الجماعات المرتبطة بهما، مؤكدا ان «هذا النوع من التعاملات يمكن اعتباره دعما ماليا» للإرهاب ويخضع بالتالي لعقوبات دولية.

وبعد التصويت على القرار، اشادت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، بـ»الموقف الصلب والموحد» لمجلس الأمن و»بإرادته لاتخاذ إجراءات جدية» في مواجهة ما وصفته بـ»الجبهة الجديدة للتهديد الارهابي».

وأضافت أن «القصص عن دموية الدولة الإسلامية اشبه بكوابيس»، متحدثة عن 12 الف مقاتل أجنبي يشاركون في القتال في سورية.

روسيا والأسد

ووضع القرار الذي يصف الجهاديين بالتهديد للسلام والأمن الدوليين تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، ما يفسح المجال لتعزيز الإجراءات بالقوة العسكرية او بعقوبات اقتصادية.

لكن نائب سفير روسيا، بيتر ايليشيف، أكد أن القرار «لا يمكن اعتباره موافقة على عمل عسكري». ويتهم مجلس الامن الدولي في القرار الجهاديين بسلسلة من الفظائع، ويحذر من أنها تشكل جرائم ضد الانسانية.

من جهته، رحب سفير سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، بتبني القرار، مؤكدا أن «سورية تعد شريكا اساسيا في الحرب ضد الارهاب». ولكن ليال غرانت رد عليه بالقول إن الأسد يتحمل بجانب كبير مسؤولية الإرهاب، وبالطبع لا يمثل الحل».

تجمّع «داعش»

وعلى الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأن عناصر «داعش» بدأت في التجمع والتحشد بمنطقة الحجر الأسود في جنوب دمشق، وأغلقوا شوارع في الحي؛ تحضراً للقيام بعمليات عسكرية، ضد الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة في ريف دمشق.

وفي حلب، ذكر المرصد أن التنظيم أعدم ثمانية مقاتلين من لواء جبهة الأكراد كان قد أسرهم خلال سيطرته على بلدة أخترين في الريف الشمالي الشرقي للمحافظة، مشيراً إلى أن مصير عشرات الأسرى من مقاتلي الكتائب والأكراد مازال مجهولاً.

الشعيطات والبغدادي

وفي دير الزور، أكد المرصد تسلّمه، أمس، نسخة من شريط مصور، يظهر أكثر من 40 من وجــــهـــاء بــــلــــــدتي الـــــكـــــشـــكــيــة وأبو حمام، اللتين يقطنهما مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات، بريف المحافظة الشرقي، يناشدون زعيم «داعش» أبا بكر البغدادي العفو عن الأبرياء الذين لم يرضوا ولم يشاركوا في قتال تنظيمه.

وفي الشريط أكد هؤلاء «حق ما يدعو إليه الخليفة»، متبرئين من «تلك الزمرة الفاسدة التي حاربت دين الله تعالى وغدرت بجنود الدولة الإسلامية، أولئك السفهاء الذين تبين أنهم أّذناب النظام النصيري ومن والاهم، ومن الذين انحرفوا عن المنهج الصحيح، واتبعوا خطوات الشيطان».

«جبهة ثبات»

في المقابل، أعلنت ستة فصائل عسكرية تابعة للجيش الحر، أمس، توحدها تحت اسم «جبهة ثبات المقاتلة» والعاملة بين محافظتي إدلب وحماة.

ونشر المكتب الإعلامي للجبهة الجديدة تسجيلاً مصوراً تم نشره على «يوتيوب»، يعلن فيه أحد القادة العسكريين تشكيل الجبهة بقيادة العقيد موسى العكل، ونائبه المقدم أحمد العبدالله، إيماناً من الفصائل المشاركة بوحدة الصف والرغبة في العمل المشترك وتطلعاً للوصول إلى تشكيل قيادة موحدة لجميع الفصائل الثورية السورية.

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top