الازدواجية

نشر في 16-08-2014
آخر تحديث 16-08-2014 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب عندما يكون الشخص ذا رأيين أو موقفين متضادين نطلق عليه من الوهلة الأولى مزدوج الشخصية، لأنه يبدو كلغز؛ ولأن تصرفاته وسلوكياته أحياناً تكون عكس ما يعهد عليه، وعكس تصرفاته العادية تماما.

ويؤكد علماء الاجتماع أن الازدواج في الشخصية وليد التناقض بين مشاعر الفرد وسلوكه؛ لأن المشاعر حرة لا يصدها شيء، بينما السلوك مقيد بالعادات والتقاليد والنظم، لذا نراه يلون في أسلوب تعاملاته، ويبدل وجهه بعدة وجوه حسب الموقف والأحداث.

وهذه الازدواجية في شخصية الفرد لها وبلا شك آثار سلبية وأضرار اجتماعية يعانيها المجتمع، حيث سيصعب التعامل مع شخصيته، وهذه الآثار والأضرار الناتجة عن الازدواجية تشابهها الأضرار والآثار السلبية لازدواج الجنسية  بل أكثر.

نعم الازدواجية في الجنسية أمر خطير على أمن الدولة وشعبها وحكومتها وأمانها واستقرارها وجميع أركانها،  ومقوماتها وخيراتها، ولها تأثير كبير وإخلال في التركيبة السكانية، وهنا نطرح هذه التساؤلات لمزدوج الجنسية: لمن سيكون ولاؤه؟ ولمن سيضحي؟ ولمن سيعطي؟ ولمن يبني؟ وعلى تقدم من يحرص؟ وعمن يدافع؟ ولأجل من يقاتل؟ وغيرها العديد من الأسئلة والاستفهامات التي تحتاج إلى إجابة.

إن السكوت على ازدواج الجنسية أمر يعجل في هدم البلاد، وأخذ حقوق العباد، نحن هنا لا نتطرق لجنسية معينة، بل نتكلم بشكل عام، فبلادنا وخيراتها وأجيالها القادمة لها حق علينا بحمايتها من أي عبث يتسبب في خلخلة البلد وزعزة استقراره.

إن من يحمل جنسية أخرى أو تابعية لدولة ما أو حتى جواز سفر لدولة أخرى، نوجه له هذا السؤال: أنت من؟ وتتبع من؟ وتكنّ الولاء لمن؟ حدد وقرر.

ولمن أخذ الجنسية الكويتية وهو يمتلك غيرها قبل أن ينالها نقول: بؤساً لك، فليس لك أي أمان أو عهد، وكما تجاهلت وتنازلت عن جنسيتك الأصلية لأي سبب كان، فلا نستبعد أن تتنازل عن بلادنا عند الصدام الأول.

ونقول للحكومة اتقوا الله في البلد وشعبه، أنتم مؤتمنون عليه، فلا تسمحوا أن يعاث في أرضه الفساد، ولا تسمحوا لأحد أن يزاحمنا في خيرات بلادنا، فنحن أولى من غيرنا بخيرها.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top