سورية: المعارضة تتجاوب بحذر مع الدعوة إلى «جنيف 2»

نشر في 27-11-2013 | 00:03
آخر تحديث 27-11-2013 | 00:03
No Image Caption
المقداد: مسألة تنحي الأسد أصبحت خلفنا... ودول غربية تتصل بنا للتعاون في مكافحة «الجهاديين»
تجاوبت المعارضة السورية بحذر شديد مع تحديد الأمم المتحدة 22 يناير المقبل موعداً لاتفاق جنيف. وفي وقت طالب رئيس الائتلاف المعارض بخروج جميع الميليشيات الأجنبية من البلاد، رفض "الجيش الحر" المشاركة قبل الحصول على ضمانات.

أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس أنه ينظر إلى تحديد موعد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» في 22 يناير المقبل بكل إيجابية. وأكد الائتلاف في بيان إنه «لا يمكن أن يشارك (الرئيس السوري) بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري في هيئة الحكم الانتقالية (التي من المقرر أن يخرج المؤتمر بها)، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسي». 

الا أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا أعلن أمس بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة أنه لن «يكون هناك أي تقدم سياسي في سورية دون خروج الميليشيات الأجنبية، وعلى رأسها حزب الله والحرس الثوري الإيراني من الأراضي السورية»، وأوضح في مؤتمر صحافي من القاهرة أنه «لا يوجد حديث عن وقف إطلاق النار قبل جنيف 2».

 

«الحر» وفابيوس 

 

في المقابل، قال رئيس أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس أمس أن مقاتليه لن يشاركوا في «جنيف 2» وسيواصلون القتال للاطاحة بالأسد خلال فترة المحادثات. وقال إدريس في تصريحات متلفزة: «الظروف والأجواء ليست مهيئة حتى الآن لعقد مؤتمر جنيف في التوقيت الذي تم تحديده لأسباب كثيرة والإسراع عن إعلان هذا المؤتمر دون أخذ الاسباب المؤدية الى نجاحه ستؤدي الى نتائج سلبية كبيرة على جميع المستويات».

وأكد إدريس: «لن نوقف القتال على الإطلاق إن كان خلال المؤتمر أو بعده أو قبله، وما يقوّي موقفنا كمقاتلين هو الحصول على ذخائر وأسلحة وموقعنا كمقاتلين يقوّي موقف وفد المعارضة في جنيف»، مؤكدا «رفض الجيش الحر المشاركة في المؤتمر إذا لم يتلقَ أي عروض تؤدي لتحقيق متطلبات الحوار على الأرض».

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن «جنيف 2» سيعقد بين ممثلي النظام بدون الأسد والمعارضة المعتدلة، مشيرا الى أن «هدف المؤتمر التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات». واضاف فابيوس: «انه امر صعب جدا لكنه الحل الوحيد الذي يؤدي الى استبعاد بشار الاسد والارهابيين».

 

طهران وواشنطن 

 

في السياق، قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أمس إن بلاده مستعدة للمشاركة في»جنيف 2» إذا وجهت إليها الدعوة، موضحاً: «نرى أن مشاركة إيران في جنيف 2 إسهام مهم في حل المشكلة. قلنا دائما إنه إذا دعيت إيران فسنشارك دون أي شروط مسبقة». وتطالب واشنطن طهران بالاعتراف بـ»بيان جنيف 1» الذي ينص على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة، وترفض طهران الاعتراف بهذا البيان الذي شاركت موسكو في صياغته بالرغم من أنه لا ينص صراحة على رحيل حليفها الأسد عن السلطة. 

 

المقداد 

 

في سياق آخر، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس، أن ممثلين عن بعض الدول الغربية اتصلت بحكومة بلاده بشأن التعاون في مجال مكافحة «الجهاديين»، وقال ان دمشق لا تتوقع أن تواجه ضغوطاً دولية للمطالبة بتنحي الأسد خلال «جنيف 2».

وقال المقداد في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» نشرت أمس: «لدينا ثقة كاملة بأن الشعوب في أوروبا الغربية والولايات المتحدة بدأت تدرك بأننا في سورية نواجه الإرهاب نيابة عن العالم بأسره»، وأضاف «أن ممثلي بعض الدول الغربية أجروا اتصالات مع دمشق سعياً وراء التعاون في مجال تقاسم المعلومات الاستخباراتية لمكافحة الجهاديين».

واعتبر نائب وزير الخارجية السوري أن مسألة تنحي الأسد «اصبحت وراءنا لفترة طويلة»، مشيراً إلى أن اتفاق القوى الست الكبرى مع ايران بشأن برنامجها النووي «جاء نتيجة تغيير الغرب لسياساته في المنطقة».

 

الأوضاع الميداينة

 

ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن غارات نفذها الطيران الحربي السوري على مناطق في القلمون شمال دمشق «وانباء عن شهداء وجرحى»، مشيرا الى استمرار «الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء ابو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية واجنبية من جهة ومقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من جهة اخرى في محيط اللواء 22 في الغوطة الشرقية». وقتل اربعة اشخاص أمس في سقوط قذائف هاون على بعض احياء دمشق، فيما خطف صحافيان سويديان.

 

انفجار السومرية 

 

وقتل 15 شخصاً في تفجير وقع أمس أمام كراجات السومرية بالعاصمة السورية دمشق.

وقال التلفزيون السوري إن «إرهابياً فجّر نفسه في موقف حافلات السومرية، ما أدّى إلى استشهاد 15 مواطناً»، من ناحيته، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن بين القتلى أطفالاً.

(دمشق، القاهرة، لندن ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

 

back to top