استحق فريق الكويت لكرة اليد لقب "البطل" هذا الموسم عن جدارة واستحقاق، بعدما غرد على قمة بطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي، منفردا بسجل خال من الهزائم، ورصيد 21 انتصارا على مدار القسمين الأول والممتاز، وكان الاستقرار الفني والإداري عاملا هاما لتحقيق هذا الانجاز بفضل القيادة الفنية المتطورة للمدرب الجزائري سعيد حجازي والادارية لمدير اللعبة قايد العدواني.

Ad

أما الوصيف (القرين) فكان دائما الأقرب إلى المزاحمة على القمة، وقدم لاعبوه أداء جيدا رغم التغييرات الكثيرة التي طرأت على جهازه الفني خلال البطولة، لكن خبرة مدربه الوطني خالد غلوم ووفرة اللاعبين المخضرمين حسمت المركز الثاني لمصلحته في الترتيب النهائي للدوري.

ودخل النادي العربي حسبة الفرق المتفوقة هذا الموسم بفضل حصوله على المركز الثالث، لكن أداءه جاء متذبذبا في كثير من الأحيان وأقل بشكل ملحوظ من البطل ووصيفه.

الكويت والقرين الأقوى

حسابيا ظفر الكويت بلقب أفضل هجوم وأقوى دفاع في الدوري، بعدما سجل 680 هدفا، ودخل مرماه 450 هدفا على مدار 21 مباراة في القسمين الأول والممتاز، حيث أحرز في القسم الأول 443 هدفا، ودخل مرماه 292 هدفا، وفي الدوري الممتاز سجل 237 هدفا، ودخل مرماه 160 هدفا.

وجاء القرين في المركز الثاني برصيد 650 هدفا، ودخل مرماه 467 هدفا، حيث سجل في القسم الاول 416 هدفا ودخل مرماه 287 هدفا، بينما أحرز في الدوري الممتاز 234 هدفا، ودخل مرماه 180 هدفا.

حاجز 400 هدف

والملاحظ أن هجوم الكويت والقرين تخطى حاجز 400 هدف لكل منهما في الدور الأول من البطولة، وهذا الرقم يستحق الإشادة لأنه يثبت بالدليل القاطع مدى قوة هجوم الفريقين وشراسة المنافسة التي كانت محتدمة بين الفريقين من بداية البطولة حتى الجولة قبل الأخيرة من الدوري الممتاز التي حسمها الكويت لمصلحته بالفوز على القرين 27-24.

الأخضر ثالثاً

واستمر العربي في ملاحقته لفريقي المقدمة، بعدما جاء في المركز الثالث أيضا من حيث عدد الأهداف، حيث سجل 595 هدفا في 21 مباراة، ودخل مرماه 514 هدفا، ففي القسم الأول أحرز 388، ودخل مرماه 324 هدفا، بينما سجل في الدوري الممتاز 207 أهداف ودخل مرماه 190.

أما بقية فرق الدوري الممتاز فجاءت تباعا: السالمية الرابع بتسجيله 202 هدف، ودخل مرماه 214 هدفا، والساحل خامسا وله 199 هدفا وعليه 230 هدفا، وكاظمة سادسا بـ190 هدفا وعليه 236، والقادسية سابعا بـ182 هدفا وعليه 226، والشباب ثامنا بـ181 هدفا وعليه 196.

خروج القادسية من الصراع

أما خروج القادسية من دائرة الصراع على لقب الدوري فصب في مصلحة البطل ووصيفه بشكل مباشر، خصوصا أن الأصفر كان متقدما في المركز الثاني خلال القسم الأول للبطولة، وظهر بأداء جيد ويبشر بمنافسة شرسة على اللقب، بعد أن خسر مباراة واحدة أمام الكويت فقط، وتعادل في أخرى مع القرين.

لكن الاصفر تراجع بشكل مفاجئ في الدوري الممتاز، وظهر بمستوى متواضع نتيجة إحجام عدد كبير من لاعبيه الأساسيين عن المشاركة مع الفريق وبصورة غير مبررة سواء في التدريب أو المباريات، ما أجبر إدارة الفريق على الاعتماد على مجموعة من الشباب الصاعدين، ما أدى إلى خسارة الفريق لصورته.

حجازي الأفضل

أما في ما يخص المدربين، وأفضل ما قدموه في البطولة فنجد أن مدرب الكويت سعيد حجازي استحق لقب الأفضل في البطولة، بعدما قاد فريقه لحصد جميع الألقاب، بداية من المحافظة على اللقب للموسم الثاني على التوالي، مرورا بأداء لاعبيه الفني الراقي الذي استحقوا عليه لقب أقوى هجوم وأقوى دفاع.

ونجح حجازي على مدار البطولة في فرض أسلوبه الخاص على أداء الفريق، وظهر ذلك جليا في طريقة دفاع الأبيض المتقدم 3-3 والأقرب لرجل لرجل والهجوم الخاطف، فأصبح من مميزات أداء الكويت، كما استغل قوة لاعبي الخط الخلفي بالشكل الأمثل.

حرفية غلوم

ولا يمكن أن نغفل دور مدرب القرين خالد غلوم الذي أثبت بالدليل حرفيته التدريبية بقيادة مخضرمي القرين لوصافة البطولة في فترة قصيرة جدا، بعدما تولى المهمة مع بداية الدوري الممتاز، ويحسب له ثبات مستوى القرين خلال فترة توليه المهمة في الدوري، بعدما نجح ببراعة في استغلال جميع لاعبي الفريق بالشكل الامثل، ونافس بشرف حتى الرمق الأخير على اللقب، خصوصا بعد أدائه الجيد امام الكويت، ولولا تواضع مستوى حراس المرمى أو عدم توفيقهم لتغير الحال كثيرا.

أداء مقبول

أما مدرب العربي يوسف غلوم فقدم أداء جيدا قدر المستطاع، لكن على فترات متقطعة خلال البطولة، لسببين: عدم انتظام اللاعبين بشكل جيد خلال التدريبات، وعدم ضخ دماء جديدة في الفريق، ما أدى إلى غياب روح المنافس بين اللاعبين، فالقوام الأساسي للأخضر لم يتغير منذ عدة مواسم باستثناء لاعبين تم استعارتهما من اليرموك وهما نصير حسن وهادي نصير وقدما أداء جيدا، لكن محصلة الفريق لم ترتق للمستوى المنتظر، لان أغلبية اللاعبين الموجودين يقدمون أداء روتينيا، بدون منافسة حقيقية، وعلى إدارة العربي الانتباه لان القادم في الغالب أسوأ، ولابد من ايجاد حلول جذرية وسريعة متى أراد الأخضر المنافسة على الالقاب المحلية.

مشكلة القادسية

بدوره، يحسب لمدرب القادسية المصري أحمد دعبس أنه قدم نموذجا للمدرب المحترف في العمل بكل ما تعنيه الكلمة، فعلى مدار موسمين أعطى كل ما لديه وبدون دعم من أحد، ففي الموسم الماضي حقق لقب الكأس وثاني الدوري.

وبعد عزوف اللاعبين الكبار عن المشاركة مع الفريق خلال بطولة الدوري هذا الموسم، نجح دعبس في عمل تولفية جيدة من اللاعبين الشباب والخبرة، واعتمد عليهم حتى نهاية الدوري الممتاز لسد النقص، وظهروا بشكل جيد حسب امكاناتهم، وهذا يحسب له ويثبت أنه قادر على العطاء مهما كانت الظروف، لكن على إدارة القادسية الالتفات لما يحدث وتقديم يد العون للجهاز الفني ومعرفة موقف اللاعبين للعودة مجددا لمكان الأصفر الطبيعي بين الكبار منافسا شرسا على جميع البطولات.

خلدون أجاد

من جهته، اثبت مدرب الساحل خلدون الخشتي بالدليل القاطع أن العمل والاجتهاد دائما لهما ثمار واضحة للعيان، بعدما تمكن من الارتقاء بمستوى الساحل ووضعه بين فرق المقدمة رغم خبرة لاعبيه المتواضعة وكذلك مستواهم الفني.

لكن التدريب المستمر والاداء الفني والتكتيكي الراقي، وفرض شخصية المدرب بتنفيذ تعليماته بشكل دقيق أتت أكلها، حتى بات يحسب للساحل ألف حساب من جميع الفرق، لمعرفتهم أن مدربه يمتلك ادواته بشكل جيد ولاعبيه لديهم مخزون فني وتكتيكي راق، يمكنهم دائما من تنفيذ فكره داخل الملعب وفي أي وقت.

53 هدفاً في كل مباراة

 أقيمت 133 مباراة في بطولة الدوري على مدار القسمين، بواقع 105 مباريات في القسم الأول، و28 مباراة في الدوري الممتاز، وسجلت 7057 هدفا على مدار البطولة، بواقع 5425 هدفا في القسم الاول، و1632 هدفا في الدوري الممتاز.

 وبذلك فإن نسبة التسجيل في كل مباراة تبلغ 53 هدفا تقريباً، وهذا العدد يثبت بالدليل القاطع مدى قوة البطولة خاصة في الشق الهجومي.