قبل أيام من ترشحه رسمياً لرئاسة مصر توجه وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي إلى موسكو، في زيارة تكشف اتجاه القاهرة في السنوات المقبلة لموازنة علاقتها الاستراتيجية مع واشنطن، ويسعى السيسي إلى إنهاء أكبر صفقة تسليح يحصل عليها الجيش المصري من روسيا ستمول دول خليجية الجزء الأكبر من تكلفتها.

Ad

السيسي الذي رافقه خلال الزيارة وزير الخارجية نبيل فهمي ووفد عسكري رفيع المستوى ظهر في صور التقطت له قبل وأثناء استقلاله طائرة عسكرية مرتدياً بزة مدنية للمرة الأولى، وهو ما اعتبره محللون تمهيداً واضحاً لإعلانه الاستقالة من منصبه والتقدم لخوض الانتخابات الرئاسية، وهي خطوة متوقعة بعد أيام قليلة من عودته.

وتحتل صفقة التسليح الروسية للجيش المصري الأولوية في المحادثات التي بدأت فور وصول الوفد إلى موسكو، حيث بدأت مفاوضات بين البلدين منذ خمسة أشهر حول رغبة القاهرة في الحصول على مروحيات وأنظمة دفاع جوي، ولا تستبعد مصادر مطلعة أن يشمل الاتفاق المتوقع صواريخ أس – 300 المتطورة، وتفيد تسريبات موثوقة أن "السعودية والإمارات تتحملان نحو ملياري دولار من تكلفة هذه الصفقة".

وتعد هذه المرة الأولى التي يغادر فيها السيسي مصر منذ إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو الماضي، وهو ما فسره محللون بأنه إشارة إلى اعتزامه إعادة العلاقات المصرية – الروسية إلى عصرها الذهبي أثناء فترة حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في مقابل العلاقة الخاصة التي ربطت مصر بالولايات المتحدة منذ منتصف السبعينيات حتى الآن.